الأول على مائدة الإفطار السورية، ولا يزال يحافظ على الترتيب الأول في التوفير، لذيذ وحده وأطيب مع الزعتر، ولا يمكن مقاومته مع الشاي الساخن، تتفاخر السيدات بجودة تحضيره، حاولت المعامل تقليده، ولكن "البيتوتي" ماركة مسجلة باسم كل سيدة سورية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 29 أيلول 2014، السيدة "انتصار الجاسم" إحدى ربات البيوت، التي تحدثت لنا عن طريقة تحضير "المكدوس" بالقول: «نشعر أنا، وبناتي، و"كناتي" بالاستمتاع في هذه الاحتفالية السنوية الخاصة التي نقيمها ونحن نحضر "المكدوس"، فبعد أن نقوم بشراء الباذنجان الذي يجب أن يكون متوسط الحجم، تتم إزالة قمعه العلوي مع حراشيفه الخشنة التي تغطي قمة الباذنجانة، ومن ثم توضع الكمية في وعاء كبير، ويضاف إليها الماء بكميات تعلو مستوى الباذنجان في الوعاء، وبعد ذلك يتم سلقها على نار قوية حتى تنضج تماماً ويتقلص حجم الباذنجان نتيجة السلق، وهذه العملية تستمر نحو 3 ساعات، بعد ذلك يزال الماء المغلي من الوعاء، ومن ثم نقوم برش ماء بارد على الباذنجان المسلوق حتى لا يغمق لونه ويصبح منظره غير محبب».

نعتمد على "المكدوس" كثيراً في حياتنا اليومية؛ فهو وجبة رئيسية في الإفطار والعشاء، وهو يغذي الجسم لساعات طويلة؛ فمن يتناول قطعتين لا يجوع لفترة طويلة، ففيه من الفوائد الكثير؛ فمعروف مدى أهمية زيت الزيتون، وقد تعودناه منذ صغرنا

وتضيف: «بعد ذلك نضعه في مصاف خاصة لمدة ساعتين كي نتأكد من إزالة الماء منه، وتأتي المرحلة التالية وهي تحضير الملح الصخري الخالي من اليود ونقوم بفتح كل باذنجانة مسلوقة من خاصرتها بواسطة سكين وتعبأ بقليل من الملح، بعد ذلك نضع قطعة قماشية كبيرة في مصفاة ويرتب الباذنجان بشكل هندسي في قطعة القماش، بعدها يتم إحكام الإغلاق على الباذنجان بالقماش الذي يوضع عليه وزن ثقيل مثل حجر كبير أو قطعة فخار قاسية، ويترك على هذا الحال لمدة يوم كامل حتى يجف تماماً؛ لنقوم بعد ذلك بفرده على صوانٍ واسعة، وفي هذه الأثناء نكون قد حضرنا حشوة "المكدوس"، وهي عادة من الفليفلة الحمراء المجففة والمطحونة بشكل متوسط، ومن الجوز البلدي المفروم، وقليل من الثوم حسب رغبة المتذوق، ونقوم بوضع هذه الحشوة في شق الباذنجانة، ولنصل إلى المرحلة النهائية في تحضير "المكدوس" نقوم بوضع الباذنجان في "قطرميز" (وعاء) زجاجي بشكل أنيق، مع إضافة زيت الزيتون وتغلق بشكل جيد».

الحشوة بجانب الباذنجان المسلوق

وعن عدم شرائها لـ"المكدوس" الجاهز الذي يباع في الأسواق، أضافت: «على الرغم من قيام أصحاب المصانع الغذائية في سوق "التنابل" بمنطقة "الشعلان" بتحضير وبيع "المكدوس"، إلا أنني أفضل عدم شرائه جاهزاً، وهناك أسباب لحرصي على تجهيز "المكدوس" في البيت لأنني لا أثق كثيراً بنظافة الورشات الغذائية، حيث إنها لا تحضر "المكدوس" حسب الأصول والمعايير المطلوبة لإعطاء المذاق اللذيذ والمعروف "للمكدوس"، كما أنني أخاف لأنهم قد لا يستخدمون نوعيات جيدة من مكونات "المكدوس"، خاصة الباذنجان والجوز، بسبب وجود أنواع عديدة من الجوز المستورد؛ فمنه الأوكراني والروماني، وهما بالتأكيد أرخص وأقل جودة من الجوز البلدي الذي يورد إلى السوق من غوطة "دمشق"».

"هاني جبّان" أحد أبناء "دمشق" يقول: «نعتمد على "المكدوس" كثيراً في حياتنا اليومية؛ فهو وجبة رئيسية في الإفطار والعشاء، وهو يغذي الجسم لساعات طويلة؛ فمن يتناول قطعتين لا يجوع لفترة طويلة، ففيه من الفوائد الكثير؛ فمعروف مدى أهمية زيت الزيتون، وقد تعودناه منذ صغرنا».

المكدوس

ويقول "نائل جيرودي" أحد الباعة في سوق "الشعلان": «الوقت المناسب والمتوافر لبيع هذه المادة في شهر أيلول بالتحديد، وتختلف أنواع الباذنجان وأحجامه، وهناك من يفضل حجماً على حساب آخر، أما الأغلبية فيطلبون "الباذنجان الأسود" الذي يأتي من مدينتي "حلب"، و"طرطوس"؛ وذلك بسبب الجودة العالية له وخاصة من حيث مرونته، ولا يحتوي على مرارة كثيرة، وارتفع سعره عن السنوات الماضية، ولكن الطلب في كل عام يزداد عليه بكثافة».

تمليح المكدوس