مجموعة من اللوحات مختلفة المشاعر والأحاسيس رسمها أطفال مصابين بمرض السرطان من خلال تصرفاتهم وعما يجول في خواطرهم من حب للحياة وتطلع إلى الغد فصوروا ما تخيلوه ورسموه في لعبهم وفرحهم باحتفال أقامته جمعية بسمة لرعاية الأطفال المصابين بمرض السرطان في مدرسة الكون- شارع بغداد بدمشق فظهروا كأنهم لوحات فنية عفوية صادقة.

لوحات عديدة جسدت معاناة هؤلاء الأطفال بلغتهم لتصل إلينا برسالة إنسانية تطلب من كل إنسان أن يسعى لتخفيف الألم عن هؤلاء الأطفال وتقديم كل ما باستطاعته لهذه القضية الإنسانية التي تنص على أن نتعاون وأن نتشارك لرسم البسمة والأمل وتوفير الشفاء لهم. السيدة عبير الجندي مديرة مدرسة الكون التي رحبت بفكرة استضافتها لهذا النشاط قال من خلال حديثها لـموقع eSyria "المهم في هذا العمل هو قدرة الإنسان على العطاء، فالمردود المعنوي أكبر وأسمى من أي مردود مادي، وأنا رحبت بالفكرة لأن الله تعالى أفقدهم نعمة، كما أن هذه الفكرة أعطتني الرغبة والمتعة في العمل".

حالات إصابة الأطفال المشاركين والبالغ عددهم عشرة أطفال، أعمارهم دون عشر سنوات تشمل سرطان الدم والغدد اللمفاوية، شاركوا ليخففوا الألم والخوف والتعب الذي يعانونه أثناء وبعد تلقيهم العلاج الكيماوي، صانعين لنفسهم الابتسامة بالرغم من الألم.

eSyria كانت هناك والتقت ببعض الأطفال، محمد خليل يبلغ من العمر تسع سنوات جعله الحفل يشعر بسعادة كبيرة، قائلا: "أحلم بأن اكبر وأكمل دراستي إلى أن أتخرج في المستقبل طبيب يداوي ويقضي على مرض السرطان" فيما والدته دعت الله أن يحقق لابنها ما تمنى ووجهت الشكر للجمعية الخيرية لرعاية مرضى السرطان على جهودهم الكبيرة من خلال رعايتهم المستمرة ومشاركة الأطفال وأسرهم الفرحة في جميع المناسبات.

وتمنت الطفلة سلاف درويش أن تكبر لكي تكون معلمة مدرسة للأطفال الصغار فيما والدها أعرب عن ارتياحه وسعادته التي لا توصف بعد أن شاهد الأطفال المرضى يمارسون حياتهم بفرحة كبيرة دون أن يعطوا اهتماماً بما ابتلاهم الله به وتمنى من الله أن يقدر له بأن يكون عضو في هذه الجمعية.

وتخلل الحفل الكثير من الفقرات الترفيهية للأطفال ومنها فقرة للرسم الحر وأخرى للمسرح إضافة إلى الألعاب الترفيهية التي رسمت الفرحة على وجوههم وأدخلت السرور إلى قلوبهم مما بث الروح في أرجاء المكان بعيداً عن أجواء المستشفيات وصراعهم مع مرض السرطان، بالفعل كان حفلاً مدهشاً فرح فيه الأطفال وكل الحضور وعمت أجواء من المرح.

هذا وإن جمعية بسمة شهرت بالقرار رقم 870 الذي يقضي بإقامة جمعية في محافظة دمشق لدعم ورعاية الأطفال المصابين بالسرطان، وهي تعد إحدى الجمعيات الأهلية التطوعية التي تقدم الدعم للأطفال المصابين وذويهم، وقد تأسست في نيسان عام 2006.

يمتد نشاطها ضمن المحافظات السورية بما يهدف إلى تقديم العون المعنوي والنفسي للأطفال المصابين بهذا المرض خلال فترة الاستشفاء في المشفى وخارجها وتوفير وسائل الراحة والترفيه ضمن وحدة معالجة السرطان الخاصة بالأطفال لتتناسب مع احتياجات الطفل.‏ كما تؤكد أهدافها على إقامة حملات توعية مجتمعية لنشر الثقافة المتعلقة بسرطان الأطفال والكشف المبكر عنه وبناء علاقات تعاون مع وحدات معالجة السرطان إقليميا وعالميا وتوفير فرص تدريب الكوادر الطبية العاملة في هذا المجال بإشراف الاختصاصيين, إضافة إلى العمل على تأمين التجهيزات الطبية غير المتوفرة والكوادر المتخصصة بهذا المجال.‏

وقد تم تخديم 400 حالة حتى نهاية كانون الثاني 2007 وتضم الجمعية 44 متطوعاً كما تتعاون الجمعية مع مشفى الأطفال من خلال مجموعة من البرامج تتضمن برنامج الدعم المعنوي للأطفال وعائلاتهم خارج المشفى وبرنامج توعية عائلات الأطفال المصابين بالسرطان وبرنامج التوعية المجتمعية وبرنامج الدعم المادي. ‏