الشاعرة "وداد السلطان" تكتب نصوصها بعفوية وبساطة، معبرة عن حالتها المتدفقة، وترى أن لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الكبير في نشر فكر ومواهب الشباب، وفي مختلف الأجناس الأدبية.

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 28 حزيران 2014، فحدثتنا قائلة: «الحقيقة الشعر في داخلي خلق منذ الطفولة، ربما ولدت أنا وهو معاً من رحم أمّي، ربما هو عشقي الأبدي، لا أذكر بالتحديد الكلمات الأولى لكنني أذكر كلمات كانت في مرحلة المراهقة الأولى:

شاعرة تتقن فن السفر إلى الأعماق ببصمتها الخاصة حرفاً وصوراً وأسلوباً، تسرق القارئ بقصائدها إلى علياء الحب والإحساس فهي الثائرة في وجه كل شيء إلا المحبة والجمال

"لا.. لا أبالي بما جرى مادمت أنت الذي أرى

خلال مشاركتها بملتقى يا مال الشام

تعال وانظر إليّ

ادن منّي لعلّي لا أرى

أنت يا من ملأت قلبي بالحبّ

ألست ترى؟؟".

بدأت علاقتي مع الكتابة خلال المراحل الدراسية الأولى حيث عشقت الأدب وإلقاءه، اقرأ وأستمع للكثيرين من الشعراء القدماء، شعراء المعلقات "امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى"، ومن الشعراء الحديثين أعشق "نزار قباني، ومحمود درويش، وأمل دنقل"، تلفتني الحالة الشعرية فأشعر بأنّ الشاعر كالساحر قادر على فعل الكثير بالقلوب، تأثرت بالجميع لكني لا أكتب إلا حين تغزوني حالة أحاول التعبير عنها بطريقتي وبعفوية وصدق».

وتتابع عن تعريفها للشعر وأسلوبها والأمور التي تكتب فيها: «الشعر هو الفن الأرقى في التعبير عن الذات من عاطفة وخيال يساعدك على التحليق كيفما شئت وأينما شئت، الحقيقة أكتب النثر، والخاطرة، والموزون، كيفما أتت الحالة وكيفما طرقت باب القلب، ليس هناك تركيز على حالة معينة لكنني حالمة بالأفضل والأجمل والأرقى على المستوى الشخصي وعلى المستوى العام، أكتب للوطن وللحب، ربما عن أخطائنا، عن الوجع، حسب الحالة أو الظرف الذي أكون فيه، هي كلمات أكتبها وليدة حالة أعيشها لحظتها، لكنني وبكل الأحوال أنا من أنصار الشعر الجميل قديماً كان أم حديثاً، أهتم للحالة والكلمة التي تعبّر عنّي وعن وضع ما ربما أعيشه وربّما يعيشه الآخر».

وعن أهم إصداراتها ونشاطاتها الأدبية تتابع: «الحقيقة أقوم حالياً بالتحضير لإصدار مجموعتي المطبوعة الأولى، لكن لديّ ديوان إلكتروني بعنوان "نزف على المرايا" ومنشورات في منتديات مختلفة إضافة لما نشرته من القصائد في الصحف المحلية، أما نشاطاتي الأدبية فهي يومية، فـ"دمشق" في الفترة الأخيرة ضجّت بالحركة الثقافية على مختلف الصعد، هناك ملتقيات وأمسيات شعريّة، إضافة إلى نشاطات المراكز الثقافية الدائمة، وكلها خلقت جواً ثقافياً وشعرياً وأدبياً جميلاً في العاصمة يُشهد له، وما أود قوله إن هذه النشاطات تساهم بدور كبير في تجديد كتابات الشاعر وتطويرها، فلولا هذه الأنشطة لكان ما يكتبه الكثيرون حبيس الأدراج ودفاتر المذكرات، وأنا منهم أيضاً، لا أنكر أنّ ما أكتبه الآن مختلف عن كتابات البداية، الآن أنا أفضل بفضل الاستماع للآخرين، للنقد البنّاء ولتوجيه ممن هم أكثر خبرة، نعم التأثير هنا إيجابي جداً ويمكنني القول: هناك ملتقيات قيّمة ولها حضورها الثقافي، وقدّمت الكثير على المستوى الشعري والنفسي للشعراء وللقادمين للاستماع فقط دون مشاركة».

وعن الدور الذي لعبته وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر ومواهب الشباب تقول: «النت وسيلة سهلة وفي مقدور الجميع استخدامها ومن خلاله أصبح بالإمكان التواصل مع أشخاص كان من الصعب التواصل معهم ليقرؤوا لنا أو يعطونا رأيهم فيما نكتب، ومن هنا أقول كان لوسائل التواصل الاجتماعي الدور الكبير في نشر فكر ومواهب الشباب، وهنا لا بد من التأكيد أن ذلك لم يؤثر في المؤلف المطبوع، فهو لم يكن يوماً أقل أهميّة، بالعكس هو توثيق لما نكتب لكنه أصبح مهملاً كثيراً، فالقليلون من الأشخاص يحاولون الآن اقتناء مجموعة شعريّة لشاعر مغمور، وأقول أيضاً حتى لشاعر معروف وله اسمه، الأسهل الآن هو أن تفتح النت وتطلب ما تريد وتقرأه».

أما كيف يمكن للشاعر أن يكون صوت حال بيئته؟ فتقول: «الشاعر هو الأقدر على أن يكون صوت حال بيئته ومجتمعه، هو لسان حال نفسه ووطنه ومجتمعه، قليلون هم الشعراء الذين يستطيعون الخروج من الحالة التي يعيشونها كي يكتبوا عن حالة لا تعنيهم، أو بالأحرى لا يستطيعون الكتابة دون هدف يعنيهم، ربما استطعت تجسيد ذلك لأنّي أكتب حالة، لا أرصف طريقاً ولا أعبّده، أكتب ما أشعر وما يعنيني، أكتب عن الوطن وعما يعانيه، عن أحلامنا وآمالنا وأحزاننا وأفراحنا وأبنائنا والحب».

عنها قال الشاعر "أيهم الحوري": «شاعرة تتقن فن السفر إلى الأعماق ببصمتها الخاصة حرفاً وصوراً وأسلوباً، تسرق القارئ بقصائدها إلى علياء الحب والإحساس فهي الثائرة في وجه كل شيء إلا المحبة والجمال».

وأضاف الشاعر "غدير إسماعيل": «تكتب بعفوية وبساطة بعيدة عن التكلُّف، تغصُّ عباراتها بالانزياح اللطيف وكأنَّها ترقص على جليد الواقع بمزلاج الخيال، لا نكاد نقع في نصوصها على عبارة مباشرة إلا وتسحبنا من فورها إلى عالمها المجازي، لا تكتب الشاعرة نصوصها بل نصوصها هي التي تكتب حالتها المتدفقة، تجمعها وتكثفها تضع لها الشيفرة الشعرية المناسبة لكل حالة، ثمَّ تقدمها للمتلقي بيدٍ خبيرة، نصوصها لا تقدِّمُ نموذجاً واحداً بل حتى بالنسبة للموضوع الواحد الذي تشترك بعض نصوصها فيه فإنَّها تتشكَّلُ مرايا تعطي صورةً له من اتجاهات مختلفة».

من بعض ما كتبت:

"ظمآن للشعر تعال... قافية الكون احتمال

صمت الموانئ يحتويـ....ـك ويلوذ بالغرق المقال

قد كنت أنت حديث قلـ.....ـب والآن يقتلك السؤال

دندن كفاك تحاذقاً... أرهقت بالشمس الظّلال

نبض يواري عاشقاً... نشوان للحبّ تعال

اقطف من القمر الشعاع... طوّق به قدم المحال

قد كنت تعبث بالخواء... والآن يسرقك الخيال".