في حشدٍ جماهيري بحضور الدكتورة "حنان قصاب حسن" الأمينة العامة للاحتفالية، وعدد من الشعراء والمثقفين والأدباء والفنانين كان من ضمنهم الفنان "عباس النوري".

جاب أبناء دمشق بشتى أعمارهم واختلاف أعمالهم بعض حارات أقدم عاصمة في التاريخ، اجتمعوا أمام متحف دمشق التاريخي المعروف بالبيت الشامي الواقع شرق "سوق ساروجة" بالقرب من دار "محمد باشا العظم" وذلك ضمن احتفالية شعبية تنظمها «الأمانة العامة لدمشق عاصمة الثقافة العربية» حيث عزفت الموسيقى الوطنية والشعبية و وعقدت حلقات مبارزة بالسيف والترس ورقصت الخيل، وسارت الجماهير المحتشدة في حنايا بعض المباني الأثرية ومن ضمنها "العقيبة" و"حي العمارة البرانية"، زاروا (حمام الخانجي، مقام تحت الزيتونة، مدرسة ذات النطاقين، سوق النحاسين، سوق المناخلية، باب الفراديس، حمام أمونة، تربة الذهبية، خانقاه النحاسين، المكتبة الآجرية، جامع التوبة، لتنتهي جولة التراث في حمام العمري).

وفي حديث للدكتورة "حنان قصاب حسن" عن هذه الاحتفالية أكدت لموقع (eSyria) أهمية مشاركة الأهالي في تظاهرة "شامنا فرجة" وقالت: إن ترك المبادرة للأهالي في الاحتفال بمدينتهم على طريقتهم الخاصة يعطي المدينة الطابع الأكثر أناقة وأصالة وجمال، وأضافت: لقد نظمنا مسابقة للأهالي كان أسمها أنظف حارة وفاز بها مجموعة من الأهالي الذين تعاونوا على تنظيف وتجميل الأحياء والحمامات الدمشقية، ومن ضمنها حمام "أمونة"، وهو أمر مهم و يسهم في إغناء الوعي البيئي لسكان المدينة، لتختم حديثها بدعوة قالت فيها: من خلال موقعكم أوجه نداء لكل إنسانٍ وفردٍ في دمشق، لعدم رمي القمامة بالطرقات، حفاظاً على جمالية ونظافة المدينة من التشويه غير المتعمد.

السيد "أحمد أورفلي" الذي تحدث عن الاحتفالية قال: الاحتفالية رائعة جداً وأجمل ما فيها يكمن في المرور بشارع "الملك فيصل" الذي يحتوي من التراث الدمشقي على مهنٍ قائمة تعود إلى حوالي مئتي عام، وهذا يسهم في الحفاظ على تاريخ السوق وعراقته.

أما الشاب "حسام ميلاني" فاعتبر نجاح الاحتفالية مبني على هذه المشاركة الشعبية التي خرج من أجلها معظم سكان منطقة "العمارة" و"العقيبة" مشاركة منهم في هذا العرس الدمشقي الرائع.

كما كانت لنا وقفة مع الشاعر "مصطفى عكرمة" الذي أحتفل على طريقته الخاصة قائلاً:

إن كان حب الشام يدعى فتنةً/ فأنا امرؤٌ في حبها مفتون

أو قيل إني قد جننت بحبها/ فأنا الفخور بأنني المجنون

من لم يهم بالشام مثلي قلبه/ لأحسّه في عيشه مغبون.

وتمنى الأستاذ "عدنان الأبرش" أحد الحضور أن تنفذ هذه الاحتفالية في كل حارة دمشقية وكل حي على مستوى الشام، وأضاف: الاحتفال جميل جداً لما ضمه من نشاطات مختلفة ومتميزة تعطي دمشق الطابع العربي الأصيل لما لها من عراقة وامتدادٍ تاريخي على مستوى المعمورة باعتبارها أقدم عاصمة مأهولة في التاريخ الإنساني، ومن مهمتنا الأساسية الآن العمل على المحافظة على أسواق ومقاهي ومتاحف وساحات وقصور دمشق القديمة والعمل على ترميمها وتجميلها، لأنها أغلى ما نملك في هذا العصر الذي تتسابق فيه الأمم على صناعة تاريخٍ لها رغم حداثة عهدها ودولها، وفي النهاية أتمنى أن نحتفل بأحياء دمشق في كل سنة باعتبار دمشق عاصمة للثقافة العربية على مر العصور والأزمان، وعلى سكان مدينة دمشق المبادرة للاحتفال بمدينتهم دون أن يكون هناك مناسبة سنوية، لأن هذه المدينة تعتبر مناسبة للاحتفال اليومي والمستمر على مدار العام.