أوصى النبي بتناوله؛ فتفنن أهل الشام بطرائق تحضيره صيفاً وشتاءً، ليدخل ضمن أكلات اللبن المطبوخ لنكهته المميزة وفوائده الطبية المتعددة.

اشتهر أهل الشام بإعداد العديد من الطبخات التراثية التي تحضر من اليقطين، لتوافره صيفاً وإمكانية حفظه شتاءً، إذ يجب اختيار "اليقطينة" الخالية من العيوب، وهذا ما حدثتنا عنه ربة المنزل "هنا دغمش" التي التقتها مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 آب 2015، بالقول: «لطالما كانت السيدة الشامية معروفة بمهارتها في الطبخ، وخاصة أكلات اللبن المطبوخ التي تحتاج إلى "نفس طيب" (أي أن تكون السيدة ماهرة بالطبخ والطعم اللذيذ والرائحة الزكية)، لقد تعرفت إلى عدد من الأكلات التي تحضر من "اليقطين" من قبل جدتي وخاصة "يقطين بلبن"، التي كانت تتقصد إعدادها في الأوقات التي تجتمع فيها العائلة خلال فصل الصيف، لأن اليقطين يكسر العطش ويزيل الحرارة والحمى، وإذا واجهت رفضاً بعدم تقبله من أحد أفراد العائلة وخاصة الصغار، فكانت تبدأ بالآية الكريمة: "وأنبتنا عليه شجرة من اليقطين"؛ لتسرد لنا قصة سيدنا "يونس" الذي ابتعله الحوت في عرض البحر، ثم قذفه إلى الشاطئ حيث كان يعاني من مشكلات جلدية نتيجة بقائه في بطن الحوت لمدة طويلة، فوصل إلى اليابسة منهك القوى يعاني من الإعياء والمرض، فساعدته شجرة اليقطين بأوراقها وثمارها وأزهارها ليتعافى».

تختلف كمية المكونات من عائلة إلى أخرى ولثمانية أشخاص نحتاج إلى يقطينة حجم وسط، وإن كان حجمها كبيراً فإننا نقوم بقسمها إلى نصفين، ولا بد من تناولها بأسرع وقت ممكن وإلا ستتعرض للتلف، فعند قسم اليقطينة لا يمكن حفظها طويلاً، كما نحتاج إلى 200غ من اللحم الناعم، غنم أو بقر، ونصف ليتر من زيت القلي الجديد حتى لا تطغى أي نكهة أخرى على الطبخة. ولإعداد اللبن المطبوخ نأتي بثلاثة كيلوغرامات لبن مع خمس ملاعق نشاء وبيضة واحدة ونضع كل هذه المكونات في الخلاط الكهربائي من أجل خلطها قبل عملية الطهو

وعن مقادير التحضير تقول: «تختلف كمية المكونات من عائلة إلى أخرى ولثمانية أشخاص نحتاج إلى يقطينة حجم وسط، وإن كان حجمها كبيراً فإننا نقوم بقسمها إلى نصفين، ولا بد من تناولها بأسرع وقت ممكن وإلا ستتعرض للتلف، فعند قسم اليقطينة لا يمكن حفظها طويلاً، كما نحتاج إلى 200غ من اللحم الناعم، غنم أو بقر، ونصف ليتر من زيت القلي الجديد حتى لا تطغى أي نكهة أخرى على الطبخة. ولإعداد اللبن المطبوخ نأتي بثلاثة كيلوغرامات لبن مع خمس ملاعق نشاء وبيضة واحدة ونضع كل هذه المكونات في الخلاط الكهربائي من أجل خلطها قبل عملية الطهو».

بداية تقطيع اليقطين

وتتابع: «إن طريقة تحضير هذه الأكلة واحدة عند الأهالي ولم يطرأ عليها تغيير، لهذا أطبخها بمهارة فائقة ومن دون اتباع أي عيارات لمكوناتها، فأنا أحب نكهتها كما تعلمتها؛ وتحتاج إلى ثلاثة أرباع الساعة لتكون جاهزة للتقديم، وبداية لا بد من قسم اليقطينة إلى نصفين، ثم تقطيعها على شكل "حزوز" أو نصف دائرة، لنفرغها من اللب الموجود بداخلها مع الاحتفاظ بالبذور التي لها فوائد عديدة واستخدامات متعددة، ثم نقوم بتقشيرها وتقطيعها إلى مكعبات متساوية الحجم، بعدها نقوم بتحمية الزيت لقليها إذ لا بد من غمرها جيداً حتى تنضج القطعة من الداخل ولا تتعرض للاحتراق، وعندما يتغير لونها إلى الزهري تكون نضجت؛ فأقوم بتصفيتها من الزيت لأضع فوقها ليتر ماء وأتركها على نار متوسطة لمدة عشر دقائق، وأثناء ذلك أضع اللبن في وعاء على نار قوية ولا بد من التحريك المستمر حتى يغلي اللبن وإلا "سيفرط" أو يمصل، نسقط بعدها اليقطين بداخله ونتركه على نار هادئة لمدة بسيطة حتى "يفور" أي يغلي، ويفضل سكبها في زبادي حيث نقوم بتزييتها بقطع اللحم الناعمة أو المكسرات، التي قليناها بقليل من الزيت؛ وهو ما يعطيها نكهة مميزة ومنظراً جميلاً، ويضاف الملح حسب الرغبة، ويقدم إلى جانبها "برغل محمص بشعيرية" أو الأرز».

كما التقينا "عبد المنعم بيطار" صاحب محل بيع أعشاب ونباتات مجففة في شارع "مدحت باشا"، فحدثنا: «فوائد "اليقطين" متعددة وله شعبية لدى أهل الشام؛ إذ لا يكاد يمر يوم إلا وتطلب بذور اليقطين أو اليقطين من قبل زوار السوق؛ حيث يؤكل مطبوخاً أو مجففاً، إضافة إلى استعمالاته المختلفة لما له من فوائد ذهنية وجسمية، لقد أوصى أجدادنا بتناوله لأنه يغذي البدن وماؤه يقطع العطش، وغسيل الرأس به يعالج الصداع ومزيجه علاج للحروق والالتهابات الجلدية، كما يزيد من مستويات المواد التي تمنع تكون الحصى في الكلية والرمل البولي، ويعالج مشكلات الهضم؛ فهو ملين للمعدة، ويمنع "الكتام" أي الإمساك فهو مضاد للأكسدة لهذا يرفع من مناعة الجسم، ويعالج أمراض الصدر والسعال، وينشط اللثة ويكافح أوجاع الأسنان، وينشط الكبد ويمنع اليرقان، ويعالج أمراض الجهاز البولي حيث يمنع تكوّن البروستات، كما أنه منشط للعقل وخاصة للناشئين واليافعين ويوصى بتناوله من قبل الطلاب».

يقدم إلى جانبه "برغل محمص بشعيرية"

وذُكر في كتاب عجائب الطب الشعبي في التغذية (أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من أكل "الدباء" أي "اليقطين")؛ إذ كان يقول: (يا عائشة إذا طبختم قدراً فأكثروا فيها من "الدباء" فإنها تشد قلب الحزين).

"عببد المنعم بيطار"