ثلاثون نوعاً من العطور كانت في زمن "ماري"، ووصلت اليوم إلى 4200 نوع، لكل عطر مناسبته ووقته، وحتى الشخصية تتحكم في اختيار النوع، وتبقى زيوت الورد الدمشقي أساساً للكثير من تلك الأنواع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 9 شباط 2015، "محمد الغبرة" الذي يعمل في مجال صناعة العطور في منطقة "البزورية"، وعنها يقول: «ورثت هذه المهنة عن أبي الذي ورثها بدوره عن أبيه، فأنا أعمل منذ عشرات السنين مع والدي في هذا المجال، في عالم العطور الذي له عشاقه ومحبوه، وأصبح لدي خبرة بالأصناف والماركات العالمية التي ذاع صيتها في الأسواق، حيث اشتهرت في فترة الثلاثينيات والأربعينيات الزيوت العطرية المحلية؛ كالورد الشامي الجوري والفل والياسمين والزنبق والنرجس والبنفسج وغيرها، أما اليوم فأغلب أنواع العطور تعتمد على استيراد "روح العطر" (أو ما يسمى الأسانسات) لأشهر أنواع العطور العالمية، ثم نقوم بتحضير المستلزمات بخلط "روح العطر" مع الكحول والمثبتات بنسب محددة في زجاجات مختلفة الأحجام، وذلك وفقاً لرغبة الزبون بكمية وكثافة ما يريده من العطر، ونحن نبيع الزجاجة بسعر أدنى بكثير من سعرها فيما لو كانت مستوردة، حيث يتراوح سعرها من 100 ليرة سورية لـ"الأسنس" ولغاية 1500 ليرة سورية للزجاجة».

إن أفخم مراكز إنتاج العطور عالمياً تستخدم الزيوت العطرية المستخرجة من الزهور الشامية، مثل الزنبق والفل والياسمين والوردة الدمشقية المنسوبة إلى مدينتنا، وقد سمي العطر قديماً بـ"الريحة"؛ حيث كان الأثرياء من زوار "دمشق" حينذاك يبتاعون زجاجة "ريحة" من أسواقها كهدية مميزة لأقاربهم ويفتخرون بها لأنهم جلبوها من الشام

ويضيف: «هناك ما يقارب 4200 نوع من العطور، فعالم العطور أشبه بالبحر، وبالنسبة للمجتمع السوري فهو يميل إلى الروائح الناعمة، فالنساء يفضلون الروائح الزهرية، والرجال الروائح الليمونية اللطيفة، وهناك عطور من كلا النوعين خاصة بالرجال والأطفال والنساء، إضافة إلى عطور مختلفة لا تناسب كل الأشخاص، وإنما يعتمد الأمر على شكل الشخص وعمره ومهنته، والوقت الذي يريد فيه استخدام العطر، فما يصلح للعمل غير ما يصلح للسهرات والمناسبات الاجتماعية».

"الأسانسات" لتركيب العطور

ويشير "الغبرة" إلى أنه خلال هذا العام في مدينة "دمشق" تركزت أكثر مبيعات العطور بالنسبة للرجال على أنواع "سكوربيون مان"، و"لاكوست اسينشن"، و"فوياج"، وبالنسبة للنساء كانت "ديور أددكت"، و"فكتوريا زارا"، و"شان اليزا".

أما "داود البديري" صاحب محل لتعبئة العطور فيقول: «إن أفخم مراكز إنتاج العطور عالمياً تستخدم الزيوت العطرية المستخرجة من الزهور الشامية، مثل الزنبق والفل والياسمين والوردة الدمشقية المنسوبة إلى مدينتنا، وقد سمي العطر قديماً بـ"الريحة"؛ حيث كان الأثرياء من زوار "دمشق" حينذاك يبتاعون زجاجة "ريحة" من أسواقها كهدية مميزة لأقاربهم ويفتخرون بها لأنهم جلبوها من الشام».

تصادف وجودنا في محل العطور مع "عزام عطايا" أحد الزبائن؛ الذي يقول: «تركيب العطور له جانب إيجابي لا يمكن إنكاره، إذ أصبح الآن بإمكان أي شخص أن يضع عطره الخاص بواحدة من تلك الزجاجات ذات الأشكال والألوان المميزة والأحجام الصغيرة، وبالنسبة لي دائماً أشتري نوعاً محدداً من العطر وأحرص على تعبئته في محل مخصّص لبيع العطور، فأنا في كل مرة أدفع للبائع ثمناً مضاعفاً ليزيد من تركيز الزيت على حساب المادة الكحولية والمواد الأخرى، وأصبح اقتناء العطور من الماركات العالمية الشهيرة في متناول الجميع، بل إنه تحول إلى عادة شبه يومية».

أما "محمد طريف" طالب "طب بشري" فيقول: «في عصرنا هذا أصبح كل شخص مرتبطاً بنوع العطر الذي يستخدمه، حتى أصبحت النوعية العطرية شكلاً من أشكال الشخصية، وهناك الكثير من أسماء الزيوت العطرية منها ما هو عربي ومنها غربي، التي حققت حضوراً قوياً وبارزاً ضمن الأسواق المحلية الراقية، وقد أصبح نوع العطر حدثاً للموضة ويتميز بتصاميم خاصة جداً من حيث الشكل والمضمون، ومع ذلك مازال بعض كبار السن يستخدمون العطور القديمة أو "الأسنسات"، التي هدفها ترك أثر جميل في النفس».