تضم محافظة إدلب 40% من المواقع الأثرية في سورية كما تستضيف 30% من البعثات الأثرية وهذا ما أهّلها لاستضافة ندوة المعلوماتية في خدمة الآثار والسياحة لنقل هذه الآثار على طبق الكتروني بنكهة التوابل السياحية إلى العالم بحسب ما ذكره المهندس فراس شيخ كريم مدير فرع الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بإدلب في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح ندوة المعلوماتية في خدمة الآثار والسياحة.

كما أكد الدكتور عماد صابوني وزير الاتصالات في كلمته أن مكانة سورية اليوم تضع أمامها تحد كبير يتمثل في المحافظة على التراث وعرضه حيث قال :" لا شك أن السلطات السورية المختصة تبذل جهود كبيرة في مجال الحفاظ على التراث مامكنها من التعرف على الكثير من الممالك التي نشأت في سورية ".

وأضاف د.صابوني أ ن الكثير من العمل لا يزال مطلوبا سواء في مجال التنقيب أم في مجال التصنيف والتأريخ وتفسير النقوش والكتابة. وذكر الوزير أن تقانة المعلومات من أهم الوسائل التي تساعد على الدراسات الأثرية منها التنقيب عن الدفائن عن طريق الاستشعار عن بعد ، ودراسة اللقى الأثرية التي تهدف إلى معرفة مواصفاتها وأرشفتها وإدراجها في قواعد معطيات منها محاكاة تشكيل المواقع الأثرية بمساعدة الحاسوب وإنتاج العروض البانورامية بواسطة تقنيات الواقع الافتراضي.

الدكتور عماد صابوني

أما الدكتور راكان رزوق رئيس الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية فقد أشار في كلمته أن هذه الندوة تهدف إلى تسليط الضوء على أحد المجالات التطبيقية الهامة للمعلوماتية. كما ذكر د. رزوق أن مجال التوثيق الأثري يمكننا أن نوظف تقانات النظم المتعددة الوسائط ونظم المعلومات الجغرافية ومحركات البحث ....

وفي حديث خاص لموقع esyria قال د. رزوق " أصبح من البديهيات تغلغل المعلوماتية في جميع جوانب الحياة مع اختلاف الفائدة التي تقدمها لكل نشاط من نشاطاتنا اليومية... بالنسبة لموضوع ندوة اليوم فهي من المواضيع ذات الأهمية العالية بخاصة لبلد مثل سورية الذي يعتبر من أكثر البلدان غنى بالتراث الأثري الفكري.".

الدكتور راكان رزوق

وأضاف " وهنا يبرز دور المعلوماتية ليس فقط كدور ترويجي أو ثانوي مساعد إنما كدور أساسي في توثيق هذا الكم الهائل من الآثار من جهة ونشرها لأوسع شريحة ممكنة سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو العالمي من جهة أخرى ".

ولفت د. رزوق إلى أن التقانات المستخدمة في هذا المجال هي طيف واسع وأضاف:" لابد إذا أردنا الدخول في هذا المجال أن نسيطر على معظم هذه التقانات حتى نتمكن من استخدامها بشكل جيد ولتكون فائدتها واضحة بالنسبة للمختصين في الآثار وللمستخدم العادي".وعن أهمية ربط هذه التقانات في التعليم قال:" التقانات موجودة كعلم وتدرس إنما يتوجب تسخير هذه التقانات لاستخدامها في التطبيقات بما أن نقل التقانات من الإطار الأكاديمي إلى الإطار العملي وهذا ما يحتاج إلى تضافر وتعاون عدد كبير من المختصين والخبراء ومن كافة المجالات ".

المهندس فراس شيخ كريم

وتدور محاور الندوة الرئيسية وأوراق عملها حول طرق إعادة بناء وتشكيل المواقع الأثرية افتراضياً وكذلك الأنظمة المعلوماتية المستخدمة في الكشف عن الآثار والتنقيب الأثري وترميم الآثار والمتاحف الافتراضية وعرض لتجارب بعض الدول في هذا المجال , إضافة إلى دور المعلوماتية في الترويج السياحي والنهضة الاقتصادية.

وبدأت فعاليات الندوة في الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد (11) أيار بحفل افتتاح ألقيت خلاله كلمات السيد الوزير راعي الندوة واللجنة المنظمة والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وتلتها محاضرة حول رؤية وزارة الثقافة لحماية الآثار والمتاحف ألقاها المهندس ماهر عازر بالنيابة عن وزير الثقافة وبدأت بعد ذلك مباشرة الجلسات العلمية وعددها أربع جلسات مع الجلسة حوارية في ختام اليوم الأول.

المهندس فراس شيخ كريم رئيس اللجنة الإدارية لفرع الجمعية ورئيس اللجنة المنظمة لهذه الندوة تحدث لموقع eIdleb عن أهمية الندوة حيث قال: " تقام هذه الندوة في الوقت الذي تزداد فيه أهمية المعلوماتية في مختلف مجالات الحياة سواء الحكومية،التجارية،التعليمية أو الطبية وأيضاً في الوقت الذي أصبحت فيه الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية تلعب دوراً ريادياً في توفير مستلزمات العمل المعلوماتي وتنظيم جهود المختصين للنهوض بهذا القطاع الحيوي".

وعن أهداف الندوة قال: " إن من أول أهداف الندوة العمل على نشر الوعي بين المؤسسات العامة والبحثية والشركات وكل من يهتم بعلم التاريخ وطرق التنقيب عن الآثار بأهمية استخدام المعلوماتية وتسخير العلوم والتقنيات الحديثة لخدمة هذا القطاع الهام وكذلك تهدف إلى رفع سوية أداء بعثات التنقيب الوطنية والعاملين في المتاحف وتحفيزهم لمتابعة تأهيلهم الأكاديمي والمهني وفقاً لمعايير مدروسة وواضحة ومعترف بها عالمياً, إضافة إلى تسليط الضوء على دور الترويج السياحي الإلكتروني للمواقع الأثرية وعلاقته بالتنمية الاقتصادية".

يذكر أن اللجنة العلمية للندوة مؤلفة من السادة الدكتور نوار العوا رئيساً والدكتور راكان رزوق والدكتور أسعد سيف والدكتور إياد عازار والدكتور خليل عجمي والدكتور عمار خير بك والدكتور غسان كويتر والمهندس فيكن عباجيان, فيما ترأس الدكتورة حسناء سخيطة اللجنة الإعلامية.