كل المواد التي تصنع منها لذيذة، السميد والقشطة والحليب والجبن والفستق الحلبي، هي خلطة شهية من كل ذلك، وهي سورية الأب والجد، دارت دول العالم ولكن بقيت أسرارها هنا، الصيت لـ"حمص"، والفعل لـ"حماة"، و"الأكيلة" دمشقيون بنسبة 80 بالمئة.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 أيلول 2014، "طلال النجار" صاحب محل "ملك حلاوة الجبن.. النجار" في "المزة" - "الشيخ سعد"، وأحد من ارتبط اسمه بحلاوة الجبن في "دمشق"، قال: «امتهنت عمل الحلويات منذ 16 عاماً، وهي مهنة توارثتها عن أجدادي، وتخصصنا أولاً بصناعة حلاوة الجبن قبل أن أتقن صنع جميع الحلويات، وهذه المهنة تعلمتها من والدي الذي كان من أوائل من نقلوها إلى "دمشق"، ويعد محلنا في "باب سريجة" من أوائل المحال التي قدمت الحلاوة بالجبن، وكان يقصده الدمشقيون لشرائها فقد كانوا يجلبونها سابقاً من محافظة "حماة" بعد أن اشتهر الحمويون بصناعتها، ثم انتقلت إلى "حمص"، وبعدها إلى "دمشق"».

حلاوة الجبن التي تسمى خارج "سورية" الحلاوة الشامية، أصبح لها عشاقها ومتذوقوها، لكن اليد العاملة بها لا تزال سورية، وهذا سر الصنعة، ولم يتفوق عليهم في تحضيرها أحد لأن بصمة الحلواني السوري متميزة دائماً

وعن أنواعها يقول: «هناك خمسة أنواع لـ"حلاوة الجبن" وهي: الحلاوة السادة وهي خالية من أية حشوة، والثانية المحشوة بالقشطة العربية وتقطع حسب الرغبة، والثالثة المحشوة بالحليب، وهناك الحلاوة التي تمد في الصواني، أما الصنف الرابع فهو عبارة عن "أصابع محشوة بالحليب المطبوخ" مع السميد والزبدة، وتدرج بجوز الهند، أما الخامسة فهي "المعجوقة"، وهي الحلاوة التي تمد في الصواني، وتفرش عليها القشطة العربية، وترش بالفستق الحلبي».

جميع أشكال وأنواع حلاوة الجبن تجتمع في صحن

ويضيف: «وتعد هذه الحلوى شتوية لأنها تعطي حريرات للجسم، حيث تحضر وتحفظ في الثلاجة حتى لا تفسد القشطة التي بداخلها فيكثر طلبها في الشتاء، وقد سميت حلاوة الجبن لأن الجبن عنصر أساسي في مكوناتها، حيث يضاف إليها أيضاً السكر والسميد، وكل هذه المكونات تطبخ على نار هادئة في قدر كبير ليمتزج الجبن مع السكر والسميد ويتماسك، ثم يصب ساخناً في صوان وبعدها تصبح شرائح الحلاوة جاهزة للحشو واللف، وأخيراً تقطع وتزين بالفستق الحلبي الذي يرش عليها، إضافة إلى القطر الذي يمنحها مزيداً من حلاوة الطعم».

ويختم بالقول: «حلاوة الجبن التي تسمى خارج "سورية" الحلاوة الشامية، أصبح لها عشاقها ومتذوقوها، لكن اليد العاملة بها لا تزال سورية، وهذا سر الصنعة، ولم يتفوق عليهم في تحضيرها أحد لأن بصمة الحلواني السوري متميزة دائماً».

وأشار المهندس "محمد خضر" بالقول: «أثناء السفر من وإلى العاصمة "دمشق" باتجاه مدن "حلب" والساحل السوري و"حمص"؛ لا بد أن تجذب أنظارك سواء في شوارع "حمص" أو في مطاعم الحلويات واستراحاتها القريبة منها، ما يجعلك تتوقف لشرائها، وتعد من ألذ المأكولات الشعبية ذات المذاق الحلو، وما جعل "حمص" تشتهر بها أكثر أنها من أكثر الأصناف التي تهدى أثناء السفر أو العودة منه».

وعن طريقة تحضيرها تحدث الحرفي "فادي الحصري" بالقول: «حلاوة الجبن هي حلوى سورية تقليدية تراثية قديمة المنشأ تشتهر في "سورية"، المواد الأساسية لصناعة حلاوة الجبن هي: الماء، والسكر، والسميد، ويصار إلى خلطها وتسخينها على النار، ويضاف إليها فيما بعد الجبنة العكاوية خالية الدسم، وتترك مع السميد مع التحريك الدائم لها حتى تذوب الجبنة تماماً مع الخليط والسميد، وبعد ذلك تفرد في صوانٍ واسعة محدبة بشكل متدلٍّ تكون مدهونة بالسمن العربي، وتوضع على طاولات داخل الورشة، وبعدها يتم تقطيع الخليط بعد أن يصبح على شكل رقائق سميكة، ويوضع في علب مجهزة بشكل فني وصحي، ويسمى الناتج في هذه الحالة "حلاوة جبن سادة"».

السيد طلال النجار صاحب ملك حلاوة الجبن