طبقتان من عجينة اللوز المعجون، تأتي على شكل زهرة، ترسم عليها ريشة كريشة الفنان شكل الفاكهة، مدللة في طريقة صناعتها من البداية إلى النهاية، فلا "تلدعها" النار إلا قليلاً.

من أشهر العائلات التي عملت بصناعة الحلويات الشرقية، و"الراحة"، و"السكاكر" بكافة أنواعها، عائلة "سليق" التي قدمت للمجتمع "الشامي" الحلويات، والضيافة بكل أنواعها، وأشكالها، يقول هنا "محمد هيثم سليق" لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 25 تشرين الأول 2014 في محله، عن حكاية "اللوزينا"، وطرائق تحضيرها وأشكالها المختلفة بالقول: «نأخذ عادة اللوز البلدي الجاف ونقوم بطحنه، وكنا في السابق نطحنه يدوياً ونكبسه يدوياً أيضاً، ومن خلال مدرج نعمل على بسط العجينة، ومن ثم نقطعها بقوالب، وفيما بعد تطورت الأمور وتم ابتكار آلة بسيطة تشبه المدفع توضع فيها ثمار اللوز من طرف فتخرج من الطرف المقابل معجونة، ويضاف إلى عجينة اللوز الفستق الحلبي والسكر فتعجن المواد مع بعضها بعضاً؛ حيث يعطي الفستق اللون الأخضر "للوزينا"».

تكون عجينة اللوز والفستق على شكل أصابع طرية ويتم جدل كل إصبعين معاً، وتتنوع النماذج كثيراً، بعد ذلك توضع هذه النماذج في صاج ويتم شواؤها في فرن لوقت قصير جداً، حيث "يلدعها" لهب نار الفرن بسرعة، لتخرج من الفرن جاهزة للتناول، ولتقدم للمتذوق طعم اللوز مع طعم الفستق الحلبي، بعد أن نغلفها بورق "السيلوفان" لكي تحافظ على جودتها

ويضيف حول المراحل التي تمر بها عجينة "اللوزينا" بالقول: «هنالك عدة مراحل، في البداية يقشر اللوز بعد نقعه في الماء ومن ثم يتم تجفيفه ويطحن بالآلة الخاصة به، ويضاف إليها فيما بعد الفستق الحلبي المطحون، والمعجون أيضاً، وهنا يمكننا التحكم بشكل "اللوزينا"، حيث نضع مثلاً طبقتين من عجينة اللوز، وبينهما طبقة الفستق الحلبي، وفي المرحلة النهائية نستخدم المكبس، الذي يقدم لنا الشكل الذي نريده "للوزينا"، وتتنوع هذه الأشكال ومنها: شكل الوردة، والمربع، والمستطيل، وشكل الضفائر».

محمد هيثم سليق

ويتابع حديثه بالقول: «تكون عجينة اللوز والفستق على شكل أصابع طرية ويتم جدل كل إصبعين معاً، وتتنوع النماذج كثيراً، بعد ذلك توضع هذه النماذج في صاج ويتم شواؤها في فرن لوقت قصير جداً، حيث "يلدعها" لهب نار الفرن بسرعة، لتخرج من الفرن جاهزة للتناول، ولتقدم للمتذوق طعم اللوز مع طعم الفستق الحلبي، بعد أن نغلفها بورق "السيلوفان" لكي تحافظ على جودتها».

لفتت انتباهنا أشكال "اللوزينا" الكثيرة، والمتعددة المصفوفة بواجهة المحل، وقال عنها "سليق": «نسميها "لوزينا الفواكه"، وتحضّر كل قطعة "لوزينا" على حدة، وبطريقة يدوية، ليتم قولبتها ولتأخذ نماذج الفاكهة والخضار المختلفة كالتفاح والمشمش، والخوخ، والدراق، والكرز، والفريز، والبرتقال، وغيرها، وتلبس بالشمع المناسب للأكل (كشمع العسل) للمحافظة عليها، ويتم فيما بعد تلوينها بصبغات صحية غذائية، بواسطة ريشة لتأخذ اللون المتناسب مع ثمرة الفاكهة، فهناك اللون الأصفر، والأحمر، والأخضر، وهناك نوع آخر منها يدعى "الغريبة الاستانبولية"، وهي تحضر بطبقتين دائريتين من عجينة اللوز وفي وسطهما طبقة الفستق أو طبقة من الشوكولا، وتكون هشةً متميزةً».

عجينة اللوز

أدخل "الدمشقيون" نكهات جديدة إلى "اللوزينا"، يقول هنا "أحمد عماد" صانع حلويات: «قمنا بتطوير "عجينة اللوز"، أو ما يعرف عند الناس باسم "اللوزينا"، من خلال إضافات غذائية لذيذة المذاق، ومنها مثلاً "اللوزينا" بقمر الدين، وتحضر هنا "اللوزينا" من خلال وضع عجينة اللوز، وفوقها عجينة الفستق الحلبي، وفي أعلاها نضع طبقة من قمر الدين بلونه البرتقالي المتميز، وبنكهته الرائعة، وهناك أنواع أخرى، ومنها "اللوزينا" بحبات الفستق الحلبي، حيث يكون داخل "اللوزينا" فستق مطحون، وحبوب الفستق توضع على وجهها العلوي، وهناك "اللوزينا بالشوكولاته" حيث توضع عجينة اللوز على "حصيرة" خاصة تسير بتدرج، ونأتي بالشوكولا لتغطسها بالكامل، وهي تسير مع "الحصيرة" لتخرج من الجهة المقابلة مبردة وجافة، وتستخدم "اللوزينا" في تصميم عدة نماذج، وأشكال، ونغطي بها قوالب "الكاتو"، التي تلقى رواجاً كبيراً واستحسان الناس».