هي واحدة من الألعاب المنزلية التي لا تكلف شيئاً، يكفي أن ترسم على الأرض مربعاً وتصف فوقه الأحجار، هي أيضاً لعبة سريعة، أضاف إليها أهل ريف "دمشق" أجواء احتفالية، كل لاعب له جمهور يشجعه، وإذا فاز من الممكن أن يشترط ويتدلل على الخاسر.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الأول 2014، الشاب "علي العبودي" الذي مارسها في طفولته ويقول: «لعبة "الأدريس" تراثية شعبية، تلعب في "دمشق" وريفها، وبعض المحافظات السورية الأخرى، و"الأدريس" هو قطعة مربعة من خشب، أو كرتون أو ورق أو قماش، أو تراب ملون، يرسم على الأرض بالطبشور، وهي لعبة تشبه "الداما" ويلعبها شخصان أيضاً، وتتألف من رقعة مقسمة إلى تسعة مربعات متساوية، ولكل من اللاعبين ثلاث حصى صغيرة وتكون مغايرة في اللون لحصى اللاعب الآخر تدور على زوايا تلك الخطوط، ويحاول كل منهما أن يجعل الحصى في خط واحد أفقياً أو عمودياً أو قطرياً، وفي كل مرة لا يمكنه تحريك أكثر من حجر واحد بنقله من تقاطع خطين أو أكثر على ألا يعترضه حجر من أحجار زميله».

هذه الصناعة تكون بيتية في العادة فلا يوجد حرفي لهذه الصناعة، إنما يوصى على رقعة الأدريس المعينة من عند النجار أو بائع الكرتون أو الورق، أما النوع الثاني لها الذي يدعى "أدريس القماش" فيرسمه اللاعب على قماش متين وتقصه له زوجته وتخيط زواياه، وهذه اللعبة قديمة، وهي لعبة اجتماعية حيث يتجمع حول اللاعبين مجموعة من الرجال، وهم ينظرون للأدريس، ويتابعون اللاعبين ونقلاتهم بانتباه

وعن أدوات "الأدريس" تحدث الباحث "محمد رمضان" بالقول: «تتكون من رقعة من الكرتون أو القماش أو مرسومة على الأرض، حيث ترسم داخل الأدريس عدة مربعات حسب نوعه، فهناك أدريس الـ3، وأدريس الـ6، وأدريس الـ9، وأدريس الـ12، ففي أدريس الـ3 أربعة مربعات، وفي أدريس الـ6 خمسة مربعات، وفي أدريس الـ9 تسعة مربعات، وفي أدريس الـ12 هناك ثلاثة عشر مربعاً وهكذا، وثانيها عدد من الحب أو الحصى يختلف عدده من أدريس لآخر، وهذا الحب يكون من التمر حيناً أو الزيتون حيناً آخر، أو من الحصى في أحيان أخرى، وتكون ألوان حب أو حصى كل لاعب مختلفة عن ألوان اللاعب الآخر للتمييز بينهما، وتلون بألوان شتى».

الباحث محمد رمضان

ويضيف: «لعبة الأدريس أو "الدريس" بلهجتنا العامية يمارسها لاعبان فقط، ومن مشاهدتنا وملاحظتنا لهذه اللعبة وجدنا أنها لا تمارس إلا في النهار، ومن النادر والشاذ أن تلعب في الليل، وهي تمارس من قبل اثنين عملهما قليل في النهار، أو من قِبل بقّال وصديق له، وتمارس أيضاً في النزهات ويمكن أن تمارس في النهار أثناء زيارة صديق لصديقه في بيته، ويمكن أن تلعب على المصاطب أمام البيوت بعيد العصر صيفاً خاصة تحت شجرة معمرة أمام سبيل ماء، إلى آخر ما هنالك من أزمنة وأمكنة».

ويتحدث "رمضان" عن أدوات اللعبة بالقول: «يؤتى بالكرتون أو الخشب أو القماش أو الورق، أو أي نوع يصنع منه "الأدريس"، وتقص الرقعة حسب المواصفات المطلوبة لصناعة أدريس الـ3 أو الـ6 أو الـ9 أو الـ12، وتكون الرقعة مربعة، وقد تزركش حواشيها إذا كانت من الخشب أو القماش بزركشات مختلفة توشي حافاتها وتزينها تزيينات ملونة بأشكال هندسية عامة، وأكثر هذه الأشكال حضوراً الخطوط المتعامدة أو المتوازية، أما أحجار الأدريس فهي من الحب والحصى فتكون متواجدة ومخبأة لحين الطلب».

ويتابع بالقول: «هذه الصناعة تكون بيتية في العادة فلا يوجد حرفي لهذه الصناعة، إنما يوصى على رقعة الأدريس المعينة من عند النجار أو بائع الكرتون أو الورق، أما النوع الثاني لها الذي يدعى "أدريس القماش" فيرسمه اللاعب على قماش متين وتقصه له زوجته وتخيط زواياه، وهذه اللعبة قديمة، وهي لعبة اجتماعية حيث يتجمع حول اللاعبين مجموعة من الرجال، وهم ينظرون للأدريس، ويتابعون اللاعبين ونقلاتهم بانتباه».

وعن طريقة اللعب يضيف "رمضان" قائلاً: «تلعب من قبل الرجال فقط، إلا أن هناك بعض الاستثناءات، وفي "دمشق" كانت تنتشر هذه اللعبة انتشاراً بيناً، خاصة في "دمشق" القديمة تنتشر في الأسواق والبيوت وفي الساحات العامة، وأمام المصاطب، وتنتشر أيضاً في الريف الشامي كله، خاصة الريف الغربي، في "قطنا"، و"الزبداني"، وفي "التل"، إذ يمضي الناس أوقات فراغهم باللعب في هذه اللعبة، وأثناء اللعب ينقسم الناس إلى فريقين، كل فريق يؤيد أحد اللاعبين ويتمنى له الفوز، ومن هذه الناحية تأتي احتفالية هذه اللعبة إذ إن المتفرجين يحملون الفائز، ويسيرون به كعراضة، ويحيونه، ويتمنون له أشياء كثيرة، كذلك يفرض على الخاسر القيام ببعض ما يطلبه منه الفائز كأن يغني أو يرقص، وقد يسيرون بالفائز مسافة طويلة كاحتفال به، وأصواتهم مرفوعة بالغناء والهرج، وهناك بعض لعبات الأدريس يشترط عليها قبل بدء اللعب، أي يُشترط على الخاسر حفلة إفطار، أو حفلة غداء لكافة الحضور، ويحدد عدد "الدقوق" بأربعة أو خمسة، وقد يزيد أحياناً على ذلك، واحتفالية هذه اللعبة تتجلى بجماعيتها وانتشارها».