منه صنع فستان زفاف الملكة البريطانية "إليزابيث" عام 1947، بخيوطه المذهبة ورسماته المتنوعة، فأصبحت تلك المهنة الدمشقية مشهورة على مستوى العالم، ومازالت مستمرة في تميزها حتى اليوم.

مدونة وطن "eSyria" التقت "إبراهيم الأيوبي" بتاريخ 24 أيار 2015، وهو ابن "قاسم الأيوبي" الذي يعدّ شيخ كار "البروكار" في "دمشق"، ويقول: «تعد مهنة "البروكار" من الصناعات الدمشقية القديمة التي استطاعت بفعل جمالها وحرفييها أن تتخطى حدود "دمشق" لتصل منتجاتها إلى الدول الأوروبية، ليصبح "البروكار" الدمشقي من أنفس المقتنيات التي يتباهى بها الملوك والأمراء، وكانت البداية تحديداً في عام 1947م عندما طلبت ملكة بريطانيا "إليزابيث" قبل زفافها أن يؤتى بقماش فستانها من قلب العاصمة السورية "دمشق"، فقدم الثوب كهدية للملكة من قبل الحكومة السورية، وكان حينها "شكري القوتلي" رئيساً لـ"سورية"، حيث أرسل مراسم من القصر لشرائه من والدي الذي قام بتصنيعه، وعليه رسم لعصفورين أحدهما يقبل الآخر والمعروف بـ"العاشق والمعشوق"».

هناك رسوم تقليدية نباتية وتاريخية وهندسية، ومنها رسمة "صلاح الدين" في معركة حطين و"روميو وجولييت"، و"الراعي"، و"عمر الخيام"، و"الفراشة"، و"وردة كبيرة"، ورسمات من تراث المنطقة نحاول تجسيدها على الحرير، ومنهم من يطلب منا رسمات خاصة حسب ذوقه

ويضيف: «يتميز "البروكار" بأنه قماش حرير طبيعي له رسومات متنوعة وألوان عديدة، ويتخلله خيوط ذهبية أو فضية، وله طريقة خاصة في الحياكة والعرض، حيث نعمل على "الروب" حتى لو كان عرضه 90سم، بينما في الأنواع الأخرى من القماش لا تصنع إلا بعرض يزيد على المترين.

الحرفي إبراهيم الأيوبي

وطريقة التصنيع تحتاج إلى فن ومهارة، حيث نأتي بالحرير ونبرمه لتقوية الخيط وتسميكه من خلال عدد من البرمات، ثم يتم صبغه بالألوان المتنوعة، بعد ذلك يكر ليوضع على بكرات.

ويتم رسم الرسمة المنتقاة على ورق "مليمتري" ليتم بعد ذلك تدقيقها لتنزيلها على الآلة، فالنول يتألف من خيوط الشبكة الموصولة بالآلة؛ وهناك إبر أفقية وعمودية تشبك الخيوط في الآلة لإخراج الرسمة المطلوبة».

صورة حديثة لفستان زفاف الملكة

يضيف "الأيوبي": «هناك رسوم تقليدية نباتية وتاريخية وهندسية، ومنها رسمة "صلاح الدين" في معركة حطين و"روميو وجولييت"، و"الراعي"، و"عمر الخيام"، و"الفراشة"، و"وردة كبيرة"، ورسمات من تراث المنطقة نحاول تجسيدها على الحرير، ومنهم من يطلب منا رسمات خاصة حسب ذوقه».

يشير الباحث "محمد الفياض" بالقول: «يعد "البروكار" من أجود وأفخم أنواع القماش الدمشقي الصنع، وقد عرف الدمشقيون منذ مئات السنين مهنة الحرير الدمشقي الطبيعي، وأخذ اسمه المركب من (البرو) أي الحرير، و(الكار) أي المهنة، وتختلف الروايات عن المصدر الأساسي لمهنة "البروكار" وخيوط الحرير الذهب الدمشقي، فبعضها تقول أنها ظهرت في محال "قسومة"، وأخرى تروي أن المصدر كان محال "النعسان" في حارة "حنانيا"، وثالثة من محال "الأيوبي"، لكن في النهاية فإن فستان الملكة البريطانية كان دمشقياً.

الباحث محمد الفياض

ولمهنة "البروكار" تاريخ عريق يعود إلى مئات السنين وهي من الصناعات التي لا تزال قائمة في "دمشق"، وقد انتقلت من جيل إلى جيل بفعل الحرفيين الدمشقيين الذين تمسكوا بهذه الصناعة وورثوها لأبنائهم وأحفادهم».