بموهبته الفطرية، وحرصه على تقديم موضوعات متنوعة، استطاع الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي" عبر مسيرته الطويلة أن يؤلّف مئات الأغاني، لتكون له بصمته الخاصة في تأليف الأغاني الوطنية والدينية، وشارات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 9 تشرين الأول 2018، وعن موهبته يقول: «على الرغم من ابتعادي عن الدراسة لبضع سنوات، أردت لاحقاً أن أعوض ما فاتني، وتتلمذت على يد أساتذة عدة في مقدمتهم الشاعر الكبير "كمال فوزي الشرابي"، والمربي "تيسير السروجي"، لم أدرس الموسيقا، لكن حبي لها منذ كنت في الخامسة عشرة، دفعني إلى كتابة الشعر الغنائي، كنت أستمع إلى الأغنية، وألبسها قداً شعرياً على وزنها من دون أن أدري إن كانت موزونة أم لا، وبعد أن تقدمت في دراسة الشعر، وجدت أن ما كتبته في السابق كان موزوناً، وساعدني في ذلك ما تعلمته من النغمات الأساسية، وبعض المقامات الفرعية، فموهبة الكتابة لن تنضج إذا لم تصقل بالثقافة الموسيقية، وعلى الشاعر أن يتعلم الإيقاع وعلم النغمة، كي تكون جملته الشعرية صالحة للغناء، وليس للقراءة فقط، فهو أول من يعلم بجرس القصيدة والموسيقا المناسبة لها، وعندما أنظم القصيدة أتصور اللحن المناسب لها، فألحّنها في مخيلتي، وهذا اجتهاد شخصي، إضافةً إلى كتاباتي الشعرية التي أقدمها كأغانٍ في "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، وأغني ما يروقني لإيصال فكرتي ملحنة، مع أنني لا أمتهن الغناء، ومن الأغاني التي قدمتها شارة برنامج "أهلية بمحلية" الذي كان يقدم يومياً على "إذاعة دمشق"، التي نظمتها ولحنتها، ويؤديها "محي الدين قرنفلة"، وأقول فيها: "بسورية ربينا يا خال.. ما منعرف الإيل والآل.. أهلية بمحلية.. عشنا مرتاحين البال"».

تميّز الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي"، وتألق في كتابة الأغنية، وتنوعت كتاباته بين القصيدة الفصيحة واللهجة المحكية، عرفته منذ سنوات طويلة، وهذه المعرفة نجمت عن أغانٍ عديدة، منها الدينية والوطنية، وآخرها أغنية من كلماته وهي وطنية بعنوان: "شآم أرضنا"، وهي من ألحان "ماجد زين العابدين"، وعلاقتي الطويلة معه ليست فقط كمؤلف، إذ بيننا صداقة، وهو شاعر مبدع في كتاباته، وفنه الغزير، وقدم القصائد المغناة لكبار المطربين والملحنين، وله الكثير من الأغنيات المتنوعة في مكتبة "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، كما أنه إنسان خلوق، أصيل محب وصاحب ودّ مع كل من يتعامل معه، فهو متعاون إلى أبعد الحدود، ومتابع دؤوب، وأتمنى له كل التوفيق

وعن أعماله يتابع حديثه قائلاً: «نظمت مئات الأغاني عبر مسيرة تتجاوز الخمسة والعشرين عاماً، ولا أستطيع أن أحصيها سواء تلك المقدمة في "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، أو من إنتاج شركات خاصة، وأخرى لعدد من المطربين والمنشدين، قدمت قوالب وموضوعات عدة في كتابة الأغنية، منها الموشحات الأندلسية، وهي من أصعب القوالب الغنائية نظماً ولحناً، والأناشيد الوطنية والدينية الهادفة، والقدود، وأناشيد الأطفال، وشارات المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، والمونولوجات الشعبية، إضافةً إلى القصائد العمودية التي تتناول موضوعات عدة، مثل: المدح، والرثاء، والوصف، وغيرها، ومن الأعمال التي أفخر بها أغنية "الوطن السوري"، غناء فنان الشعب "رفيق سبيعي"، وأغنية "أجرني" للمطرب "شادي جميل"، و"شآم أرضنا" للفنان "سمير سمرة"، وغيرها الكثير، كما اعتمدت شاعراً غنائياً في قناة "نور الشام" الفضائية، ونفذت عشرات الأغاني الدينية التي تتناول موضوعات إنسانية واجتماعية، منها: أغنية "وحدة الأديان" للمطربين "خلدون حناوي، وجان خليل"، و"لماذا التفرق" غناء "يونس محمد"».

مع المطرب "صباح فخري"

وفيما يتعلق بأغاني الشارة للمسلسلات التلفزيونية والصعوبات التي يواجهها، يقول: «الفرق شاسع بين الأغنية العادية وشارة المسلسل، فالعادية تعتمد الكلمة التي يتغنى بها الشاعر حسب رؤيته، ثقافته، وبيئته. أما شارة المسلسل، فهي تعتمد ما يفرضه العمل؛ فبعد أن يقرأ المسلسل، ويطلع على حيثياته، فيختزله الشاعر بأبيات يسرد من خلالها الحكاية بأقل مدة زمنية، فهي لا تتحمل الإطالة. الصعوبات التي أواجهها كشاعر غنائي كثيرة، منها: عدم حصولي إلا على القليل من التقديرين المادي والمعنوي لعملي، فالشاعر الغنائي هو من يضع اللبنة الأولى للأغنية، ثم يأتي بعده الملحن، والموزع، فنرى نصه الشعري يتبعثر بأيدي لجنة النصوص هنا وهناك حتى يتم قبوله أو رفضه، في حين يجب أن تبقى قصيدته بعيدة عن الأنظار حرصاً على الفكرة، وأتمنى أن تكون هناك لجنة استماع تستمع إلى اللحن قبل تنفيذه، كما توجد لجنة قراءة، لأننا نسمع اليوم ألحاناً مبتذلة لا تمت إلى الأغنية السورية بصلة؛ ليكون هناك إنصاف أكثر».

من جهته الفنان المطرب "سمير سمرة" يقول: «تميّز الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي"، وتألق في كتابة الأغنية، وتنوعت كتاباته بين القصيدة الفصيحة واللهجة المحكية، عرفته منذ سنوات طويلة، وهذه المعرفة نجمت عن أغانٍ عديدة، منها الدينية والوطنية، وآخرها أغنية من كلماته وهي وطنية بعنوان: "شآم أرضنا"، وهي من ألحان "ماجد زين العابدين"، وعلاقتي الطويلة معه ليست فقط كمؤلف، إذ بيننا صداقة، وهو شاعر مبدع في كتاباته، وفنه الغزير، وقدم القصائد المغناة لكبار المطربين والملحنين، وله الكثير من الأغنيات المتنوعة في مكتبة "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، كما أنه إنسان خلوق، أصيل محب وصاحب ودّ مع كل من يتعامل معه، فهو متعاون إلى أبعد الحدود، ومتابع دؤوب، وأتمنى له كل التوفيق».

مع الموسيقار "سهيل عرفة" في الاستديو

يذكر أن الشاعر الغنائي "عبد الرحمن الحلبي" من مواليد "دمشق، القنوات" 1971، عمل مدرّساً في مدرسة "الإسعاف الخيري" بـ"دمشق" لمدة عشر سنوات، وهو شاعر غنائي معتمد لدى "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون". حاز درجة ممتاز عن موشح نظمه في مسابقة "توفيق باشا" للموشحات الأندلسية في "بيروت" عام 2006، وجائزة أفضل شارة مسلسلات تلفزيونية لعام 2016ـ 2017 عن مسلسل "عطر الشام"، وتمّ تكريمه من قبل "وزير الإعلام"، إضافةً إلى منحه كتاب شكر وتقدير من جمعية "إحياء وحماية وتوثيق التراث الشعبي" من حزب "الاتحاد الديمقراطي السوري".

المطرب "سمير سمرة"