تصنف من الأكلات الصيفية؛ إذ تحضر بطرائق بسيطة وسهلة لتقدم كوجبة رئيسة أو كفاتح شهية في المطبخ الدمشقي، ولا تحتاج إلى وقت طويل لإعدادها، وهي غنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الجسم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 تموز 2015، ربة المنزل "هنا السمان"؛ التي تحدثت عن أكلة "البوراني" القديمة، التي تعلمتها من والدتها وعلمتها بدورها لعدد من جاراتها، اللواتي صنفوها من الأكلات الرئيسة في مطبخهن، لسهولة التحضير ولأنها لا تحتاج إلى وقت طويل لإعدادها؛ فأصبحت تعامل معاملة "السبانخ" لتقدم إلى جانب الأرز كوجبة رئيسة لأفراد الأسرة، وتقول: «تعد من الأكلات الشامية القديمة والمعروفة بقدرتها على مد الجسم بالقوة اللازمة، وهي غير مكلفة مادياً؛ ولهذا عندما كنا صغاراً كانت جدتي تلزمنا بتذوقها لكونها فاتح شهية على الطعام، وأنا بعمر14 عاماً تعلمت من والدتي طريقة تحضيرها، إذ كنت أنتظر قدوم فصل الصيف لأقوم بقطف "البقلة" البلدية من الحقل المجاور لبيتنا في منطقة "ريف دمشق" والمزروع بالخضار الصيفية؛ حيث تحمل الريح بذار "البقلة" الناعمة لخفة وزنها، لتنمو بين الخضار المروية بالمياه بكثرة، وتطهى مع أضلاعها وأوراقها؛ وهو ما يعطيها نكهة مميزة عن الأنواع الأخرى المزروعة من "البقلة"، وتؤكل بالخبز كنوع من المقبلات كـ"الخبيزة" أو "بابا غنوج"».

تحضر من البقلة أطباق مختلفة من الأطعمة؛ حيث تصنف كفاتح شهية في المطاعم، وتقدم كنوع من المقبلات؛ حيث يتم وضعها في ماء ساخن لثوانٍ قليلة وتترك لتصفى، ثم يوضع القليل من الزيت لنضع "البقلة" والثوم المهروس ونقلبهم على نار هادئة لمدة خمس دقائق، ليضاف إليها الفطر، وتزين بشرائح الليمون لإعطائها نكهة مميزة ومنظراً جميلاً

وتضيف: «لتحضير "البوراني" لخمسة أشخاص نحتاج إلى 20 باقة "بقلة" بلدية، و200 غرام لحمة غنم مفرومة، ورأس من الثوم، وملعقة صغيرة من بهارات الطعام المتنوعة، إضافة إلى باقة من الكزبرة الخضراء، وفنجان من عصير الليمون الحامض، وليمونة واحدة للزينة، وطريقة التحضير واحدة لأي من الأكلات النباتية الخضراء، حيث يتم فرم "البقلة" البلدية إلى قطع متساوية مع أضلاعها، ثم نقوم بوضعها في وعاء كبير لغسلها بالمياه جيداً قبل طهوها لنتأكد من خلو الأوراق من البذار السوداء الناعمة الموجودة ضمن الأوراق الصغيرة، ويفضل رمي هذه البذار في الأرض بعد الانتهاء من تقطيعها لضمان نموها وتكاثرها في الصيف القادم، وبعدها نقوم بوضعها في ماء مغلى لثوانٍ قليلة ثم نصفيها في مصفاة، ثم نضعها على نار هادئة مع القليل من الزيت وأسنان الثوم الكاملة لنضيف بعدها اللحمة المفرومة مع التحريك البطيء لتتجانس هذه المكونات مع بعضها بعضاً، ثم نضع "البقلة" مع قليل من الملح ونعمل على تحريكها، قبل النضج بقليل نضيف "الكزبرة الخضراء" المفرومة مع الثوم المهروس، وننتظر قليلاً لنضيف عصير الليمون الحامض، وتقدم مزينة بشرائح الليمون».

إعداد أكلة البوراني

وتتابع: «تحضر من البقلة أطباق مختلفة من الأطعمة؛ حيث تصنف كفاتح شهية في المطاعم، وتقدم كنوع من المقبلات؛ حيث يتم وضعها في ماء ساخن لثوانٍ قليلة وتترك لتصفى، ثم يوضع القليل من الزيت لنضع "البقلة" والثوم المهروس ونقلبهم على نار هادئة لمدة خمس دقائق، ليضاف إليها الفطر، وتزين بشرائح الليمون لإعطائها نكهة مميزة ومنظراً جميلاً».

كما التقينا الدكتورة "سناء عطية" لتحدثنا عن فوائد "البقلة" بالقول: «تحتوي "البقلة" على مستويات مرتفعة من أحماض أوميغا-3، وكميات كبيرة من الألياف والفيتامينات والمعادن (كالحديد والبوتاسيوم والمنغنزيوم والنحاس)، إضافة إلى مضادات الأكسدة؛ وهو ما يجعلها مفيدة للقلب؛ حيث تساعد في تعزيز قوة القلب والأوعية الدموية وتقلل كمية "الكوليسترول" الضار وتخفض ضغط الدم، وتساهم أيضاً بخسارة الوزن لكونها غنية بالألياف فتعزز الإحساس بالشبع، إضافة إلى كونها فقيرة بالسعرات الحرارية، وعند طهوها يتقبلها الطفل حيث تساعد في التخفيف من اضطرابات النمو بما فيها التوحد، وتعالج المشكلات المعوية ومشكلات الجلد لغناها بفيتامين A، وتعمل على تحسين الدورة الدموية والوقاية من السرطان؛ وتساهم في الحفاظ على عظام قوية خاصة لدى النساء اللواتي يعانين من ترقق العظام، وتجدر الإشارة إلى أن الإكثار من "البقلة" يسبب حصى الكلية لاحتوائها على حمض "الأوكزاليك"».

طبق البوراني
الدكتورة سناء عطية