يسميها البعض الآن "مارشميللو"، لكن أشكالها الجميلة وألوانها الزاهية تظل مرتبطة دائماً في أذهاننا باسم يعود بنا إلى الطفولة "شطي مطي"، اسم مأخوذ من طبيعة أشهر حلويات الأطفال الدمشقية ، "قبقاب غوار" أيضاً حلوى يعشقها الصغار، ويتحجج الكبار بشرائها لأطفالهم كي يستعيدوا معها ربما أروع فترة في حياتهم.. طفولتهم.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 أيلول 2014، "أحمد مداح" بائع "شطي مطي" في شارع "الحمرا"، الذي قال: «هنالك عوائل دمشقية معروفة يعود لها الفضل في صناعة وترويج هذه الحلوى، ومنها "بوارشي"، و"قباني"، وورثت هذه المهنة عن أبي منذ 26 سنة، وهي عبارة عن نوع من الراحة تحضر من الماء المغلي والسكر والقطر (السكر المغلي) يتم خلطها مع بعضها بعضاً، ويحرك الخليط لمدة ساعة تقريباً، ثم يتم إعداد مادة "الجيلاتين" الطبيعية المستخرجة من عظام الأبقار، حيث تنقع بالماء ثم تضاف إلى الخليط الأول، وبعد أن تجمد بسبب "الجيلاتين" المكثف، وبعد أن يجف يتم سحب الألوان وتترك يوماً كاملاً، وبعد ذلك تقسم إلى قطع صغيرة».

سبب تسمية "شطي مطي" جاء من كونها تتمدد وتستطيل عند تناولها، بينما تسميتها الأساسية هي "غوم"؛ وهو نوع من أنواع الراحة المعروفة، وهي حرفة وليست صناعة درجت على شكل "القبقاب"، ثم بدأت تتطور وأخذت أشكالاً مختلفة بعد ذلك، وانقرض بعضها مثل "الملوى" التي كانت منتشرة كثيراً في "دمشق"، و"حلب" في أواخر السبعينيات، حيث كان البائع يضع القدر الكبير الذي يوجد فيه هذه الحلوى، ويأتي الكبار والصغار لشرائها

ويضيف: «نقسمها بشكل يدوي وبأشكال بسيطة تجذب الأطفال إليها، ومنها النجمة، والمربع، والهلال، والمستطيل، وتضاف إليها نكهات متنوعة مثل: "الكرز"، و"الفريز"، و"الدراق"، و"الموز"، و"التفاح"، و"الكولا"، وتأخذ ألوان هذه الأطعمة من أحمر وأصفر وبرتقالي، وهناك نوع آخر من "الشطي مطي" يدعى "الآكار" ويختلف عن النوع الأول في أن المادة الأساسية فيه نباتية وليست جيلاتين حيوانية، ويتمتع بمذاقه اللذيذ ولكن إنتاجه قليل وبالتوصية فقط، لكونه مرتفع الثمن».

أنواع "المارشملو"

ويتابع حديثه بالقول: «أما "قبقاب غوار" الحلوى المعروفة جداً فتحضر بأشكال عديدة، مثل: "الموزات"، و"الساعات"، و"القباقيب"، وتحضر من سكر، وقطر، ومادة الجيلاتين حيث تطبخ على النار وتخفق جيداً حتى تجمد قليلاً وتأخذ قواماً خاصاً وتوضع في قوالب خشبية تتضمن مادة النشاء؛ حيث يتم ضغطها في القالب المقسم إلى أجزاء متعددة في مكان وجود النشاء، وتقام بعد ذلك، وتغربل، وتضاف إليها الصبغات الصحية الملونة لتصبح جاهزة للتعبئة والتسويق، ويشترط في مكان تحضير هذا النوع من الحلوى أن يكون شديد الدفء والحرارة حتى لا يجمد الخليط بسرعة بسبب البرد ويباع الكيلو غرام الواحد منها بـ300 ليرة سورية».

ويضيف: «تتنوع حلوى الأطفال في "دمشق"؛ فهناك أنواع شارفت على الانقراض مثل "ليل طلة" وهي عبارة عن سكاكر ملونة على شكل حلقات وأساور بألوان زاهية، و"الملوى" وهي عبارة عن طاسات تحتوي على مادة القطر ويوجد في وسطها الجوز واللوز والبندق والفستق، وأيضاً "كعب الغزال"، وهذه الحلوى معروفة جداً في "دمشق" وباقي المحافظات السورية لدى كبار السن، وتحضيرها يتم عن طريق عمل حشوة خاصة من قطر وسكر ولوز مفروم ناعم، ويتم "دعبلتها" لتصبح كروية الشكل وتطبخ بعد ذلك على النار، ويتم تركها فيما بعد لمدة يوم، وبعد ذلك تخفق بشكل جيد لتتحول إلى قوام خاص لتعبأ فيما بعد في تنكات، وتوضع في قدر كبيرة تحتها ماء وبخار حيث يتم تغطيسها بواسطة شوكة، بعد ذلك تزين كل كرة منها بحبة فستق حلبي وتصبح جاهزة للتناول».

القباقيب

الباحث "محمد رمضان" يقول: «سبب تسمية "شطي مطي" جاء من كونها تتمدد وتستطيل عند تناولها، بينما تسميتها الأساسية هي "غوم"؛ وهو نوع من أنواع الراحة المعروفة، وهي حرفة وليست صناعة درجت على شكل "القبقاب"، ثم بدأت تتطور وأخذت أشكالاً مختلفة بعد ذلك، وانقرض بعضها مثل "الملوى" التي كانت منتشرة كثيراً في "دمشق"، و"حلب" في أواخر السبعينيات، حيث كان البائع يضع القدر الكبير الذي يوجد فيه هذه الحلوى، ويأتي الكبار والصغار لشرائها».