وصلت "الشوكولا الدمشقية" منذ بداية القرن العشرين إلى بلدان عربية عدة واستمرت بالانتشار، اشتهرت بحشوتها الطبيعية وأصناف الفاكهة التي تضاف إليها، إضافة إلى التغليف اليدوي المتخصص بكل مناسبة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 تشرين الثاني 2014، "محمد هيثم سليق" صاحب أحد المحال لبيع "الشوكولا"، ويقول: «كان العمل في تصنيع "الشوكولا" قديماً يتم يدوياً، حيث لم تكن هناك آلات للتصنيع، فقد كانت الطريقة معقدة بداية دخولها إلى "سورية" عام 1920، فكنا في البدايات نستورد ألواح "الشوكولا" ونذوبها، ومن ثم نعيد تجميدها مع الحشوة لتنتج لدينا "شوكولا" محشوة ومقطعة بشكل هندسي جميل، ولكن فيما بعد استطعنا الحصول على المواد الأولية وقمنا بتصنيع "الشوكولا" محلياً، وبدأنا إرسال منتوجاتنا إلى أسواق باقي المدن السورية، ثم صدرناها في النصف الأول من القرن العشرين إلى البلدان المجاورة كـ"فلسطين"، و"لبنان"، و"الأردن"».

كان العمل في تصنيع "الشوكولا" قديماً يتم يدوياً، حيث لم تكن هناك آلات للتصنيع، فقد كانت الطريقة معقدة بداية دخولها إلى "سورية" عام 1920، فكنا في البدايات نستورد ألواح "الشوكولا" ونذوبها، ومن ثم نعيد تجميدها مع الحشوة لتنتج لدينا "شوكولا" محشوة ومقطعة بشكل هندسي جميل، ولكن فيما بعد استطعنا الحصول على المواد الأولية وقمنا بتصنيع "الشوكولا" محلياً، وبدأنا إرسال منتوجاتنا إلى أسواق باقي المدن السورية، ثم صدرناها في النصف الأول من القرن العشرين إلى البلدان المجاورة كـ"فلسطين"، و"لبنان"، و"الأردن"

وعن صناعة "الشوكولا" يقول "سليق": «المواد الأولية هي "زبدة الكاكاو"، وهي خلاصة "الشوكولا" التي تعطيها الأشجار المعروفة التي تنتج هذه المادة في "أفريقيا"، ونحن نستعمل في منشآتنا المادة الأولية التي تنتجها شركة فرنسية وهي "الكاكاو" بعيار 22 و24، حيث نستوردها ونقوم بتصنيعها محلياً مع تصنيع الحشوات المختلفة، و"للشوكولا" نوعان؛ الفاتحة وهي "شوكولا" الحليب، والمرّة سوداء اللون، التي لا يدخل فيها الحليب مطلقاً، وتصنع من "الكاكاو" وزبدته و"السكر" و"ماس الكاكاو" الذي يدخل في النوعين، ونقوم بوضع هذه المواد بالعجانة حيث تُخلط المكونات مع بعضها بعضاً ومن ثم تضرب على آلة "السلندر"، وهي عبارة عن خمسة أحجار من الفولاذ الصلب؛ حيث تمر العجينة من خلالها فتخرج المادة على شكل مرهمي، وبعد ذلك تؤخذ المكونات إلى آلة الخفاقة حيث يتم الخفق مع مادة "الليستين" وتضاف "زبدة الكاكاو" مرة ثانية وتظل لمدة 72 ساعة في الخفاقة، بعد ذلك تصب في ألواح "كفرتور" وتخزن، والمعروف هنا أن "الشوكولا" الأصلية المصنعة من "زبدة الكاكاو" كلما خزنت لمدة أطول أعطت مذاقاً ألذ ونكهة أطيب، وفيما يتعلق بـ"شوكولا" الحليب فإننا نضيف لـ"زبدة الكاكاو" الحليب بنوعين كامل ومنزوع الدسم، وتمر بنفس المراحل السابقة».

محمد هيثم سليق

ويضيف: «أدخلنا إلى الشوكولا النكهات الخاصة بمنتجنا، التي نقوم بتصنيعها، ومنها الكريمات التي استغنينا عن استيرادها من الخارج، وصرنا نصنعها في معاملنا، كذلك من المميز للشوكولا الشامية أن كل المواد الداخلة في تصنيعها وحشواتها هي مواد طبيعية، حيث لا وجود للمحسنات والمنكهات الصناعية، فمثلاً نحن لا نضع خلاصة المواد بل المادة نفسها، "فشوكولا النارنج" حشوها من ثمار "النارنج" الطبيعية وليس خلاصتها، وكذلك "شوكولا المشمش" وغيرها، فجميع حشوات "الشوكولا" لدينا عبارة عن مربيات لثمار طبيعية، وما يميز أنواع "الشوكولا الدمشقية" والمطلوبة كثيراً في الخارج هي "الشوكولا" المحشوة بمربى "المشمش" مع الفستق، وتتم عملية تصنيع مثل هذا النوع من "الشوكولا" من خلال نزع نواة ثمرة "المشمش" وحشوها بحبة فستق حلبي محمصة ومن ثم تغطس بـ"الشوكولا"، وهناك صنف آخر مميز وهو "الشوكولا" باللوز والفستق، حيث تطحن المادتان إحداهما مع الأخرى، ويضاف إليهما جوز بلدي مغطس بـ"الشوكولا"، إضافة إلى "شوكولا" التمر باللوز حيث تنزع نواة التمر وتوضع بدلاً منها لوزة محمصة وتغطس بـ"الشوكولا"، وهناك أيضاً حشوات النارنج والبرتقال».

يقول "محمد جبان" صاحب معمل "شوكولا": «أهم ما يميز "الشوكولا الدمشقية" أشكال ونماذج تغليف قطعها والعلب الكبيرة التي تحتضنها، وهذه لها طرائقها الخاصة ونماذجها التي لا تشبهها نماذج أخرى، وأغلب الأحيان يتم التغليف يدوياً وليس آلياً، والمعروف أنه كلما كانت جودة "الشوكولا" مرتفعة كان تغليفها يدوياً، وهناك أشخاص متخصصون في فن التغليف اليدوي، حيث نضيف بصمة الذوق الخاص بنا من خلال اختيار نوع ورق التغليف والقالب الخاص بالحشوات، وهناك نماذج خاصة بالمناسبة والهدايا، فهناك علب الأفراح التي نعتمد عليها أكثر من الصحون، ولدينا نماذج خاصة بمناسبات الولادة والعودة من الحج وأعياد الميلاد وأعياد الفصح وغير ذلك، ونقوم بكتابة كل المواصفات والمعايير وتاريخ الصلاحية على الغلاف؛ حيث نظهر المواد الطبيعية الداخلة فيها وعدم وجود المنكهات والمحسنات فيها؛ التي تقلل من جودتها ومدة صلاحيتها».

أثناء تحضير الشوكولا في المعمل