تميزت بقصيدة الموقف وانحيازها للمرأة، حيث تمكنت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي من نشر أشعارها ومشاغبة الرجل والوصول للآخرين، هي الشاعرة الشابة "حنان خير الدين".

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 22 آب 2014، وتحدثت بالقول: «أنا من أسرة دمشقية من حي "الصالحية"، نشأت في كنف عائلة مثقفة متفهمة ساندتني ووقفت إلى جانبي بكل مراحل حياتي، ودرست العلوم الشرعية، وقد بدأت علاقتي مع الشعر منذ ثلاث سنوات تقريباً، فموهبتي الشعرية لم تظهر بسن مبكرة لانشغالي بالدراسة والعمل وأول ما كتبته قصيدة "عودة هرة"، قلت فيها:

من الأقلام الشابة الواعدة التي تخط لنفسها طريقاً متميزاً ومتفرداً في جيل الشعراء الشباب، وخاصة العنصر النسائي فهي تمتلك الموهبة الحقيقية، لتضع لنفسها قدماً في الساحة الشعرية، شعرها أقرب إلى الشعر القصصي الذي يتناول موضوعاً يسرد بطريقة سلسة وجميلة، مملوء بالصور والإبداعات اللفظية، ويمتلك عنصر المفاجأة في نهاية القصيدة، كما أنها تمتلك أسلوباً مميزاً في الإلقاء

"جلستَ أمامي بالسهرةْ بصمت

خلال إحدى مشاركاتها.

مثلَ عاداتك تحدقُ بي بإهمال

كأني حائط بالبيت

وسادة من وساداتك تقولُ

بأنكَ متعبْ وقدرتُ معاناتِكْ".

مع عدد من زملائها الشعراء بثقافي الميدان

أن تكون شاعراً يعني أن لا تشبه أحداً أبداً، أن تكون شاعراً يعني أن تكون مختلفاً تماماً، فالشعر هو جسر التواصل الممدود بين المشاعر والعواطف، هو ملكة من الله تعالى، ولا يمكن أن يكون مكتسباً أبداً، هو اختلافٌ وتميز واستثنائية وتفرد، غالباً انشغال القارئ بمواقفي في النص لا يتيح له فرصة التأمل الفني في القصيدة بمعظم كتاباتي، أنا دائماً منشغلة بالعلاقة بين الرجل والمرأة، أحب أن أشاغب الرجل في قصائدي التي تحاول دائماً أن تصنع موقفاً ما، لي تصوري الخاص لما يجب أن تكون عليه الأنثى وهي معذبة بموقف الرجل منها، ويصح أن أقول إن قصيدتي هي قصيدة الموقف أكثر منها قصيدة الشعر، إذ إن قوتها لا تكمن في بنيتها اللغوية، ولا في صورها الشعرية، ولكن في الموقف الاجتماعي والنفسي الذي أنحاز فيه غالباً للمرأة والتعبير عن معاناتها، لا أنكر أنني رغم جرأتي أتعرض للتناقض الوجداني في بعض قصائدي وخصوصاً عندما أكون محبة وعاشقة بالقصيدة، فعلاقتي مع الرجل ليست علاقة ندية خارج مناطق الاحتجاج القوي اللهجة، أتعامل معه بطفولية الرجل المعشوق، وأمومة المرأة العاشقة، تأثرت بكل بيت جميل قرأته قبل اسم الشاعر، وأكثر من تأثرت بأبياته وقصائده الجميلة هو الشاعر الكبير "نزار قباني" فهو يعبر عما أردته وأريد قوله، وهناك آخرون تأثرت بهم من الشعر العربي الفصيح، والشعر الأجنبي وتجربتي نتاج لمجموعة هذه المؤثرات الكثيرة».

عن مشاركاتها ونشاطاتها الأدبية تقول: «لي نشاطاتي ومشاركاتي بالمراكز الثقافية، كما أنني "أدمن" بمجموعة إلكترونية تهتم بالشعر والأدب، هذه المجموعة قربتْ البعيد، عرفتْ بي وعرفتني على مواهب أدبية شابة تقوم بنشر العديد من المواد الثقافية، وتتبادل الآراء حول النص الأدبي المطروح، ولم تسعفني الظروف لنشر ديوان أضم فيه قصائدي التي بلغ عددها أكثر من خمسين قصيدة، تتضمن قضايا اجتماعية ووطنية مختلفة، حالياً أنشر ما أكتبه عبر المواقع الإلكترونية، وأنا الآن بصدد تحضير مجموعتي الشعرية الأولى "قصائد بلا مُلهم"».

في طريقها للمشاركة بإحدى الفعاليات.

أما عن رأيها بأثر ثقافة الإنسان في حياته وموهبته الشعرية، فتقول: «هناك ثقافة واحدة فقط تبقى معنا مدى الحياة هي الثقافة الإنسانية التي تحمل في طياتها كل التفاعلات والخلاصات الجميلة التي استخلصناها عبر تجاربنا الإنسانية، والتي لا يمكن للفرد إلغاؤها لأنها تراثه الحقيقي، أعتقد أن الثقافة التي تهمنا اليوم كشعراء هي تلك المعارف المفيدة الواضحة التي تمكننا من تحسين واقعنا الاجتماعي، والنهوض بمجتمعاتنا وأوطاننا، وليست تلك التي تحملنا ما لا طاقة لنا به».

عن تعريفها للإبداع وهل يمكن أن يكون القارئ شريك الشاعر فيه تقول: «المبدع هو من يبتدع فكرة جديدة لم يسبقه إليها أحد، ويقوم بصياغتها في بيت شعري أو أكثر فتصبح هذه الفكرة في ساحة الشعر مثل براءة الاختراع التي تسجل باسم صاحبها إلى يوم القيامة، وكل من أتى على هذه الفكرة من بعده يكون ناظماً أو مقلداً، ومن هنا أقول إن القارئ هو المحفز الأساسي للإبداع، كيف سأبدع إن لم أجد من يبحث عن شعري، وينتظر جديدي من أصدقائي أو من قرائي، أو من مجتمعي القريب».

وعن العلاقة التي تربطها بمواقع التواصل الاجتماعي والدور الذي تقوم به ولا سيما بمجال الشعر والأدب تضيف: «غدتْ مواقع التواصل الاجتماعي الظاهرة الإعلامية الأبرز لنقل الثقافة في عالمنا اليوم شئنا أم أبينا، فُرضت علينا لأنها تستقطبُ الشريحة الأكبر من المجتمع لكونها وسيلة تسلية ونفع في آن واحد، لذلك قررتُ أن أقدمَ موهبتي من خلالها، وأوجهها بطرق تعود بالنفع والفائدة على الجميع، فهي ساهمتْ في إحياء الثقافة في حراكها اليومي، من خلال الدعوة لحضور الندوات والأمسيات والفعاليات الثقافية والأدبية والفنية عن طريق نقلها وإدراجها مصورة على الصفحات والمجموعات لمن فاته متابعتها».

وتتابع حديثها لتقف عند عملية النشر الورقي والإلكتروني بالقول: «أحن لملمس الورق واحتضان الكتب، لكنني أفضل النشر الإلكتروني سأتكلم عن نفسي أنا لم أتمكن من قراءة 100 كتاب مطبوع في حياتي كلها، إما لغلاء قيمة بعض الكتب أو لعدم توافرها في المكتبات المحلية، لكنني قرأت أضعاف هذا العدد كتباً إلكترونية، إنني أرى أنه لا تعارض حالياً بين النشر الورقي والإلكتروني، فكل واحد منهما في خدمة الآخر، الإلكتروني جاء ليكمل الدور المفقود أو الناقص للورقي في عصر المعلومات، والملاحظ أن حركة النشر الإلكتروني كما أنها أفرزت كتابها ومبدعيها، فقد أفرزت نقادها أيضاً، ولهذا يمكن اعتبارها حركة موازية أو مكملة للنشر الورقي، ويمكن الإفادة منها لخدمة الثقافة العربية، أما إذا أردنا المقارنة بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، فالإلكتروني يمكن تخزينه في أسطوانة منخفضة التكاليف خفيف الوزن يسهل استخدامها وحملها ونقلها من مكان لآخر، ويمكن فتح الحاسب الآلي في أي بقعة من العالم، كما يمكن عن طريق الإنترنت التواصل مع الآخرين والتحدث إليهم».

عنها قال الدكتور "محمد سعيد العتيق": «من الأقلام الشابة الواعدة التي تخط لنفسها طريقاً متميزاً ومتفرداً في جيل الشعراء الشباب، وخاصة العنصر النسائي فهي تمتلك الموهبة الحقيقية، لتضع لنفسها قدماً في الساحة الشعرية، شعرها أقرب إلى الشعر القصصي الذي يتناول موضوعاً يسرد بطريقة سلسة وجميلة، مملوء بالصور والإبداعات اللفظية، ويمتلك عنصر المفاجأة في نهاية القصيدة، كما أنها تمتلك أسلوباً مميزاً في الإلقاء».

الباحث الموسيقي "أحمد بربور" قال: «شاعرة موهوبة وفذة بجدارة، أثبتت من خلال حبكتها الفنية في جملها الشعرية بأنها تكثر من التنقيح لتخرج قصيدتها متكاملة، ذات إيقاع سليم ومشوق، صورها الشعرية أخاذة، هي لا تغرق في الرمزية بل قريبة من الواقعية، وقد بدأت مؤخراً تنتهج كتابة الشعر الاجتماعي، وتحديداً في قصيدة "هرة" هذه القصيدة التي تدل على نضجها العقلي، ومستوى رقيها الفكري قياساً لعمرها، أتمنى لها كل التوفيق».

من قصيدة "أن تكونَ سورياً":

"أن تكون سورياً

يعني أن تحملَ كفالةً مدى الحياة

تُغنيكَ عن الكرةِ الأرضية

أن تكونَ سورياً

يعني أن تُنظمَ عملية ضخِ الدم

في قلبِ الأمةِ العربية

يعني أن يقفَ عندكَ التاريخ

وتكسبَ الودْ وتكسبَ كل القضية".

الجدير بالذكر أن الشاعرة "حنان خير الدين" من مواليد "دمشق" 24-6-1988.