لا يمكن أن تتجاوز إقامتك في "دمشق" ثلاثة أيام دون أن تأكل "الفتة"، هذه الأكلة هي سيدة الصباح الدمشقي، تصنع من مكونات ذات قيمة غذائية عالية وتكلفة محدودة، ما يجعلها أكلة الفقراء والأغنياء على السواء، وتشتهر مدينة "دمشق" بأنواع متعددة منها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 23 آب 2014، "أحمد توفيق" صاحب مطعم "الهندي" للمأكولات الشعبية في "ساروجة"، الذي تحدث عن طريقة تحضيرها بالقول: «أقوم بتحضير "الفتة" منذ أكثر من 30 سنة، ويمكن أن تكون بالسمنة أو الزيت، وبعد نقع الحمص ليلة كاملة يغسل عدة مرات، ثم يتم غليه على النار، ثم يقطع الخبز قطعاً صغيرة، ويقلى بالزيت، أو يحمّص بالفرن، ويوضع في الوعاء الذي تقدم "التسقية" فيه، ثم يفرش وجه الخبز بالحمّص المسلوق حتى يغطى تماماً، وبعدها يسقى الخبز بماء الحمص، ويوضع على وجهه "البدوة" المكونة من اللبن، والطحينة الممزوجة بكمية من الثوم المدقوق، والملح، وعصير الليمون، ويصب على وجهه السمنة، أو زيت الزيتون، وأخيراً تزين بالمكسرات، والكمون حسب الرغبة، وتؤكل "الفتة" أو "التسقية" بالملعقة ويقدم إلى جانبها النعنع، والبصل، والفليفلة، والمخلل، والفجل، والجرجير، واللفت المخلل حسب الأذواق».

سر نجاح هذه الأكلة واستمرارها هو قيمتها الغذائية، وتكلفتها القليلة، وإمكانية صنعها في البيت، إضافة إلى جودة المواد التي تصنع منها، والتتبيلة الخاصة التي تميز كل محل، وبالتالي تجعل له زبائن محددين يأتون من مناطق بعيدة للحصول على "الفتة" التي يحبونها

ويضيف: «سر نجاح هذه الأكلة واستمرارها هو قيمتها الغذائية، وتكلفتها القليلة، وإمكانية صنعها في البيت، إضافة إلى جودة المواد التي تصنع منها، والتتبيلة الخاصة التي تميز كل محل، وبالتالي تجعل له زبائن محددين يأتون من مناطق بعيدة للحصول على "الفتة" التي يحبونها».

الفتة بالزيت

الباحث في التقاليد الشعبية "محمد خير رمضان" يقول: «الفتة أكلة شامية بامتياز، وعمرها مئات السنين، وتتميز بانتشار واسع بين مختلف الفئات العمرية، والاجتماعية، ولا يقتصر زبائنها على أهل الشام، وإنما هناك زبائن من مختلف المحافظات، والمطبخ السوري يمتلك مخزوناً كبيراً أثّر وتأثّر بالمطابخ العالمية، ويعتمد على المواد المحلية الطبيعية، والطازجة في تحضير مائدة ناجحة بوقت قصير، وجهد قليل، ولا تدخل المشروبات الروحية، والمنكهات الصناعية في المأكولات السورية حفاظاً على صحة المستهلك، وكانت "الفتة" إلى فترة قريبة في "دمشق" أداة مهمة للتعبير عن العلاقات والروابط الوطيدة بين الجيران، حيث يدعو أحدهم جاره أو جيرانه على وجبة الإفطار من "الفتة" الشامية، وهي من أكثر الهدايا تداولاً بين بيوت الحارة الواحدة في رمضان».

"عمر الرجب" يقول: «تحضير طبق الفتة بسيط، وسهل، وتكلفته مقبولة، ولا يحتاج وقتاً كبيراً، وهو من الأكلات الدمشقية العريقة التي ورثناها عن أهالينا، حيث لا تكاد المائدة تخلو منها في كل أوقات السنة وخصوصاً في رمضان، وخلال الإفطار يوم الجمعة، كما تقدّم كمقبلات خلال الولائم في البيت».

الفتة بالسمنة