شهدت دمشق على مدى يومين متتالين انعقاد مؤتمر المدينة والثقافة الذي اتخّذ منها أنموذجاً بما تنعم به من أرثٍ حضاري وباعتبارها عاصمة الثقافة العربية المختارة لهذا العام. نوقش في المؤتمر سبعة عشر بحثاّ توزّعت على ستّة جلسات:

"المدينة وثقافة ما بعد الحداثة من صورة البوتقة إلى صورة الأيقونة"- كمال أبو ديب(سورية): ناقد و أستاذ في جامعة لندن، "المدينة سلطة تصنع الثقافة"- وليد إخلاصي(سوريّة):روائي و مسرحي و قاص، "السرد والمدينة المستعادة بوصفها يويتوبيا مفقودة"- عبد الله إبراهيم(العراق): ناقد وباحث في المجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث بدولة قطر، "الكتاب والمدينة"- فرانك ميرميه(فرنسا): المدير العلمي للدراسات المعاصرة في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى IFPO – بيروت، " المدينة و ثقافة المواطنة"- حسّان عبّاس(سوريّة): ناقد و باحث في المعهد الفرنسي للشرق الأدنىIFPO – سورّية، " عن بقايا القدس"- سحر خليفة: روائيّة من فلسطين، " بلاد الشام ما بين زهو الهلنسيتية وانغلاق الآسيويّة العثمانية"- خيري الذهبي: روائي وقاص من سوريّة، " دمشق والروائيون السوريون الجدد: خالد خليفة كمثال"- باولا فيفياني(إيطاليا): أستاذة الأدب العربي المعاصر في جامعة نابولي، " الفسيفساء الدمشقيّة روائياً"- نبيل سليمان: روائي وناقد سوريّة،" دبلن في أوليسيس مدينة تشيدها الميثيولوجيا"- محمد شاهين(فلسطين): ناقد

وأستاذ الأدب المقارن في الجامعة الأردنيّة– عمّان، " الثقافة في دمشق في الفترة العثمانيّة"- عبد الكريم رافق(سوريّة): مؤرخ و أستاذ في جامعة ويليام ماري-فرجينيا-الولايات المتحّدة الأمريكية، "صلاح الدين في دمشق رمز قلب العروبة النابض"- أولريكة فرايتاغ (ألمانيا):مؤرخة وأستاذة في جامعة برلين،"الحياة التعليمية والثقافيّة خلال حكومة دمشق العربيّة1918إلى 1920"- خيريّة قاسميّة(سوريّة): مؤرّخة و أستاذة في جامعة دمشق، "الحركة النسائيّة في دمشق إبّان الانتداب الفرنسي"- إليزابيث تومبسون (الولايات المتحدّة الأمريكيّة):مؤرّخة و أستاذة في جامعة فرجينيا،" معنى المدينة صورة باريس بين بودلير وبنيامين- فيصل درّاج( فلسطين): ناقد أدبي.

سحر خليفة

" مطارح الذاكرة في الثقافة المدينية"- جمال شحيّد(سوريّة): ناقد و باحث و أستاذ في المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى IFPO – سورّية..

وغاب عن المؤتمر عدد من الباحثين الذين اعتذروا عن الحضور في اللحظات الأخيرة: المنجي بوسنينة- رئيس المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم(الأليسكو)، طالب الرفاعي- روائي و قاص من الكويت، أمين الزاوي- روائي جزائري و مدير المكتبة الوطنية في مدينة الجزائر،واسيني الأعرج – روائي جزائري و أستاذ في جامعتي الجزائر و باريس الثالثة. أما أبرز الغائبين فكانت غادة السمّان الروائية والشاعرة و القاصة السورية و التي تقيم في باريس حالياً، كلنّا تخيّلنا أن غيمةً من العطر ستظلّلُ دمشق بحضورها إلا أننا فوجئنا بغيابها بسبب حزنها على وفاة زوجها، غادة السمّان أرسلت مشاركتها إلى المؤتمر وقرأتها بالنيابة عنها الدكتورة حنان قصّاب حسن. المشاركة بعنوان "مسكونة بياسمين جدتي" وهي عن دمشق في قصص غادة السمّان ورواياتها وقصائدها وسواها من أعمال. و نورد منها الكلمات التاليّة: (غادرت دمشق مسقط قلبي، فأقامت مدينتي الأم في حرفي،وسبحت في دورتي الدمويّة لأبجديتي جنباً إلى جنب مع بيروت المدينة التي احتضنت حرفي و دلّلته حين رحلت إليها إثر شجار العشّاق بيني وبين دمشق قبل ألف عام!). واحتفى المؤتمر بحضور الروائية الفلسطينية سحر خليفة التي قدّمت مشاركة عن روايتها( صورة وإيقونة وعهدٌ قديم) لخّصت فيها روايتها واعتبرتها: (البحث عن القدس في صورة)، وقد تقاطر الإعلاميون الذين يغطّون المؤتمر على إجراء لقاءات معها وعجزنا نحن عن ذلك كما غيرنا، لأن سحر خليفة لم تعط من وقتها سوى دقائق معدودة للإعلام التلفزيوني، فاكتفينا فقط بالتقاط صورةٍ لها.

حول الحاضرين والغائبين والمراحل التنظيمية للمؤتمر التقينا يارا نصير من الأمانة العامة لاحتفالية دمشق عاصمة الثقافة العربية 2008، وقد بذلت يارا جهوداً تنظيمية واضحة قوبلت بشكر وإعجاب المشاركين والحضور على حدّ سواء: ( تمّ التنسيق لهذا المؤتمر منذ العام الماضي 2007، بالتعاون مع الدكتور جمال شحيّد المنظم العلمي للمؤتمر والحامل الفكري له، بعد أن اقترحت أسماء المشاركين بدأنا بمراسلتهم وخلال خمسةِ أشهر كانت لدينا قائمة شبه نهائية بالأسماء المشاركة، حصلنا عبر هذه المراسلات على السير الذاتية للمشاركين وملخصّات عن أبحاثهم تمّ تضمينها في كتاب تقديمي وزّع على الصحفيين و الحضور. هناك من اعتذر عن المشاركة منذ البداية، و آخرون اعتذروا قبل أيام قليلة من بداية انعقاد المؤتمر كنّا قد ضمنّا أسماءهم في البرنامج وعموماً هذا يحدث في أغلب المؤتمرات، أما بالنسبة للسيدة غادة السمّان فوضعتنا منذ البداية في صورة أنها قد لا تشارك في المؤتمر، و وعدت بالمحاولة لأنّها مشتاقة جداً إلى دمشق، إلا أن حزنها على وفاة زوجها تغلّب على رغبتها في المشاركة والعودة إلى مدينتها التي تحب،وأعلمتنا بذلك قبل أسبوعين.عدد الحاضرين لجلسات المناقشة فاق توقّعاتنا، وأعمال هذا المؤتمر والأبحاث التي قدّمت فيه سوف تنشر قريباً في كتابٍ خاص نعدكم بأن لا يتأخر).