دخلت عالم القراءة، فكان لها أسلوبها الخاص في الكتابة، الذي يحمل ما بين طياته مغزى فلسفياً يمزج بين الخيال والواقع؛ إنها الشاعرة الشابة "ديما قدح".

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 6 أيلول 2014، وتحدثت بالقول: «في الحقيقة لم تبدأ قصتي مع الكتابة كباقي هواياتي منذ الصغر، بل بدأت في الثامنة عشرة من عمري على شكل خواطر، وفي بادئ الأمر كنتُ أعبُر عن ذاتي بكلمات متراطمة، أي لم تكن جملي مترابطة، ولكن ما أقنعني بأسلوبي هو قراءتي لكل جملة على حدة، فوجدت ريشة أخرى وخيالاً آخر ينطق عبر قلمي، وهذا نموذج عن أول كتابة لي:

تحاول أن تجد لها مكاناً يتقاطع مع هاجسها العالي بالكتابة، في مرات كثيرة أتلمس فيها شفافية إنسانة تسعى إلى البياض، والوضوح، تمتلك طاقة كبيرة تجعل من حالتها شغفاً بالجمال، إن ما ينقصها هو الدعم الذكي والاشتغال المستمر على المستوى الذاتي لتكون اسماً سورياً سوف يلمع خلال سنوات قليلة مقبلة

"الروح المسافرة هناك في الأفق البعيد، هناك في الزمن البعيد، بين طيّات البحر الهائج، بين السحب والغيوم، بين القمر والنجوم، بين أوراق الشجر، بين قطرات المطر، توجد قصص دفينة.. قصص ترحل مع أمواج البحر، ترحل وتسافر، إلى أن تصل إلى عالم غريب، إلى عالمٍ لا يعرفه أحد، بين هذه القصص قصة روح مشتعلة، روح دافئة ولكنها حالمة، روحٌ مسافرة دائماً،.. هذه الروح تبدو كالطير بجمالها، ولكن كثيراً ما تأتي الرياح الهائجة فتشتت شملها إلى الأفق البعيد"».

خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات.

وتتابع: «بدأت أنظم أفكاري عبر القراءة، وأكثر من أثر بروحي "جبران خليل جبران، ونزار قباني"، ومن ثم دخلت إلى عالم القراءة ومنها ما كان فلسفياً، الكتابة الحقيقية بدأت بقصيدتي الأولى، التي حملت اسم "عاشقة"، وكتاباتي تندرج تحت الإطار الفلسفي في بعض منها، أكتب الشعر المقفى والشعر النثري الذي يحمل مفردات جزلة وواضحة، ومغزى فلسفياً يحمل رسالة هادفة للقارئ، الشعر هو موسيقا الكلمات وريشة الصور التعبيرية، هو صوتي وريشتي الثانية، كتبت عن "الشام"، فهي بالنسبة لي عشق لا ينتهي مهما ترددت على كل مكان يحويها يبقى أثره في نفسي وكأنه أول يوم لي فيها، كل شيء في "دمشق" يحوي عشقاً وعبقاً رائعاً في مخيلتي، وعندما كتبت:

"أد ما رحت بلاد كتير ما بلاقي متلك يا شام".

ديما تقرأ.

أنا أعني ما كتبته بكل معنى الكلمة، بالنسبة لي لا يوجد بلد أعطاني هذه الحميمية التي شعرت بها في "دمشق"، ولم يقتصر نشاطي الأدبي على كتابة الشعر، بل لي كتابات قصصية، مثل: "أسطورة الآلهة، عروس القمر، قرن من الوحدة"، وقصص قصيرة ذات مغزى فلسفي، في كتاباتي أركز في التعبير عن الذات على عدة مواضيع تتعلق بالحياة والله والتأملات الكثيرة في الطبيعة بما تحمله من مزج بين الخيال والواقع».

عن نشاطاتها الأدبية وما نشر لها تقول: «أحاول أن يكون لي حضور أدبي سواء على صفحات التواصل الاجتماعي، أو من خلال النشر عبر الصحف المحلية، حيث نشرت لي قصائد: "حنين، بين أحضان الشيخوخة، أنا كأنثى"، أنا أؤمن بأن الإنسان ابن بيئته ومجتمعه، ولكن ليس بالضرورة أن ينحصر الشاعر في دائرة المجتمع كي يعبر عن فكره، وأعني بذلك أن لكل كاتب أو شاعر أسلوبه وفلسفته في هذه الحياة؛ ما يجعله يعبر في عدة مجالات تطرق باب أفكاره وإحساسه، أنا مع الشعر سواء كان مطبوعاً أو عبر الوسائل الاجتماعية، فالذي يحمل رسالة في قلبه سيصل مهما كانت الوسيلة، وإن لم تكن هناك رسالة فمهما كانت الوسيلة فلن تصل الرسالة».

ديما تتابع كتاباتها.

وعن طقوس الكتابة لديها تقول: «لا أعتبر أن لدي طقوساً محددة في أي نوع من أنواع الفنون، فكل نوع يأسرني بطريقة خاصة به، فإذا تواردت فكرة معينة في خاطري هممت بكتابتها على الحال، أو تسجيلها في دفتري الخاص، ولكن كما ذكرت سابقاً فإن كل موهبة لديّ تكمل الثانية فعند الكتابة تنطلق ريشةٌ أخرى من ريشي، وأهم ما يحيطني عند الكتابة هي الموسيقا».

وتبدي رأيها بالملتقيات الأدبية بالقول: «الملتقيات الأدبية مهمة للغاية فكل نوع من أنواع الفنون بحاجة إلى بيئة حاضنة كي تعزز من استمرارية هذا الفن وتشجع البراعم الفتية بالانطلاق، الفن بنظري مثل الدورة الدموية، مثل الدماء التي تجري في شراييننا، فهي تعبر عبر عدة قنوات حتى تصل التروية للدماغ، وهذا ينطبق على أي نوع من أنواع الفنون إن لم يعبر النقد والإبداع والتحدي والتفكير، فلن يصقل الفنان من الداخل».

قال عنها الكاتب "غطاس أبو عيطة": «شابة متعددة المواهب، فهي متألقة في مجالات الكتابة والرسم والغناء والعزف الموسيقي، نشأت ضمن أسرة تمتلك من المواهب الأدبية والفنية ما شجعها على تنمية مواهبها المتعددة، عرفتها طفلة منذ عشرين عاماً، تمتلك من الذكاء والقدرة والمعرفة ما يؤهلها لتطوير مواهبها، وربما دراستها للترجمة تساعدها في توسيع أفقها وقدراتها، إنسانة اجتماعية، تكتب خواطرها من وحي حياتها وعلاقاتها مع المجتمع، تمتلك مواهب متعددة لكنها تحتاج إلى تحديد موهبة والمتابعة بها، برعاية شخص تكن له الثقة لتستطيع أن تعطي وتتميز».

عنها قال الكاتب "عمر الشيخ": «تحاول أن تجد لها مكاناً يتقاطع مع هاجسها العالي بالكتابة، في مرات كثيرة أتلمس فيها شفافية إنسانة تسعى إلى البياض، والوضوح، تمتلك طاقة كبيرة تجعل من حالتها شغفاً بالجمال، إن ما ينقصها هو الدعم الذكي والاشتغال المستمر على المستوى الذاتي لتكون اسماً سورياً سوف يلمع خلال سنوات قليلة مقبلة».

من بعض ما كتبت:

"عَـــجَـــــــــــب أشواكٌ تغرس الجسدَ

قيودٌ تخنق العمرَ

آهاتٌ لا تدرك الصمتَ

ذكرياتٌ تملأ كتبَ وأدمعٌ منها الفراش

نبضَ نمشي في ذي الدنيا

والحلم غدا أملَ

نزَين العمرَ بضحكاتٍ لها العمر

قد سجدَ نذهل من دنيانا

وندفن تحت أذرع الصمت

فلم العجبَ".

يذكر أن "ديما قدح" من مواليد 25 شباط 1983، تحمل شهادة الليسانس في الترجمة للغة الإنكليزية، إضافة لشهادة المعهد التجاري، تتقن من اللغات: الروسية، الفرنسية، الإيطالية، الإنكليزية، اليونانية، إضافة لكونها فنانة تشكيلية وعازفة على البيانو.