حظيت اللاذقية هذا العام باستضافة المؤتمر العام لنقابة المهندسين الثالث والأربعين وذلك بجهود حثيثة من قبل فرع النقابة في المحافظة، وكالعادة تستمر فعاليات المؤتمر لمدة ثلاثة أيام متتالية حيث طرح فيه العديد من القضايا الهامة وخرج بالكثير من النتائج الإيجابية التي تنعكس على حياة المهندسين المهنية والاجتماعية، فماذا عن هذا المؤتمر؟ وكيف تم معالجة طروحاته؟

للإجابة عن هذين التساؤلين التقى موقع Elatakia رئيس فرع نقابة المهندسين في اللاذقية د.جعفر الخير الذي تحدث عن المؤتمر بالقول:"تسعى نقابة المهندسين إلى تحسين واقع العمل الهندسي في القطر العربي السوري ويعتبر المؤتمر العام للنقابة هو السلطة التشريعية العليا فيها، وله حق إقرار الأنظمة المتعلقة بمزاولة المهنة والقرارات الناظمة لأداء المهندسين بمختلف اختصاصاتهم بعقد المؤتمر العام مرة سنوياً والحالي الرابع والثلاثين في اللاذقية لأول مرة منذ 1997بناءً على محاولات فرع النقابة.

ويضيف: يتعلق عمل المهندسين بشكل عام بعمل الحكومة وهناك إصرار من السيد رئيس الحكومة على المشاركة بمؤتمرات المهندسين وسبب عدم الموافقة على استضافة المؤتمر في اللاذقية رغم المحاولات منذ حوالي سبع سنوات بسبب ارتباط الحكومة في معظم الحيان بحيث لا يتمكن السيد رئيس مجلس الوزراء من مغادرة دمشق أثناء انعقاد المؤتمر وهذا أخر انعقاده في اللاذقية حتى هذا العام.

وتابع الدكتور جعفر الخير: "وقد لاحظنا حضور السيد رئيس الحكومة مع عشرة وزراء في الجلسة الافتتاحية حيث استمع إلى طروحات المهندسين المتعلقة بالشأن الاجتماعي والهندسي وأجاب على معظمها وبقناعتي أن الإجابة كانت شاملة ومتوازنة وواقعية مما خلق ارتياحاً لدى أعضاء المؤتمر العام القادمين من جميع محافظات القطر. حيث تمثل كل محافظة بسبعة عشر عضواً ما عدا المحافظات التي يقل عدد المهندسين فيها عن (1000) مهندس تكون نسبة التمثيل أقل.

وبين الدكتور جعفر أن أعمال المؤتمر وهو بالمناسبة مؤتمرين حسب قوله ينعقدان معاً بالإضافة إلى مؤتمر عام نقابة المهندسين ومؤتمر عام خزانة نقابة المهندسين . ويختص مؤتمر الخزانة ببحث الشؤون المتعلقة بإدارة أموال خزانة تقاعد المهندسين وهي من أعرق ومن أكثرها استقراراً ومن أهم النقابات في سورية.

مؤكداً على أن المؤتمر العام اتخذ قرارات هامة منها رصد مبلغ ملياري ليرة سورية لاستثمارات الخزانة في 2009، ومنها رفع المعاش التقاعدي ليصبح (18000)ليرة سورية بدلاً من (16000) ليرة سورية لامتصاص موجة الغلاء والمساهمة في تحسين الأوضاع المعيشية للزملاء المهندسين المتقاعدين.

مبيناً مصادر تمويل الخزانة وهي ثلاثة منها اقتطاعات من رواتب المهندسين والتي شكلت في العام الماضي (450) ألف ليرة سورية، والثاني من الرسوم المتعلقة بمزاولة المهنة في القطاع الخاص وكانت في العام الماضي (700) مليون ليرة سورية. بينما المصدر الثالث فمن الدخل الناشئ عن استثمارات أموال النقابة وبلغ العام الماضي (400)مليون ليرة سورية ساهم فرع اللاذقية فيها بحوالي (119) مليون ليرة سورية وهي مستقلة عن النقابة.

وهناك قرارات أخرى كثيرة ومهمة منها ما يخص فرع اللاذقية حيث تقدمنا بمذكرة لإعفاء المهندسين العاملين في قطاع الدولة والذين تحول إدارتهم اقتطاعات الخزانة من رواتبهم في حينها من غرامات التأخير. وتمت الموافقة على هذا الاقتراح بعد نقاش عاصف استمر حوالي نصف ساعة.

وبينما الشق الثاني فهو بما يتعلق بالنقابة وتبحث فيه الأمور بشكل أساسي المهنية وطريقة عمل الصندوق المشترك للمكاتب الهندسية الخاصة. وتحفيز عمل المكاتب الهندسية الاستشارية وإعادة هيكليتها وتنظيم العلاقات ما بين الاختصاصات الهندسية وفروع النقابة وما إلى ذلك من شؤون هندسية. إضافة إلى أنه يتم دراسة ميزانية العام الماضي والمصادفة عليها بعد استكمال ما يطرحه أعضاء المؤتمر من استفسارات ويتم أيضاً دراسة موازنة عام 2009 وإقرارها.. ويختتم المؤتمر أعماله عادة بدراسة مطالب فروع النقابة في المحافظات التي تعد تلخيصاً لمطالب الزملاء المهندسين عن طريق هيئات فروعهم بشكل عام والتي تقدم لمجالس الفروع في المحافظات والتي تعود صلاحية البت بها للمؤتمر العام أو يجب أن يتبناها المؤتمر العام لتحال إلى الجهات المختصة الأخرى في الحكومة والمؤسسات غير الحكومية.

كما أشار د.جعفر إلى أن النقابة تهتم بالمهندسين المغتربين ويشكل هذا الأمر محوراً رئيساً مع محاور عمل النقابة حيث كنا أول نقابة مهنية في سورية تسمح باحتساب مدد المزاولة الهندسية خارج القطر ضمن المدة المعتبرة في حساب التقاعد وهي خطوة غير مسبوقة على صعيد القطر. ويحتاج هذا المحور إلى الكثير من الإجراءات والقرارات التي تهدف في النهاية إلى ربط المهندس المغترب ببلده ونقابته. وقد تضمنت أعمال المؤتمر عدة مذكرات تتعلق بهذا الأمر.

وأشار أن إقامة المؤتمر في اللاذقية يساهم في تعريف أعضاء المؤتمر بالمحافظة حيث يتخلل المؤتمر رحلة سياحية للمرافقين لأعضاء المؤتمر بالإضافة إلى حفل فني ساهر ترحيباً بزملائنا.. وقد يساهم أعضاء المؤتمر بالترويج للمحافظة من خلال فروع النقابة في المحافظات السورية والتي تعتبر الخلايا الحقيقية لعمل النقابة وتشكل القاعدة العريضة لتجمع المهندسين.