تكتمل فرحة الأعراس بوجوده مهما تنوعت أشكاله وزينته، كان ينتقل من بيت إلى آخر بالأجرة ويوضع في ليوان البيت العربي، وأصبح اليوم ثابتاً؛ لكن في صالات الأفراح.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 12 أيار 2015، "نعمة هنا" ربة منزل، فتحدثت عن "الأسكي" في ليلة زفافها، وتقول: «تزوجت قبل 35 عاماً، ولم يكن حفل زفافي في صالة أفراح بل في المنزل، حيث تم وضع "الأسكي" في فسحة أرض الديار ضمن منزلنا العربي، وهو عبارة عن كرسيين منفصلين في مكان مرتفع درجتين عن الأرض، تحيط بهما الزينة، من الإضاءة الكهربائية المتعددة الألوان، وعلى جانب أحدهما وضع "سبت العرس" المملوء بـ"الملبس" والشوكولا، وفرشت الأرض حول الكرسيين بالسجاد».

تزوجت قبل 35 عاماً، ولم يكن حفل زفافي في صالة أفراح بل في المنزل، حيث تم وضع "الأسكي" في فسحة أرض الديار ضمن منزلنا العربي، وهو عبارة عن كرسيين منفصلين في مكان مرتفع درجتين عن الأرض، تحيط بهما الزينة، من الإضاءة الكهربائية المتعددة الألوان، وعلى جانب أحدهما وضع "سبت العرس" المملوء بـ"الملبس" والشوكولا، وفرشت الأرض حول الكرسيين بالسجاد

أما "هالة القدة" محامية ومهتمة بالتراث، فتقول: «منذ الأربعينيات حتى يومنا هذا لا يخلو عرس من "الأسكي"، وهو مكان عالٍ نسبياً يوضع عليه مقعدان يجلس عليهما العرسان، ويحاط بشيء من الزينة، وأول ظهور له كان في مدينة "أسكي شهر" التركية، ثم دخل إلى الدول العربية خلال العهد العثماني، وتطور مع مرور الزمن حسب تقليد كل بلد، وفي "دمشق" "الأسكي" قديماً كان يتألف من منصة خشبية عالية، يوضع عليها إطار من الخشب الملفوف بأنواع من الأقمشة الزاهية، ويزين بالسجاد والورود والأنوار، ولوحات كبيرة مضيئة مكتوبة بخط جميل "الله محمد"، "ما شاء الله"، أو اسما العريسين، وقريباً من "الأسكي" كان ينتصب "سبت العروس" المغطى بقماش شيفون بألوان زاهية فيه "الملبس والسكاكر والشكولاتة"، ولا تشغل أضواء "السبت" حتى يصل العريس، واليوم تطور "الأسكي" كثيراً، وأصبح ثابتاً في صالات الأفراح ومن دون وجود "السبت"، بعد أن كان ينتقل قديماً من بيت إلى آخر، حيث ينتصب في البيوت العربية القديمة، ودائماً مكانه في صدر الليوان».

هالة القدة

وفي لقاء مع "مهند قسوات" الذي يعمل في صناعة "الأسكي" يقول: «مع مرور الزمن تطورت صناعته وشكله، حيث كان قديماً يتم تحضيره على شكل مسرح خشبي مرتفع عن الأرض، يوضع عليه كرسيان للعروسيين، وتفرش أرضه بالسجاد، أما خلفه فكان عبارة عن ألواح "سترويبول" عليها رسومات متعددة وورود، وقطع زجاجية عاكسة للضوء، ومع مرور الأيام تطور ليصبح كرسياً واحداً مصنوعاً من الخشب، ثم من البرونز وله زخرفات متعددة، ومن أشكاله نوع يمكن أن يرتفع وينخفض خلال جلسة العروسين، واختلفت الزينة خلفه بوضع إضاءة متعددة الألوان، أو لون واحد، أو عبارة عن قماش أبيض اللون، وأغلب الأحيان تفرش الأرض التي يوضع عليها "الأسكي" بالسجاد الفاخر، ومنهم من يعمل على فرش الورد عليه حسب رغبة العروسين، وإلى جانبه يوجد "سبت العروس" لوضع "السكاكر والملبس"، وهو يتألف من طبقات على شكل دوائر بعضها فوق بعض، تكون فيه الطبقة السفلى أوسع من العليا، وقديماً كانت تضاء بالشموع، وفيما بعد أصبحت المصابيح الكهربائية، وحالياً أصبح نادر الوجود».

أما "محي الدين قرنفلة" الباحث بالتراث فيضيف: «مازال "الأسكي" من أساسيات التحضير للزفاف، ولكن في الماضي كان يتم إحضاره بالأجرة مع "سبت العروس" إلى المنزل العربي الذي سيقام فيه العرس، ويتم تزيينه بأفضل شكل مما يتم صنعه في البيت وبشكل تقليدي، ويكون منظره يأخذ الألباب ويبعث الفرحة للنفس، وخاصة عند دخول العروسين وجلوس كل منهما على المكان الخاص به، هنا يبدوان وكأنهما على عرش ملكي، وعندما يقوم العروسين برش السكاكر من "سبت العروس" على المدعوين، كانت الناس وخاصة البنات تسارع لالتقاط حبات "الملبس"، ظناً منهن أن من تحصل على قطعة مما رمته العروس سوف تتزوج بسرعة».

محي الدين قرنفلة
أحد أشكال "الأسكي"