تستطيع السيدة الدمشقية الاستفادة من ثمرة "النارنج" بكل ما تحتويه من مكونات من القشرة حتى اللب، لصنع المربى والعصير وإدخال هذا الطعم النادر في صنع الحلويات.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 20 كانون الأول 2014، السيدة " نوال بديع" التي تحدثت عن طريقة صنعها لمربى وشراب "النارنج"، وكيف تستفيد من ثمرته بالكامل، وتقول: «أحب صناعة كافة أنواع مربيات الفاكهة ولا سيما الحمضيات منها، وسنوياً لا بد أن أصنع مربيات (الفريز، التوت، التين، التفاح، المشمش، الكرز)، ولكن كل ذلك لا يغني عن صناعة مربى وشراب "النارنج" الذي يضاهي بحضوره كل المربيات، فأقوم بالاستفادة من ثمرة "النارنج" كاملة (أي اللب والقشور)، فبعد الحصول على ثمار "النارنج" أقوم ببشرها حتى أصل إلى طبقة اللب البيضاء، وبعد البشر أقوم بتقشير الثمرة وحفظها في الثلاجة لحين الاستعمال، ولو أردنا العمل فوراً لتحضير المربى نقوم بتقطيع قطعة "النارنج" إلى أربعة قطع وثم نقعها بالماء لمدة يومين على الأقل ليتم التخلص من الطعم المر الذي تتصف به هذه الثمرة، مع مراعاة تغيير الماء يومياً من ثلاث إلى أربع مرات».

عائلتي تحب المربيات بأنواعها، ونقوم بعد صنع مربى وشراب "النارنج" بتقديم كمية منها للأقارب والجيران، وهناك من يطلبون من زوجتي صناعته من أجل إرساله لأقاربهم خارج البلد أو للمحافظات الأخرى

وتتابع: «لصناعة مربى "النارنج" السائل "الممروت" مع القطر؛ نقوم بسلق القشر مع تغيير الماء بعد أن يغلي، ثم نتركه على نار هادئة حتى ينضج، ونصفيه من الماء ونتركه حتى يبرد، بعدها نقوم بلف كل قطعة وعصرها ووضعها جانباً، ونقوم بعد ذلك بربطها بخيط كي تبقى متماسكة عند الغلي، وفي المرحلة الثانية نقوم بوضع السكر مع الماء على النار حتى يغلي، ويضاف إليه الليمون وقطع ثمرة "النارنج" حتى الغلي مع تقليب المكونات كل مدة، وعندما تغلي مع القطر تبقى ربع ساعة مع تقليبها من وقت لآخر ثم ترفع عن النار، ثم تترك مدة ست ساعات، وترفع مرة ثانية على النار حتى تبدأ الغليان مع تقليبها لمدة عشر دقائق، ثم ترفع وتترك لتبرد وتعبأ في مرطبانات معقمة».

نوال بديع

وتضيف: «أما إذا أردنا الحصول على مربى "النارنج" على شكل شرائح؛ فيتم إخراج قطع الثمرة من المحلول السكري، وتوضع في طبق يحوي بلورات من السكر الخشن، ويمكن لف كل شريحة على حدة، ويوضع داخل اللفافة بعض الفستق الحلبي أو الجوز، وأحياناً يوضع مبشور جوز الهند معها، ثم تربط اللفافة بخيط نظيف حتى تبقى محافظة على شكلها، وخلال عدة أيام تجف اللفائف نوعاً ما، فيتم نزع الخيوط لتقديم لفائف "النارنج" للضيافة جاهزة».

وعن الاستفادة من ثمرة "النارنج" تقول: «يمكننا أيضاً الاستفادة من مبشور "النارنج" باستعماله في صنع الحلويات؛ حيث يضاف إلى "القطر"، ولكن علينا أن نقوم أولاً بنقع البشر في الماء، مع ضرورة تغييره يومياً من ثلاث إلى أربع مرات، ثم نقوم بسلقه وتصفيته، ونتركه حتى يبرد، وبعد تحضير "القطر" نضيف المبشور من النارنج له عند الغليان، كما يمكننا صناعة شراب "النارنج"؛ وذلك بعصر الحبات وتصفيتها ووضع كمية من السكر، ونقوم بغلي المكونات على نار هادئة حتى ذوبان السكر، ثم نقوم بتعبئتها بقوارير معقمة لحين الاستعمال».

النارنج بعد التقشير

بدوره السيد "أنطون سمعان" المهتم بزراعة الحمضيات، يقول: «الموطن الأصلي لثمرة "النارنج" هو "إفريقيا" لكن نقلت زراعته لمنطقة المتوسط، وللنارنج فوائد عديدة؛ صحياً فهو يستعمل في الطب الشعبي لمعالجة الغثيان، ومشكلات الهضم، والإمساك وحرقة المعدة، كما يستعمل الزيت المستخرج منه لإضفاء نكهة للأطعمة، وحالياً يضاف لمستحضرات التجميل ويسمى "الحبة الصغيرة"».

ويضيف: «عائلتي تحب المربيات بأنواعها، ونقوم بعد صنع مربى وشراب "النارنج" بتقديم كمية منها للأقارب والجيران، وهناك من يطلبون من زوجتي صناعته من أجل إرساله لأقاربهم خارج البلد أو للمحافظات الأخرى».

مربى النارنج