الكثيرون منا تعلّموا بعد 8 سنوات من الحرب أن الأشياء الجميلة قد تخطفها الحياة منا فجأة بلا سابق إنذار، وقد لا تعود أبداً، وإن عادت، يمكن أن تأتي فاقدة لروح الماضي الذي كانت عليه؛ لذلك يجب ألا نتوانى عن حفظ تلك الأشياء و"أرشفتها" في قلوبنا أولاً، وعبر وسائل الحفظ المختلفة ثانياً.

السياسة التي تعمل بها "مدونة وطن" تقوم على حفظ تلك الأشياء الجميلة بعد مشوار من البحث عنها وتقديمها بأسلوب مميز، فكانت النتيجة أنه بعد سنوات الحرب الطويلة وكل ما تم فقده فيها، وجدنا بين أيدينا كنزاً كبيراً من "الأرشيف" الموثق للكثير مما تتميز به "سورية" من أماكن وآثار وأعمال وتراث وشخصيات سوريّة، وغير ذلك مما طمست الحرب معالم بعضها وشوّهت أخرى وأضاعت جزءاً منها.

أحد عشر عاماً من تدوين "سورية"، بكل ما فيها من جمال وتميز وإبداع في كل المحافظات السورية، كانت كفيلة أن تجعل "مدونة وطن" من أهم الوسائل التي تحفظ سوريتنا الجميلة، وتعيد من يشاء -باعتبارها مصدراً مفتوحاً– إلى عبق الماضي في الأشياء التي فقدناها، وتكون مرجعاً مهماً من المراجع الوطنية في الوصول إلى كل ما يتعلق بمكونات بلادنا الحبيبة.

اليوم نحتفل بذكرى تأسيس مدونة وطن "eSyria" الحادي عشر، يوم انطلاق هذا المشروع الوطني الذي وضع نصب عينيه أن يكون العين والذاكرة والقلب لكل من يبحث عن "سورية"؛ فكل عام وسوريتنا بخير، كل عام ومدونتنا بخير.