"الغريبة" حلوى دمشقية تصنع في الشام منذ عشرات السنين، وهي المفضلة لدى كبار السن لأنها "تذوب في الفم" كما يقولون، ولأنها "نظيفة خفيفة"، حيث تصنع من مواد بسيطة ويمكن شراؤها من قبل الجميع.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 19 تموز 2014، السيد "فياض العبود" من سكان "المزة"، الذي قال: «يعد شهر رمضان والعيد موسم حلوى "الغريبة"، فقد جرت العادة بين الدمشقيين أن يتهادوا علب حلوى "الغريبة" فيما بينهم تعبيراً عن فرحهم باستقبال شهر رمضان، وهي عادة دمشقية قديمة يتوارثها الأحفاد عن الأجداد».

بعد خروج أقراص الغريبة من الفرن يقوم العامل بوضع حبة فستق حلبي كاملة على كل قرص لتزيينه وزيادة مذاقه اللذيذ، وهناك بعض محضّري الغريبة يقومون بتغطيسها بالشوكولا، وهناك الغريبة بالقشدة

وأضاف: «تعدّ "الغريبة" بمذاقها اللذيذ من أفضل الحلويات التي يفضلها كبار السن، وهناك مثل شعبي يقول: "طرية مثل الغريبة"، ولكن الغريبة المميزة بأفضل طعم تباع في "دمشق" لأن الدمشقيين هم الأوائل في صنعها، ومازالوا يورثون سر صنعتهم لأبنائهم وأحفادهم الذين حافظوا على صناعة الحلويات الشرقية بشكل عام».

الغريبة بعد خروجها من الفرن

"رشاد مهنا" أحد أشهر مالكي محلات صناعة الحلويات الدمشقية، أضاف: «شراء "الغريبة" عادة قديمة عريقة توارثها الناس عن أجدادهم، ويعود تاريخ "الغريبة" إلى زمن الاحتلال العثماني، وكان يطلق عليها اسم "كعك غريبة"، حيث كان قرص الغريبة كبيراً جداً ويشبه الكعكة المدورة، وتغيرت في العصر الحالي لتصبح أقراصاً صغيرة تؤكل بلقمة واحدة».

وعن طريقة تحضيرها يتابع: «المواد الأولية عبارة عن طحين وسكر وسمنة حيوانية أو نباتية، ويتم عجنها مع بعضها بعضاً ليوضع العجين في البراد لكي يجمد قليلاً، ومن ثم تقطع بشكل دائري ويدوي من قبل العامل، وتوضع في الفرن لتخبز وتخرج على شكل أقراص دائرية، حيث يقوم العامل بتدوير قطع العجين بفتلها بطريقة حِرفيّة متميزة على بعضها لتعطي الشكل الدائري والفتحة المميزة لها، فخصوصية مذاق الغريبة تكمن في أنها تذوب في الفم بسبب طراوتها وهشاشتها، وليس في تكسر القرص لقطع صغيرة قاسية نوعاً ما».

وحول ما يمكن إضافته إلى قرص "الغريبة" من مواد غير أولية، يوضح: «بعد خروج أقراص الغريبة من الفرن يقوم العامل بوضع حبة فستق حلبي كاملة على كل قرص لتزيينه وزيادة مذاقه اللذيذ، وهناك بعض محضّري الغريبة يقومون بتغطيسها بالشوكولا، وهناك الغريبة بالقشدة».

"أيمن بيرقدار" أحد المحترفين في صناعة الحلويات قال: «تتميز الحلويات الدمشقية بطيب مذاقها وعراقة صناعها وصناعتها، والغريبة حلوى دمشقية رمضانية تصدرت أطباق هدايا الحلوى الرمضانية والأعياد والأصدقاء، ويعتبر الدمشقيون شهر رمضان موسماً سنوياً متميزاً بالنسبة لبيع الحلويات لأن صائمي هذا الشهر يقبلون على شرائها بكثرة، والغريبة بالقشدة أهم أطباق الحلوى الرمضانية».

وأضاف: «"الغريبة" من أوائل أصناف الحلويات التي صنعها الدمشقيون وتميزوا بها، ويعود تاريخها إلى نحو مئة عام، وقد وجدت وقتها إضافة لبعض الأنواع القليلة مثل "الكنافة والقطايف والبرازق"، إلا أنها مفضلة لدى السوريين أكثر من بقية الأصناف وخاصة بالنسبة لأطباق هدايا الحلوى الرمضانية».

وختم بالقول: «تصدرت الغريبة ميزان المبيعات لأن السوريين يفضلونها عن غيرها من الحلويات الرمضانية، ولا يدخل "القطر" في مكوناتها؛ فهي بذلك تقدم لكل أفراد العائلة حتى الصغار، لأنها كما يقال نظيفة خفيفة».