احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية لا يمكن أن تقبل عرض أو نشر أي عمل لا يحترم حقوق الملكية الفكرية، انطلاقا من هذه النقطة بالذات، أكدت الدكتورة حنان قصاب حسن الأمين العام للاحتفالية، في الندوة الثالثة في قضايا الملكية الفكرية، أنه لا يمكن الحديث عن ثقافة دون التطرق إلى الملكية الفكرية، و لا يمكن لأي مثقف أن يعمل ويبدع إذا لم يكن هناك إطاراً قانونياً قادراً على حماية حقوق الفنان والكاتب والشاعر والمؤلف والموسيقي... من القرصنة والسرقة،

والاحتفالية إذ تقيم هذه الندوة - تضيف الدكتورة قصاب حسن – فإنها تأمل من ذلك نشر الوعي لدى الناس لأهمية الملكية الفكرية وجعلها موجودة وبقوة في ثقافة المجتمع .

شارك في الندوة التي أقيمت في مكتبة الأسد الوطنية بالتعاون مع الجمعية السورية للملكية الفكرية ونقابة المحامين وأدارتها الدكتورة حنان قصاب حسن، شارك المحامي ربيع خشانة رئيس الجمعية، محمد عدنان سالم أحد أصحاب دور النشر، الدكتور علي ابو زيد أستاذ في الجامعة، والمهندس محمود عنبر، وتمحورت الندوة حول قضايا الملكية الفكرية بأنواعها وحمايتها، بإعتبارها قضايا شديدة الإلحاح على الصعيدين المحلي والعالمي، ذلك أن تبادل المعلومات والنتاج الإبداعي والثقافي للشعوب يعتبر محركا لعملية التطور البشري، وهو يحتاج إلى دعامة تضمن وتصون حقوق المبدعين في جميع المجالات من عمليات القرصنة الفكرية ولاقتصادية التي يشهدها العالم أجمع، والتي من شأنها أن تكون عائقا في وجه تطور الإبداع الإنساني .

الدكتورة حنان قصاب حسن

• لابد من الدعم المادي

محمود عنبر

المحامي ربيع خشانة رئيس الجمعية السورية للملكية الفكرية أكد في مداخلته الإدارات الجماعية وضرورة تواجدها في سورية أن مبدأ الإدارة الجماعية واحد، وهو أن تحصل الإدارة الجماعية على تنازل عن حقوق من أصحاب الحقوق عن أعمال البث الثانوي مقابل أن تقوم هذه الإدارة بجباية بدلات استخدام الحقوق من مستخدمي هذه الحقوق كمحطات البث والفنادق ولمطاعم وتقوم بتوزيعها بعد أن تحسم نسبة من الإيرادات لتغطية نفقاتها في الدول المتقدمة.

وأضاف المحامي خشانة لقد شبع المؤلفون والمبدعون من التأييد المعنوي لأعمالهم وإبداعاتهم وهم الآن أحوج ما يكونوا إلى الدعم المادي لارتقاء الإبداع في المجالات العلمية والأدبية والفنية ولا يكون ذلك إلا من خلال تأسيس إدارة جماعية لحقوق الملكية الفكرية.

•المتنبي لم يسلم من النقد

السيد محمد عدنان سالم أحد أصحاب دور النشر قال في محاضرته الملكية الفكرية وتأثيرها على حركتي النشر والقراءة : على الرغم من أن الحقوق المادية للمؤلف، لم تكن معروفة في تراثنا العربي والإسلامي القديم، فإن الحقوق المعنوية كانت مصونة إلى درجة الإفراط والغلو في كثير من الأحيان، وكانت للعرب- بحكم ذائقتهم الشعرية الفذة- سوق عكاظ وأسواقهم الأخرى، التي كانت منتديات للشعر والخطابة مثلما كانت أسواقا للمبادلات التجارية، يتبارى فيها الخطباء والشعراء بتقديم نثرهم وشعرهم، ويجتهد النقاد بتبيان المبدعين منهم، وكشف عوار الأدعياء المقلدين الذين ينتحلون أعمال غيرهم حتى أن مالىْ الدنيا وشاغل الناس الشاعر الكبير المتنبي لم يسلم من النقد فألفوا له كتاب سرقات المتنبي.

وأضاف السيد سالم اليوم ومع التقدم التكنولوجي المتسارع في مجال الطباعة الذي يسّر للقراصنة عمليات تقليد الكتب، وإعادة إنتاجها بمختلف السبل، راح القراصنة يبحثون عن ذرائع تسوّغ لهم قرصنتهم في نظر المجتمع ليدخلوا سوق الكتاب من أوسع أبوابه، وسرعان ما زودتهم شياطينهم بهذه لذرائع فتسلحوا ببعض الفتاوى السطحية التي تقول بشيوع العلم وإباحته للملأ كالكلأ والماء، فاستطاعوا بذلك أن يحدثوا في ثقافة لمجتمع وضميره خرقا عميقا لن تفلح الجهود السطحية في رتقه.

ورأى السيد سالم انه لكي تترسخ ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية في المجتمع لابد من مجلس أعلى للحماية يضم ممثلين من سائر قطاعات المجتمع، ولابد من أن يتلقى أبناؤنا وبناتنا ثقافة الاحترام لحقوق الملكية الفكرية منذ نعومة أظفارهم من المدرسة الابتدائية حتى الجامعة وأن تحاط هذه الثقافة بسياج اجتماعي يتقزز من أي عدوان عليها، ورادع قانوني يتحرك بسرعة لمعاقبة أي منتهك لها، ويرد الحقوق لأصحابها.

• تسجيل براءة الاختراع حماية للمستهلك

المهندس محمود عنبر أكد في محاضرته حقوق الملكية الفكرية في مجال البرمجيات أن حماية تصميم البرمجيات تحفز براءات الاختراع والتطوير والتطوير حيث زاد عدد شركات البرمجيات من بضع مئات إلى خمس وثلاثين ألف شركة مما أسهم في نمو سوق براءات الاختراع، وأشار السيد عنبر إلى أن عدم تسجيل براءة الاختراع يؤدي بالضرورة إلى خسارة المستهلك في سوق لا يعرف الرحمة وبالتالي يضيف عنبر إن حماية الملكية الفكرية في مجال البرمجيات لا تحمي المبدع فقط بل تحمي وتسهم في تطوير صنعة البرمجيات .

الأستاذ الدكتور علي أبو زيد تحدث في محاضرته الملكية الفكرية في التعليم والبحث العلمي عن قانون حماية الملكية الفكرية فالجامعة مثلا لها الحق الأبدي بالنشر في حين أن الملكية تعود للمؤلف حصرا.

الجدير ذكره أن الجمعية السورية للملكية الفكرية غير الربحية تأسست في عام 2005 بهدف تشجيع الإبداع في المجالات الفنية والأدبية والعلمية وزيادة التوعية الجماهيرية بقضايا الملكية الفكرية ودعم البحث العلمي في مختلف المجالات .