بموهبة أدبية، وقدرة على سبر أغوار النفس البشرية، تمكّنت الشاعرة "أميرة الكردي" من إيجاد أسلوبها الشعري الخاص، لتعبر عن قضايا الإنسان بكلمات موزونة.

مدونة وطن "eSyria" تواصلت بتاريخ 30 تموز 2017، مع الشاعرة "الكردي" لتحدثنا عن موهبتها، فتقول: «اكتشفت ميولي الأدبية واهتمامي بالشعر في الثلاثين من عمري، حيث كانت الأجواء المحيطة بي، وأسرتي الصغيرة تحديداَ مفعمة بالحوارات الثقافية، ويعود الفضل إلى زوجي الذي ساعدني، وشجعني على الكتابة، وأعطاني فسحة من الحرية والوقت للتعبير عن نفسي، والخوض في عالم الكتابة، وطرح الموضوعات مهما كانت النتائج، ثم لاحقاً لقائي بعدد من الأدباء الذين تمعنوا في قراءة كتاباتي على مواقع التواصل الاجتماعي، التي أثارت إعجابهم، وكانت البداية مع أول إصدار لي عام 2016 وهو مجموعة شعرية بعنوان: "ملح السرة"، وفي عام 2017 نشرت مجموعة أخرى بعنوان: "قميص الغيم"، وأحضّر حالياً لمجموعة شعرية جديدة بعنوان: "شيء بقوة نقطة"».

كمدير تنفيذي، وواحدة من مجموعة عمل، نتابع المبدعين وأصحاب المواهب، ونمدّ لهم يد العون في خطواتهم الأولى، فلا نحمّلهم عبء الطباعة والتوزيع، وإلى ما هنالك، لنشجعهم على الكتابة. لدينا فريق بحثي واستشاري، ولجنة قراء لجميع الأجناس الأدبية تساعدنا في العمل

وعن الموضوعات التي تتناولها، أضافت: «في أشعاري تحضر الهموم والأحاسيس الأنثوية الوجدانية، والعلاقات العاطفية فيما أرى وأسمع ألتقط الصور، وأترجمها إلى حروف، وأتحدث عن اغتراب الإنسان وعجزه، والمرأة في إطار المجتمع المكبل عاطفياً، وما تعانيه في ظل الحرب من جهة، وتحكم بعض الذكور في حياتها من جهة أخرى، وأظن أن أمام المرأة العربية عموماً الكثير من التضحيات للحصول على المساواة مع الرجل، مع أنها قطعت شوطاً كبيراً في ذلك.

في مكتبها

وللوطن النصيب الأكبر، وأشير إليه بأسلوب ضمني أحياناً، فالياسمين وطن، والحب وطن، وتحدثت عن الحرب وتأثيراتها السلبية في المجتمع أيضاً، وأظن أن ديواني الأول قدم رؤية أنثوية خاصة، ولاقى رواجاً، وأنتج حالة تنافسية صحية، مفادها أن الكتابة ممكنة في ظل أي واقع، وأسميته "ملح السرة" دلالة على ارتباط مضمونه بعمق الإنسان، ونشوة الجنين الأبدي، و"قميص الغيم" كان إنتاجاً أفضل من الناحية الشعرية. ومن الصعوبات التي أواجهها أن بعض النقاد لا يؤمنون إلا بالشعر الموزون فقط، ويستهجنون الشعر الحر، ومع ذلك أحترم رأيهم على أن يكون ضمن حدود البناء لا الهدم، وأعمل حالياً على إنجاز عمل أدبي في مضمار الرواية، وأحاول أن يكون متفرداً من حيث الموضوع المتناول، معبراً عن توجهي في الحياة، وسبر أعماق النفوس».

وعن عملها في مؤسسة "سوريانا" للإعلام، تقول: «كمدير تنفيذي، وواحدة من مجموعة عمل، نتابع المبدعين وأصحاب المواهب، ونمدّ لهم يد العون في خطواتهم الأولى، فلا نحمّلهم عبء الطباعة والتوزيع، وإلى ما هنالك، لنشجعهم على الكتابة. لدينا فريق بحثي واستشاري، ولجنة قراء لجميع الأجناس الأدبية تساعدنا في العمل».

كتابها "ملح السرة"

الروائي والناقد الأدبي "محمد الحفري"، يقول عن أسلوبها: «نصوص الشاعرة متفردة وموجعة، فيها البساطة وعمق المعنى والفكرة، وفي "قميص الغيم" وجدت نفسي أمام نصوص مستفزة وجريئة، ومسبوكة إلى حد الدهشة؛ إذ تلخص في الإهداء محبة الشاعرة للحياة، وإقبالها عليها بشغف، مع اقترانها بجدلية الموت، حيث ابتسامة ذلك البائع كهدية، مصممة على أن تفني حياتها متمتعة بنغمة الهواء، وهذه النغمة وحدها قد نستنتج منها إيحاءات ودلالات كثيرة تنمّ عن ثقافة واسعة لديها، وتتميز الشاعرة في بدايات نصوصها وخواتيمها، وفي وجود الفكرة في كل نص، التي تبدو كقصة، أو مقطع من رواية، أو حكاية لها موسيقاها الخاصة التي تدخل الروح بانسيابية، سعت إليها الكاتبة بجدّ، واشتغالها هو الذي أوصل نصوصها إلى هذا الحسن والجمال، وفي بعض الأمثلة الأخرى من كتاباتها تبدو مشاكسة، ومتحدية، تحرق سفنها، وتمضي بجرأتها غير خائفة، ونحن أمام موهبة عذبة، وهي كاتبة عاشقة لفنها».

الجدير بالذكر، أن الشاعرة "أميرة الكردي" من مواليد "دمشق"، عام 1965.

ديوان "قميص الغيم"