بموهبة شعرية تتميز بالبساطة والرقيّ، ورغبة حقيقية في المساهمة بالنهوض بالحركة الثقافية السورية، استطاع الشاعر الدكتور "علي السمان" تأسيس مجموعة "كلمات" الثقافية، التي جمعت الشعراء والأدباء والمثقفين في مهرجانات ومسابقات أدبية.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت معه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي بتاريخ 8 أيار 2018، وعن دوافعه لكتابة الشعر يقول: «في الطفولة انتقلت مع أهلي للعيش في "نيجيريا"، ثم في "لبنان" لأدرس فيها المرحلة الابتدائية، وعدنا إلى "دمشق" وتابعت دراستي، ودخلت كلية الآداب، قسم الأدب الإنكليزي في جامعة "دمشق"، وتخرّجت عام 1999، ثم سافرت وحصلت على ماجستير في إدارة الأعمال عام 2006 من جامعة "ولنغونغ" الأسترالية في "دبي"، وفي عام 2009، حصلت على الدكتوراه المهنية في العلوم السياسية. في حقيقة الأمر، ما دفعني إلى كتابة الشعر هو عشق مرّ على نبضي عندما كنت في الثالثة والعشرين من العمر، وكانت أولى قصائدي بعنوان: "إمام الحب"، وأي قصيدة محترفة تستهويني، وأرفع القبعة للشاعر الكبير "نزار قباني"، الذي تأثرت به؛ فأغلب الموضوعات التي أهتم بطرحها في أشعاري ترتبط بالأنثى وعلاقتها مع الرجل بكل تفاصيلها، وهناك مواضيع أخرى تعنيني أحاول طرحها كرسائل قصائدية، أسلط الضوء من خلالها على الأخطاء التي نرتكبها كبشر، وكيفية معالجتها بصوفية حب الله، وكل ما يحيط بنا، إضافة إلى قصائد أحارب بها الجهل، والتخلف، وأوضح المفاهيم الدينية بطريقة ترتقي لحقيقة الأديان الفعلية، دونما تأثر بأي فتاوى مرتبطة بمصالح شخصية، وأخرى أكتبها عن الوطن الذي يربطني به حب الناس المكتوب في قلوبهم اسم "سورية"».

يميل شعره إلى قصيدة النثر، والتحلي بالصبغة الصوفية الجميلة التي تعكس محبته لله تعالى بأسلوب بسيط وعصري، يشعر القارىء بالمعاصرة مع الأمور الصوفية التي تخدم هذا الواقع، تعرّفت الدكتور "السمان" في المركز الثقافي العربي بـ"الميدان" عام 2014، وتشرفت بحضوره إحدى أمسياتي الشعرية، وبدأت حضور ملتقيات "كلمات" الأدبية أسبوعياً، ووقفت على منصتها أكثر من مرة، ولا أنسى المهرجان الثاني الذي له مكانة خاصة في قلبي، لأن المدرج كان ممتلئاً بحضور نخبوي من الأدباء والشعراء والمفكرين. ومازلت على تواصل معه، وأشارك مع المجموعة للنهوض بالحركة الثقافية في "سورية" والوطن العربي

وعن تأسيسه مجموعة "كلمات" الثقافية، يقول: «أسّست المجموعة عام 2012، وكان الهدف الأول منها إيجاد صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل كتابة الخواطر والأشعار، ومناقشة مواضيعها، وتحولت بعد ثلاثة أعوام إلى مدرسة تعنى بتحفيز أصحاب المواهب الأدبية والثقافية والفنية، وتتابع دعم المواهب الشابة للارتقاء بثقافة المجتمع الذي يتميز بالفكر المتقد، ورجاحة العقل. قامت المجموعة بإحياء أكثر من خمسين أمسية ثقافية وفنية، ومسابقتي "أمير الكلمات" على مستوى القطر، وثلاثة مهرجانات كان آخرها عام 2016 في "دار الأوبرا"، وكان عبارة عن خليط من الشعر والموسيقا والغناء والمسرح، ومن خلال المهرجان الثاني والثالث عرضنا أوبريت باسم "موطني"، وأخرى بعنوان: "الوطن الأكبر"، وصدر في هذه السنة الديوان الأول لمجموعة "كلمات". وعلى الصعيد الشخصي، لا يعنيني عدد الدواوين بقدر ما يعنيني الرضا الحقيقي عما ستحمله من أهداف حقيقية في إيصال الفكر الراقي إلى القارىء، وإلى الآن أرى أنني أميل إلى إصدار دواوين كتاب وشعراء من الدم الجديد عن طريق المجموعة، وهو أكثر فخراً لعملي كعاشق للغتنا العربية، التي أحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على وجودها، وأهميتها ضمن الدائرة التي أحاول بناء سور عالٍ حولها لتكون بأمان، وفريق العمل كبير، وأفخر بأنني واحد منهم».

على المسرح

وفيما يتعلق بأهمية الحراك الثقافي عند الأزمات، يقول: «الشعر هو صاحب المكانة الأعلى بين الآداب، وحتى في الغناء؛ فمن دون الكلمة الجميلة لن تكون هناك أغنية جميلة، والشعر لا مكان ولا زمان له، بل هو تلك الأحاسيس التي تحلّق عالياً لتعجن بالخيال والجمال، أغلب الأحيان يكون هناك اندفاع ملحوظ في حالات الحرب، والأزمة السورية خلقت مجالاً لا حدود له لتطور الحركة الثقافية، وأخص الشعر لأن جلّ نتاجه من خلال آلام وأوجاع الكتاب، والأزمات التي تخلفها الحروب تخلق عدداً أكبر من القراء، والحراك الثقافي هو أساس التطور في حالتي الحرب والسلم، وهو حجر الأساس لبناء مجتمع متطور بأفراده وأدواته، هناك صعوبات كثيرة تواجهنا، منها محاولة إفشال أي مشروع ناجح يقوم بالارتقاء بأي ثقافة، أو علم من قبل بعضهم، إضافةً إلى أن مهرجاننا الرابع لم يبصر النور لأسباب عدة، مع أن مهرجاناتنا السابقة أثبتت نجاحات كبيرة وجماهيرية واسعة، الشيء الذي خفف من عزيمتنا، لكن لن نستسلم؛ لأن من يسعى إلى هدف سامٍ لا يهاب الصعوبات».

الشاعر الدكتور "فادي طالب" يقول عنه: «الدكتور "علي السمان" إنسان بكل ما تحويه الكلمة من معنى، يتسم بالبساطة والرقي والمحبة والصدق، وهو بعيد عن التعقيد، محبب للآخرين، وصاحب مبدأ، وقلب طيب، ومن الناحية الأدبية يكتب قصيدة النثر، صادق بكلماته، يحب ما يكتب، ويؤمن به، قرأت له عدة قصائد نالت إعجابي لصدق العاطفة، والمواضيع المطروحة فيها، واستطاع تأسيس مجموعة ثقافية رائدة في الوسط الثقافي الحالي، تحولت من افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الانتشار على أرض الواقع في كافة المحافظات السورية وعلى المستوى العربي، وبدأ يلتقي الشعراء، ويتم تبادل الأفكار والثقافات، ثم قام بإطلاق أمسيات أدبية وشعرية عام 2014، وهي تكبر باستمرار على الرغم من ظروف الأزمة، واستطاعت أن ترفد الوسط الثقافي، وتحافظ عليه قدر الإمكان، وتجمع العقول الثقافية والإبداعات الراقية، ويصبح هناك تبادل ثقافي بين الشعراء والأدباء؛ وهو ما يدعم الحركة الثقافية السورية، وفي عام 2014 انتقلت جهودها إلى المسرح عبر إقامة المهرجانات».

أثناء إلقاء الشعر

وعن أسلوبه الشعري، يتابع "طالب" قائلاً: «يميل شعره إلى قصيدة النثر، والتحلي بالصبغة الصوفية الجميلة التي تعكس محبته لله تعالى بأسلوب بسيط وعصري، يشعر القارىء بالمعاصرة مع الأمور الصوفية التي تخدم هذا الواقع، تعرّفت الدكتور "السمان" في المركز الثقافي العربي بـ"الميدان" عام 2014، وتشرفت بحضوره إحدى أمسياتي الشعرية، وبدأت حضور ملتقيات "كلمات" الأدبية أسبوعياً، ووقفت على منصتها أكثر من مرة، ولا أنسى المهرجان الثاني الذي له مكانة خاصة في قلبي، لأن المدرج كان ممتلئاً بحضور نخبوي من الأدباء والشعراء والمفكرين. ومازلت على تواصل معه، وأشارك مع المجموعة للنهوض بالحركة الثقافية في "سورية" والوطن العربي».

الجدير بالذكر، أن الدكتور "علي السمان" من مواليد "دمشق" عام 1973، أسّس مجموعة "كلمات" الثقافية، التي أطلقت مهرجانها الأول في منطقة "الميدان" عام 2014، ومسابقة "أمير الكلمات" الأولى، وفازت بها الكاتبة الإعلامية "رنا العلي"، ومهرجان "كلمات" الثاني عام 2015، ثم مسابقة "أمير الكلمات" الثانية، التي فاز بها الشاعر "قصي البابا"، وفي عام 2016، أقامت مهرجانها الثالث في "دار الأوبرا".