من الحلويات الشّامية المنزلية، حاضرة دوماً في الاستقبالات والعزائم، تقدم باردة مع بعض المكسرات، تحضر على مرحلتين، ويكون البرتقال والحليب من مكوناتها الأساسية، إضافة إلى السكر الذي تختلف كميته حسب المذاق.

مدوّنة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 30 كانون الثاني 2015، "مكرم ظاظا" من سكّان حي "ركن الدين" من النساء اللواتي تشتهرن بصناعة "البالوظة"، فحدّثتنا عن أهميتها في المطبخ الشّامي، وتقول: «تعد من الحلويات الشّامية الحاضرة في استقبالات النسوة، ولها مكانة رئيسة في العزائم عموماً حيث يقال للضيف (بعد الغدا في بالوظة) لكي يترك مكاناً لها في معدته، وممكن أن تؤكل بعد العشاء أو في وقت العصر رغم أنها لذيذة في كل الأوقات.

هناك بعض كبيرات السّن يفضلن "البالوظة" بلا زينة، لأنها تناسب أسنانهم أكثر، وممكن أن تطبخ بالحليب خالي الدسم وممكن بلا سكر لمن يتبعون حمية لتخفيف الوزن أو لمرضى السكري، وهناك من يفضّل أن يأكل كل طبقة على حدة وليس معاً في طبقِ واحد. وكلمة "البالوظة" لا أعتقد أنها عربية الأصل، ولا أعرف معناها سوى أنها "أكلة حلو" شامية

ومعظم الأحيان تقوم الجدّات بصنع "البالوظة" للعائلة، وتحتوي بوجه أساسي على الحليب والبرتقال المتوافر بأنواعه: (الشموطي، وأبو صرة، والمغربي، وغيره)، وتعد من الحلويات التي تقدم باردة فهي مرغوبة دائماً، لكنها تصنع في فصل الشّتاء لتوافر البرتقال كمادة أساسية تدخل في تكوينها».

مكرم ظاظا

وعن طريقة تحضير "البالوظة" قالت: «يفضل استخدام البرتقال المغربي، لكونه حلو المذاق، نبدأ تحضير الحليب وممكن أن يكون طبيعياً أو مجففاً، وبالطبع يفضل الطازج، يوضع في الطنجرة ثم يرفع على النار ليغلي مدة عشر دقائق، ويضاف إليه السكر بمقدار أربع ملاعق سكر لكل كيلوغرام حليب ويحرك ليذوب تماماً، وفي هذه الأثناء نضع على حدة الماء ويضاف إليه "النشاء" ويحرك جيداً ويصفى، ثم يصب فوق الحليب تدريجياً مع التحريك، حتّى نشعر بأن الخليط بدأ يتكثف، فنضع نقطتي ماء زهر، وبعدها يسكب في أطباق زجاجية، كل طبق نصفه فقط، ويترك ليبرد.

المرحلة الثانية تبدأ بتحضير عصير البرتفال، ويمكن إضافة الكمية المناسبة من السّكر حسب المذاق، ثم يرفع على النّار ويحرك حتى ذوبان السكر، وفي هذه الأثناء نضع على حدة الماء مضافاً إليه كمية من "النشاء" ويضاف إلى عصير البرتقال تدريجياً مع التحريك حتى يتكثف السائل ويثخن.

الطبقة الأولى

وقبل سكب طبقة البرتقال فوق طبقة الحليب في الأطباق، يجب أن نتأكد أن الحليب قد أصبح بارداً تماماً حتى لا يمتزج الحليب والبرتقال معاً، وتترك لتبرد، ثم تزين بالفستق الحلبي والمكسرات».

وتضيف: «هناك بعض كبيرات السّن يفضلن "البالوظة" بلا زينة، لأنها تناسب أسنانهم أكثر، وممكن أن تطبخ بالحليب خالي الدسم وممكن بلا سكر لمن يتبعون حمية لتخفيف الوزن أو لمرضى السكري، وهناك من يفضّل أن يأكل كل طبقة على حدة وليس معاً في طبقِ واحد.

صحن بالوظة

وكلمة "البالوظة" لا أعتقد أنها عربية الأصل، ولا أعرف معناها سوى أنها "أكلة حلو" شامية».

وعن القيمة الغذائية "للبالوظة" أفادنا "زيد الهبري" (صيدلاني ومهتم بالتغذية)، ويقول: «تعد أكلة غنية بالكالسيوم والفوسفور المهمين جداً لتقوية العظام ولصلابة الأسنان ليس فقط عند الأطفال بل الكبار أيضاً، كما تعد "البالوظة" من الوجبات التي تحتوي على سعرات حرارية أقل، وتمد الجسم بالطاقة والحيوية، وتحتوي على البروتين الذي يعد مصدراً مهماً للطاقة ولبنية الأنسجة العضلية، إضافة إلى احتوائها على البوتاسيوم وفيتامين (d وa)، إضافة إلى فيتامين (c) الموجود في البرتقال لما له من أهمية صيفاً وشتاءً، إضافة الى الفيتامينات الأخرى، وتعد "البالوظة" وجبة غنيّة لكن يجب عدم تناولها بكميات كبيرة لاحتوائها على كمية كبيرة من السّكر وبالتالي تسبب زيادة الوزن».