لأكلات مدينة "يبرود" الشعبية نكهتها الخاصة، تتنوع هذه الأكلات بتنوع الفصول، ولكن يبقى البرغل هو بطل هذه الأكلات ويحتل موقع الصدارة، وهو سيد الفصول.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 شباط 2015، السيد "سعيد الأشرم" أحد سكان "يبرود"؛ الذي قال: «يمتاز كل فصل بمأكولات معينة وذلك حسب ما يتوافر من خضار أو محاصيل زراعية، أو مما يخزن في البيوت وغرف المؤونة، وأغلب مأكولات الشتاء تعتمد على البرغل، والحبوب بأنواعها، وأهم الطبخات وأشهرها البرغل المفلفل مع اللحمة، ومنهم من يضيف إليه البطاطا أو الكوسا أو البندورة، ويصنع من البرغل أيضاً في "يبرود" كبة من نوع خاص وتدعى "كبة الحرمزا"؛ حيث يضاف إليها عصير العنب الأسود، و"الكبة الحيلة" التي يتم إعدادها من دون لحم، ومن البرغل أيضاً يطبخ "الصلص بلبن والملقسة"، ويصنع منه "الدبابة" بعد هرسه بجرن حجري وإضافة القنب والشحم إليه، وتعد هذه الأكلات من الأغذية المفضلة صيفاً و شتاءً؛ حيث تؤكل بأشكال متعددة، وتدخل في أطعمة متنوعة فتؤكل مسلوقة ومهروسة ومقلية بالزيت ومشوية في المدافئ».

للبرغل قيمة غذائية مرتفعة، فهو مصدر جيد لفيتامين (ب)، ويحتوي أيضاً على نسبة معادن عالية؛ فهو غني بالحديد والفوسفور والزنك والمنجنيز والسلينيوم والمغنسيوم، كما أنه غني بالألياف. ومن المعروف أن البرغل مغذٍّ وخاصة أنه يحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والدهون ونسبة مرتفعة من البروتينات والألياف، كما تتعدد فوائده الصحية حيث إنه الحل الأمثل لإنقاص الوزن، والتحسين من صحة الجهاز الهضمي، ويقلل من تكوّن الحصى في الكليتين

ويقول الدكتور "نور الدين عقيل" في كتابه "يبرود تاريخ وحضارة": «البرغل هو أهم مكون في الأكلات الشعبية في "يبرود"، فبعد التشاور بين أفراد الأُسرة وخاصة بين الرجل وزوجته بشأن تقدير كمية المواد الغذائية المطلوبة لكامل أفراد العائلة خلال سنة كاملة يجري تحديد كمية "الحنطة" اللازمة لصنع الخبز والبرغل، وبناءً على ذلك يتم تخزينها في "كناديج" بيت المؤونة، وصناعة البرغل تتم كالتالي: تقوم النسوة بغربلة القمح لتخليصه من بقايا القمح ومن الحصى العالقة بالاعتماد على تصويله بالماء، ثم يوضع القمح النظيف في الحلة أو ما يسمى "الخلقين"، وتوقد تحتها النار حتى درجة الاستواء، وثم ينشل "السليق" منها لتحمله النسوة على رؤوسهن، ويصعدن به السلالم إلى سطوح البيوت لتجفيفه تحت أشعة الشمس، ومن ثم يملأ بأكياس ليصار إلى جرشه، وأثناء عملية جرشه تقوم النسوة بتخليص البرغل من النخالة وبغربلته لفصل الحبات الخشنة عن "الجريش" ليصار إلى جرشه مرة أخرى، أما البرغل الناعم الذي كان يسمى "السميد" فكان يجمع ليتم تخزينه إلى حين استعماله في صنع "الكبة"، أما البرغل العادي فكان يخزن بعد خلطه بالملح الخشن خشية تدويره لاستعماله في طبخ "المجدرة"».

بيت المؤونة

وعن فوائد البرغل يقول الدكتور "أيهم الناصر" اختصاصي تغذية: «للبرغل قيمة غذائية مرتفعة، فهو مصدر جيد لفيتامين (ب)، ويحتوي أيضاً على نسبة معادن عالية؛ فهو غني بالحديد والفوسفور والزنك والمنجنيز والسلينيوم والمغنسيوم، كما أنه غني بالألياف. ومن المعروف أن البرغل مغذٍّ وخاصة أنه يحتوي على نسبة منخفضة من السعرات الحرارية والدهون ونسبة مرتفعة من البروتينات والألياف، كما تتعدد فوائده الصحية حيث إنه الحل الأمثل لإنقاص الوزن، والتحسين من صحة الجهاز الهضمي، ويقلل من تكوّن الحصى في الكليتين».

كتاب الدكتور نور الدين عقيل