أكثر من /160/ شخصاً يمثلون /58/ مدينة أثرية كبيرة ومتوسطة في تركيا، جاؤوا إلى سورية بمبادرة ذاتية للإطلاع على الأوابد الأثرية فيها، والتجربة السورية في رعايتها وحمايتها، من حيث القوانين، وآليات ترميمها، واستثمارها والترويج لها، موقعeSyria رافق الوفد في زيارته لبعض المواقع الأثرية في دمشق،و كانت لنا القاءات التالية:

" أوابد حضارية تراثية نادرة، فلا وجود لمثل الجامع الأموي في العالم" بهذا القول بدأ السيد محمد حسكي رئيس إتحاد المدن التاريخية، رئيس بلدية مدينة قيصري حديثه معنا، مبدياً إعجاباً كبيراً بما رأى وشاهد من معالم أثرية وتاريخية في دمشق، وخاصة الجامع الأموي الذي وصفه بالفريد من نوعه، وأضاف: "نقوم في كل سنة نحن كإتحاد للمدن التاريخية في تركيا بزيارات خارجية سنوية للاطلاع على التجارب الخارجية في مجال حماية ورعاية وترميم الآثار، ومقارنتها مع التجربة الداخلية".

إن الإتحاد يأمل خلال هذه الزيارة أن يلتقي المسؤولين عن حماية المدن في سورية، ليؤكد ضرورة إيلاء الآثار المزيد من الاهتمام والرعاية، لأنها تراث الأمة من جهة، ولأن حسن استثمارها يعتبر مصدراً هاماً للدخل ورفاهية الشعب، ومثال على ذلك أوروبا الوسطى لا تمتلك أية صناعة، باستثناء صناعة السياحة الآثرية التي تعود لآثار القرن السادس عشر والتي إذا ما قورنت بالآثار في سورية ستكون متواضعة جداً!!

وأكد السيد حسكي أن ما يربط سورية وتركيا من علاقات تاريخية وسياسية واقتصادية وثقافية وشيجة هو السبب الذي دفع الإتحاد لزيارة سورية، حيث اتخذ إتحاد المدن التاريخية التركي الذي يضم ممثلين لـ /15/ مدينة كبرى و/43/ مدينة متوسطة من كل أنحاء تركية، قراراً بذلك السنة الماضية.

وأضاف: «إن الإتحاد يأمل خلال هذه الزيارة أن يلتقي المسؤولين عن حماية المدن في سورية، ليؤكد ضرورة إيلاء الآثار المزيد من الاهتمام والرعاية، لأنها تراث الأمة من جهة، ولأن حسن استثمارها يعتبر مصدراً هاماً للدخل ورفاهية الشعب، ومثال على ذلك أوروبا الوسطى لا تمتلك أية صناعة، باستثناء صناعة السياحة الآثرية التي تعود لآثار القرن السادس عشر والتي إذا ما قورنت بالآثار في سورية ستكون متواضعة جداً!!».

السيد ويسل دالمز محافظ مدينة سواس يؤكد أن ما يربط تركيا وسورية من علاقات تاريخية وجغرافية كانت دافعه لزيارة سورية ضمن الوفد، وأضاف دالمز: لقد زرت الأوابد الأثرية في دمشق، وما رأيته حتى الآن باستثناء الجامع الأموي لا يوحي بوجود فارق كبير في الآثار بين بلدينا، إلا أنها تحتاج في سورية إلى اهتمام ورعاية أكبر وترويج أفضل، لتحقيق أكبر فائدة ممكنة.

السيد أحمد أرسلان من وزارة الثقافة والسياحة التركية أكد بدوره أن سبب ترشيحه سورية لتكون البلد الذي يزوره وفد اتحاد المدن التاريخية في تركيا يعود للعلاقات الطيبة التي تربط البلدين في المجالات كافة من ناحية، وغنى سورية بالآثار الفريدة من ناحية ثانية.

السيد محمد رضا يالشين قايا عضو برلمان مدينة بارتن من حزب الشعب الجمهوري وهو من مؤسسي إتحاد المدن التاريخية في تركيا، ورئيس بلدية في مدينة بارتن طيلة ثماني سنوات قال: عندما سمعت عن ترتيب الزيارة إلى سورية، قمت بترتيب أموري قبل فترة كافية، لأتمكن من القدوم إلى هذا البلد المليء بالآثار لأطلع على الآثار بشكل عام، والآثار المتبقية من العهد العثماني خاصة فوجدتها كلها بحالة جيدة، ومن هنا أشكر الشعب السوري على حمايتها ورعايتها، وسأفعل ما بوسعي عندما أعود إلى بلدي لتشجيع زملائي من البرلمانيين ورؤساء البلديات غير الأعضاء في الاتحاد، ومعارفي وأحبابي على زيارة سورية للاطلاع على الآثار النادرة فيها.

الأستاذ الدكتور متين سوزن عضو الهيئة التعليمية في جامعة استانبول التقنية، الرئيس الاستشاري لإتحاد المدن التاريخية، رأى أن أهم ميزة في الوفد التركي الزائر تكمن في أن جميع أعضائه من سكان المدن التاريخية، كما أنهم مسؤولين مباشرة عن الآثار في تلك المدن، ولكل واحد منهم نظرة مختلفة عن الآخر حول الآثار، إلا أن الجميع يعمل على حماية ورعاية الآثار في تركيا.

وحول علاقات التعاون بين الجانبين السوري والتركي في مجال الآثار، قال الدكتور سوزن: بدأنا بالتوأمة بين المدن في سورية وتركيا، ومؤخرا ً تم إعلان التوأمة بين مدينة عينتاب التركية وحلب السورية، كما أسسنا مركزاً للتعاون بين الجانبين في غاز عينتاب، ونسعى الآن للتعاون بين الأكاديميين والباحثين في كلا البلدين إدارياً وحرفياً، من أجل تبادل الخبرات في عمليات الترميم.

السيد محمد صديق سكرتير المستشارية الثقافية التركية تحدث للموقع عن اتحاد المدن التاريخية في تركيا فقال: يتألف الإتحاد من /15/ مدينة كبرى و/43/ مدينة وسطى، أما أعضاء الوفد فهم من رؤساء البلديات في تلك المدن، وبعض المحافظين، والبرلمانيين إضافة إلى بعض الأساتذة والأكاديميين المختصين بالتراث والآثار.

وقال السيد صديق إن الرغبة مشاهدة الآثار في سورية عامة ودمشق خاصة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجربة بين البلدين في مجالات الترميم والتأهيل وقوانين حماية الآثار القديمة كانت وراء زيارة الوفد الضخم لسورية التي جاءت بمبادرة ذاتية من الإتحاد .