برعاية من "اتحاد مجالس البحث العلمي العربية" و "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" أقيم في قاعة "رضا سعيد" بجامعة "دمشق" ندوة عملية بعنوان "دور المعلوماتية في دعم الإدارة العلمية والتقانية".

موقع "eSyria" بتاريخ 13/10/2010 حضر افتتاح الندوة التي ألقى فيها الدكتور "غياث بركات" وزير التعليم العالي كلمة يقول فيها: «لقد جاء موضوع اختيار هذه الندوة ليؤكد الأهمية الحيوية للإدارة العلمية والتقانية في بناء منظومات البحث العلمي والابتكار في ظل الانفجار المعرفي وثورة المعلومات والاتصالات، فإن البحث العلمي لن يؤدي دوره كأداة للتنمية ووسيلة للارتقاء بالأمم، ولن يكون عاملاً حاسماً في التطوير التقاني، ما لم تتوافر له سبل الإدارة العلمية الناجحة، وتسخر له تقانة العصر التي طالما أثبتت جدواها في دعم البيئة التمكينية للبحث العلمي وترشيد الموارد وزيادة الكفاءة».

لقد أصبحت المعرفة تمثل مورداً استراتيجياً أساسياً لتحقيق النمو لدى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وأصبحت ديناميكية الاقتصاد الجديد تعتمد على رأس المال الفكري المبني على التعلم وتوليد المعرفة، كما أن التغير التكنولوجي المتسارع زاد من المكانة الهامة التي باتت تحتلها المعرفة في قلب النمو الاقتصادي

ويتابع: «لقد أصبحت المعرفة تمثل مورداً استراتيجياً أساسياً لتحقيق النمو لدى الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، وأصبحت ديناميكية الاقتصاد الجديد تعتمد على رأس المال الفكري المبني على التعلم وتوليد المعرفة، كما أن التغير التكنولوجي المتسارع زاد من المكانة الهامة التي باتت تحتلها المعرفة في قلب النمو الاقتصادي».

الدكتور غياث بركات

وعن إنجازات وزارة التعليم العالي في سورية بهذا المجال يقول: «لقد سعت وزارة التعليم العالي ضمن استراتيجيتها لتوفير سبل الإدارة العلمية الحديثة لجميع أنشطتها التعليمية والبحثية للنهوض بالبحث العلمي كإحدى الوظائف الرئيسية لمنظومة التعليم العالي، سعت إلى تفعيل العملية البحثية وتوفير مستلزماتها العلمية والتقانية من خلال إعادة هيكلة البحث العلمي ليسهم في خطط التنمية الشاملة، وقد برز ذلك من خلال العديد من التطورات النوعية في الجامعات مثل إقرار هيكلة جديدة للبحث العلمي في الجامعات تعتمد الوحدات البحثية كأساس وصيغة عمل الفريق، وأسلوب التشبيك مع المؤسسات البحثية والإنتاجية الوطنية، وتوفير البيئة التمكينية للبحث العلمي، إحداث حاضنات تكنولوجية في الجامعات والمناطق الصناعية، وضع المكتبات الإلكترونية في خدمة الطلاب والباحثين مجاناً».

يتابع: «أما على مستوى التمويل فقد تم إحداث صندوق تمويل البحث العلمي والتطوير التقاني في التعليم العالي، وتم تخصيص نسبة من الموارد الذاتية للجامعات للإنفاق على البحث العلمي، كما أن آليات تفعيل الشراكة بين الجامعات والقطاعات الاقتصادية والإنتاجية تعد هدفاً استراتيجياً لما يمكن أن تحققه من قيم مضافة، إننا نتطلع إلى التعاون مع جميع الدول العربية الشقيقة عبر الروابط البحثية التي أقامها اتحاد مجالس البحث العلمي العربية ونأمل أن يسهم هذا التعاون في تقوية الروابط العلمية وتشبيك الباحثين».

خلال الندوة

وينهي الدكتور "غياث بركات" كلمته متحدثاً عن دور "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" في هذا المجال، قائلاً: «لقد حرصت "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" منذ تاريخ نشأتها على أن تكون لاعباً أساسياً، بل أن تلعب دوراً رائداً في جميع المناسبات، وقد برهنت على ذلك من خلال تظاهراتها العلمية وأنشطتها المعرفية التي نجحت في استقطاب العديد من الخبرات الأكاديمية والبحثية ومن خلال الأنشطة المعرفية والتدريبية والتوثيقية الممتدة زماناً ومكاناً على طول مسيرتها المزدهرة».

الدكتور "راكان رزوق" رئيس مجلس الإدارة في "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" يقول: «تهدف ندوة "دور المعلوماتية في دعم الإدارة العلمية والتقانية" التي تقيمها "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" بالتعاون مع "اتحاد مجالس البحث العلمي العربية" إلى التعريف بأهمية المعلوماتية والاتصالات في الإدارة العلمية للمؤسسات البحثية والتقانية في الدول العربية، وإلى إبراز الدور الذي تؤديه المعلوماتية والاتصالات في رفع كفاءة المؤسسات العلمية عن طريق تسهيل اتخاذ القرارات ذات العلاقة بالإدارة».

بحضور الدكتور راكان

ويتابع: «هذه الندوة فرصة تجمع المتخصصين والمهتمين لمناقشة إدارة البحث العلمي مع التركيز على دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم تعزيز هذا الجانب الهام من عملية بناء وإدارة مؤسسات البحث العلمي في الوطن العربي، حيث يشارك في هذه الندوة مجموعة من الأساتذة والباحثين في الجامعات العربية ومراكز البحوث العلمية والمهتمين بشؤون المعلوماتية والاتصالات المختلفة وكذلك المعنيين بتطبيق نتائج الأبحاث».

ويتابع الدكتور "راكان": «من المعروف أهمية توافر المعلومات في تطوير الإدارة في أي مؤسسة، وخاصة عندما يجري تنظيم هذه المعلومات ضمن قواعد بيانات وتبنى لتخزينها ومعالجتها أنظمة معلوماتية تخصصية مثل أنظمة إدارة موارد المؤسسة، أنظمة إدارة علاقات الزبائن، أنظمة إدارة المحتوى، والبوابات الإلكترونية، والأنظمة الإدارية والمالية باختلاف أنواعها، لذلك ستتناول أوراق العمل التي تتضمنها الندوة موضوعات مختلفة مثل دور نظم المعلومات في إدارة المؤسسات العلمية، وأولويات البحث العلمي في قطاع المعلومات والاتصالات، وأثر تشبيك الباحثين، ودور المنظمات الإقليمية والدولية، وخصوصية اللغة العربية، واستخدام الوسائل المعلوماتية للبحث عن المعلومات، والجودة ومعايير التعليم وأثرها على بناء قدرات البحث العلمي العربية، ومشروعات التعاون العربي والدولي في قطاع المعلوماتية والاتصالات».

وينهي الدكتور "راكان رزوق" رئيس مجلس الإدارة في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية كلمته قائلاً: «سيعقد اليوم الاجتماع الثاني لرابطة مراكز أبحاث المعلوماتية في الوطن العربي والذي يشارك فيه ممثلون مسؤولون عن رسم سياسات البحث العلمي في قطاع المعلوماتية والاتصالات في الوطن العربي، ونود في هذه المناسبة أن نبيّن أن رابطة مراكز أبحاث المعلوماتية في الوطن العربي التابعة لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية تأسست عام 2005 واختيرت "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" نقطة ارتكاز لها».

الأمين العام لاتحاد مجالس البحث العلمي العربية الدكتور "مبارك محمد علي مجذوب" يقول: «تتناول ندوتنا هذه موضوعاً أخذ يشق طريقه إلى مختلف الصعد العلمية والتقانية بصورة سريعة وذلك للدور الفاعل والمؤثر في رفع كفاءة العديد من المؤسسات العلمية والتقانية لعلاقته بالتخطيط وتنسيق شؤون البحث العلمي وهذا بدوره يساعد على زيادة كفاءة المؤسسة العلمية ويعظم دورها في التقدم العلمي والتقاني لوطنها، كما لا يخفى على أحد ما للمعلوماتية من أهمية في تطوير سبل وأساليب التعليم عن بعد وذلك لإمكانية استخدام الوسائل المختلفة لإيصال المادة العلمية إلى معظم شرائح المجتمع».

ويتابع: «من هذا المنطلق تهدف الندوة إلى التعريف بأهمية المعلوماتية في الإدارة العلمية للمؤسسات البحثية في الدول العربية وإلى إبراز دورها في رفع كفاية المؤسسات العلمية، عليه فإن محاورها تتضمن عدة مواضيع منها عناصر المعلوماتية وأهميتها في رفع كفاية اداء المؤسسات العلمية، دور المعلوماتية في وضع نتائج البحث العلمي موضوع التطبيق الميداني، دور البحث العلمي في استنباط وتطوير التقانات المناسبة والاتصالات الملائمة لنظم التعليم الحديثة، فضلاً عن مجالات التعاون العربي- العربي والعربي- الدولي في هذا الميدان، وفيما يتعلق بهذا الشأن وتأسيساً على الدور البارز الذي تضطلع به "الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية" من خبرة ثرة في مجال المعلوماتية فقد تم اختيارها كنقطة ارتكاز لمراكز أبحاث المعلوماتية في الوطن العربي من قبل مجلس الاتحاد العربي».

الجدير بالذكر أن الندوة تستمر على مدى يومين 13-14 من الشهر العاشر وذلك في قاعة رضا سعيد في جامعة دمشق وضمن فترتين صباحية ومسائية وبمشاركة مجموعة من الباحثين العرب والمحليين في المجالات العلمية والتقانية.