تناول العصير بالملعقة يبدو فكرة غريبة، ولكن "أبو حسن" يؤكد أن زبائنه يفعلونها في "باب توما" منذ ستين عاماً، فهناك يُقدم العصير بجميع أنواعه، فهكذا (تتمزمز) وتستمتع بالطعم أكثر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 13 كانون الأول 2014، "محمد بدر الدين النبهان" صاحب هذا المحل الشهير الذي يجذب يومياً رغم صغره المئات من الزبائن بأسلوبه الفريد والنادر في تقديم المشروبات الطبيعية، ويقول: «كان والدي "بدر الدين النبهان" أقدم بائع عصير في "دمشق"؛ حيث تخصص منذ البداية بتحضير شراب الدمشقيين وهو مجموعة من العصائر الطبيعية مع "قمر الدين" والفواكه، ومنذ أكثر من 60 سنة افتتح والدي هذا المحل وكان يعمل فيه طوال اليوم، لا يغلقه سوى ساعتين يومياً، وتعلمت منه فن إعداد العصير وتحضيره بطريقة جديدة تختلف عن الطرائق التقليدية المتبعة في المحال الأخرى، ويكمن سرّنا في أننا نقدم مادة طبيعية 100% لا يدخلها أي عنصر آخر، ونحضر العصير مع الثلج على مرأى الزبون ليتأكد أنه طبيعي بالكامل، في حين أن محال كثيرة لا يمكن للزبون مشاهدة العامل فيها».

أتردد دائماً إلى هذا الدكان الرائع بمشروباته وعصائره، كما أن عائلتي تحب طعم عصير "أبو حسن" لما له من مذاق لذيذ وفريد، وأحرص في كل أسبوع أن أشتري منه لأن أسعاره معقولة ومنتجاته لذيذة وطازجة

ويتابع: «الأمر الآخر الذي يميز محلنا عن باقي المحال، أننا لا نقدم العصير في كؤوس كالمعتاد بل في صحون من البلور ونضيف إليه بضع حبات من اللوز الأبيض المقشر، ومن ثم يتناول الزبون العصير بالملعقة، كما نقدم معه بعض قطع الكعك، وقصدنا من هذه الطريقة دعوة الزبون لشرب العصير بالملعقة لأن فيها لذة أكبر، كما نقوم (ببرش) الثلج أمام الزبون ونضعه في صحن العصير، وهذا أيضاً يعطي العصير نكهة خاصة».

العصير في الزبادي

ويضيف: «عندما يتم تناول العصير بواسطة (الشاليمو) البلاستيكية التي تستخدم لمرة واحدة، فإن العصير ينزل مباشرة إلى المعدة دون أن تتلذذ بطعمه، أما حين تتناوله بالملعقة فإنه يبقى لثوانٍ في فمك وحلقك فتستلذ بطعمه أكثر، وهذه ميزة للاستفادة لأقصى حد ممكن من طعم العصائر الطبيعية اللذيذة، والمعروف أن أي شخص إذا قدم له طعام لذيذ وابتلعه بسرعة سيقول إنه لم يستطعم مذاقه، في حين أنه عندما يملأ فمه منه ويبقيه لبضع ثوان سيشعر فعلاً بلذة الطعام، لهذا قررنا ومنذ افتتاح محلنا استخدام هذه الطريقة ليتلذذ الزبون الذي يدفع مالاً لقاء تناوله العصير بألذ طعم، وليستمر لمدة أطول في تناوله العصير، وأن يشربه وهو مرتاح جالساً على الكرسي وأمامه طاولة يضع عليها صحن العصير وعلى مهله ينتهي منه».

وعن أنواع العصير التي يقدمها يقول "محمد": «نحاول تقديم جميع أنواع العصائر صيفاً وشتاءً، واستطعنا منذ القديم أن نمزج بين العصير والفواكه وقدمناها للزبائن وأصبحت معروفةً منذ الستينيات باسم "سلطة الفواكه"، وفي فصل الشتاء نقلل كمية الثلج المبشور الذي نضيفه للعصير، كما أننا نقدم "الخشافات" من خلال نقع قطع الفواكه المجففة اليابسة بماء ساخن وغليها مع السكر، وخاصة "قمر الدين" وشرائح "الأناناس" الذي نحضره بشكل مستقل عن العصائر، ونقدمه إلى جانب "زبدية" العصير، أما "الجلاب" فيحضر من دبس "الزبيب"، إذ يؤتى بالزبيب (العنب المجفف) ويعصر حتى يتحول إلى دبس ومن ثم نمزجه مع الماء ونضيف إليه ماء الورد لزيادة مذاقه اللذيذ وإعطائه رائحة طيبة، كما أننا نقدم "السحلب" الساخن شتاءً وغيره من المشروبات».

الحاج أبو حسن

السيد "عامر فتيح" من زبائن دكان "أبو حسن"، الذي تحدث عن زيارته بالقول: «أتردد دائماً إلى هذا الدكان الرائع بمشروباته وعصائره، كما أن عائلتي تحب طعم عصير "أبو حسن" لما له من مذاق لذيذ وفريد، وأحرص في كل أسبوع أن أشتري منه لأن أسعاره معقولة ومنتجاته لذيذة وطازجة».