تعدّ من الأكلات الصيفية الرئيسة والمميزة؛ لما تحتويه من قيم غذائية كبيرة، وهي تحضر دائماً وبطرائق متعددة لتوافر مكوناتها وسرعة تحضيرها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 16 آب 2015، "سائدة عماشة" ربة منزل؛ التي حدثتنا عن أكلة "منزلة الأسود" قائلة: «تعدّ من الطبخات الرئيسة في المطبخ الشامي والريفي، وتقوم ربّة المنزل بتحضيرها في فصل الصيف لوجود الباذنجان الطازج صغير الحجم الذي لا يوجد في فصل الشتاء، وهي تعدّ من الأكلات السريعة نوعاً ما، لأنها لا تحتاج إلى وقت طويل لنضجها، وتقدّم كطبق رئيس ضمن وجبات الغذاء، وعند تحضيرها نجتمع لنوزع العمل فيما بيننا، فمنا من يقشر الباذنجان ويقليه، ومنا من يقشر البصل ويقطعه إلى قطع صغيرة، ومنا من تعمل على تحضير الأرز "المفلفل بالشعيرية"».

تحتوي على قيمة غذائية متكاملة، فللباذنجان فوائد كبيرة ويسمى طعام الدماغ؛ لأنه يحتوي على مادة غنية تدعى الأنثوسيانين خاصة في قشره الخارجي، ويحتوي على مضادات أكسدة تساعد في حماية أغشية الخلايا في الدماغ من أي نوع من الضرر، كما يساعد في ضمان حصول الجسم على الحديد الكافي، ويساعد في علاج مرض السرطان، ويعزز لون البشرة في الجسم، كما أنه جيد للقلب؛ فهو يعمل على تحسين الدورة الدموية

وعن طريقة التحضير، حدثتنا بالقول: «نقوم بتقشير الباذنجان الصغير الحجم، ونقليه في الزيت ليصبح لونه مائلاً إلى الأحمر، بينما ننتهي من قلي الباذنجان نكون قد قمنا بتحضير الحشوة التي تتكون من اللحمة الطازجة والمفرومة بشكل ناعم، والبصل المفروم إلى قطع ناعمة، وبعض ربات المنازل يضفن إلى الحشوة الجوز البلدي لذيذ الطعم والمقطع إلى قطع صغيرة الحجم، وذلك بإضافة قليل من الزيت أو السمن في طنجرة صغيرة الحجم وتقليب الحشوة على النار حتى تنضج وتذبل البصلة، ثم يضاف إلى الحشوة القليل من الفلفل الأسود و"السبع بهارات" ورشة من الملح».

الباذنجان بجانبه الأرز

وتتابع بالقول: «في هذه الأثناء نقوم بصف الباذنجان في صينية دائرية الشكل، وشق كل باذنجانة من منتصفها وبشكل طولي ووضع الحشوة بداخلها، وبعد إتمام حشو جميع الباذنجانات ندخل الصينية إلى الفرن حتى تنضج خلال مدة زمنية لا تتجاوز نصف الساعة، وخلال مدة نضجها نكون قد حضرنا الأرز "المفلفل بالشعيرية"، أما بعض ربات المنازل في الريف فيقمن بتحضير اللبن الذي أضيف إليه الثوم المدقوق والقليل من الملح والماء، لتقديمه إلى جانب "المنزّلة" بدلاً من الأرز».

وعن سبب تسمية "المنزّلة" بهذا الاسم حدثنا "محي الدين قرنفلة" الباحث في التراث بالقول: «هناك عدة طبخات تسمى "منزّلة" مثل "منزّلة بأسود"؛ وهي الباذنجان، و"منزّلة زهرة"، و"منزّلة بأحمر" وهي البندورة، وسبب تسمية هذه الطبخات بـ"المنزّلة" لأنها لا تطبخ في طنجرة ولا توضع فوق بعضها، بل يتم تنزيلها ضمن "صينية" كل قطعة وحدها وتوضع على النار لتنضج تماماً، بمعنى يتم تنزيل كل قطعة باذنجان وحدها لأنها محشوة باللحم وبالتالي لا يمكن وضعها فوق بعضها، بل تصفّ بعضها إلى جانب بعض، من هنا نطلق على الطبخات التي تفرد ضمن صينية أو "جاط حراري" ولا توضع في طنجرة "منزّلة"».

سائدة عماشة

كما حدثنا الصيدلاني "وليد السلامة" عن القيمة الغذائية لطبخة "منزّلة الأسود" بالقول: «تحتوي على قيمة غذائية متكاملة، فللباذنجان فوائد كبيرة ويسمى طعام الدماغ؛ لأنه يحتوي على مادة غنية تدعى الأنثوسيانين خاصة في قشره الخارجي، ويحتوي على مضادات أكسدة تساعد في حماية أغشية الخلايا في الدماغ من أي نوع من الضرر، كما يساعد في ضمان حصول الجسم على الحديد الكافي، ويساعد في علاج مرض السرطان، ويعزز لون البشرة في الجسم، كما أنه جيد للقلب؛ فهو يعمل على تحسين الدورة الدموية».

ويتابع بالقول: «واللحمة تحوي البروتينات التي تعدّ من المواد الضرورية لعمل الخلايا وبناء الجسم، وهي وحدة بناء هرمونية ولها دور كبير في جسم الإنسان، والجوز الذي يحوي مواد تساعد في بناء وتقوية الذاكرة؛ أي دعامة أساسية للدماغ وخلاياه، إضافة إلى الفائدة الموجودة في اللبن؛ فهو من مشتقات الحليب ويحوي الكالسيوم بنسبة عالية، ومجموعة من الخمائر التي تساعد في عملية الهضم، والبصل لتنظيم نسبة السكر، وله فائدة كبيرة في الوقاية من المشكلات التنفسية وحالة "الكريب"، وينظف العين ويخلص الجسم من السموم، كما أنه مقوٍّ ومنشّط للدم».

وليد السلامة