كتبتْ للوطن والإنسان والوجدان، الشعر عندها حالة روحية، دائمة التجدد بعطائها وحضورها الشعري، عشقت الحرف من الطفولة، هي الشاعرة "هناء الداوودي".

مدونة وطن "eSyria" التقتها بتاريخ 22 نيسان 2014، وكان الحوار التالي:

نزارية العشق درويشية القضية، تحمل تمرد "أحلام" وشموخ "غادة السمان"، ورقي "نازك الملائكة"، تكتب بانفعال إنساني وعاطفي بحت، تحاور السطور وتلد أجمل الأحاسيس، تحملت عبئاً كبيراً انطلاقاً من وجع وطنها، ولكونها أنثى تحارب وتدافع عن وجود الأنثى وحقوقها لم تغفل أبداً عن تنوع موضوعاتها وأفكار نصوصها وصورها الإبداعية التي تُنصِبها وبكل جدارة، شاعرة خلّاقة مثابرة نشيطة، دائمة الحضور حيثُ استطاعت سبيلاً لأي نشاط أدبي

  • البداية مع الكتابة عندك كانت في مراحل مبكرة، ماذا عن أهم خطواتها؟
  • خلال إحدى مشاركاتها

    ** كان هناك شغف دائم للقراءة منذ الطفولة، وهذا جعلني أعشق الحرف، والحكاية.

    بدأت وأنا في سن الثالثة عشرة حين بدأتُ تدوين يومياتي في مرحلة المراهقة، كان القلم وسيلة للتعبير عن مكنوناتي، ومن المذكرات انتقلت لكتابة خواطر متواضعة، وساعدتني القراءة على تنمية هذه الموهبة.

    ديوانها الشعري.

  • لمن يعود الفضل في تنمية الذائقة الأدبية لديك؟
  • ** الفضل يعود إلى أهلي والبيئة الثقافية والعلمية التي نشأت فيها، لقد لمست والدتي نهمي للقراءة فكانت تشجعني عن طريق جلب القصص والروايات والمجلات بأنواعها، وهذا ما ساهم في زيادة مفرداتي وتقوية لغتي.

  • أبدع الشعراء بتعريف الشعر، بماذا تعرفينه أنتِ؟
  • ** الشعر حالة روحانية يسمو بها الشاعر إلى عالم من صنع خياله، قد يختلف تعريف الشعر من شخص لآخر لكن أنا أقول: إن أي إحساس يلامس الروح والوجدان بلغة سليمة ومضمون جميل هو الشعر، لذا يمكنني أن أعرفه بأنه ترجمة المشاعر الدفينة بالحرف المعزوف على وتر الإحساس.

  • تنوعت مضامين أعمالك الشعرية من حيث المواضيع، هل تحدثينا عن ذلك؟
  • ** في الحقيقة لم أعتمد في كتاباتي على نوع واحد إنما تنوعت نصوصي؛ فمنها ما تطرق إلى الغزل الوجداني، وأخرى كانت وطنية، تحدثت عن الشغف بـ"الشام" وياسمينها، كما تطرقت إلى عدد من الأمور الاجتماعية والقضايا التي تتعلق بواقعنا ومجتمعنا.

  • ابتعدتِ في أسلوب كتابتك عن شعر التفعيلة واعتمدت الوزن الموسيقي الحسي للكلمة، ما سبب ذلك؟
  • ** أنا لم أعتنق الشعر بصيغتهِ التفعيلية، بل أكتب في فضاء الخاطرة، أعتمد في كتاباتي على الوزن الموسيقي الحسي للكلمات وألونها بعد أن أرتبها في خيالي وأرسمها على شكل لوحة في كل صورة، وأنا عن نفسي أحب المدرسة الابتداعية "الرومنسية"؛ لأنني أعشق الهروب إلى الطبيعة الواسعة الجمال التي تحتوي خيالاً واسعاً من بيان الصور الجمالية المُعبرة، والتي تسمح لي باستعارة الرمزية بعض الشيء حتى أرسم إحساسي المكنون بالحرف، فأمنح للنص ألواناً من تلك الطبيعة الساحرة.

  • لك عدد من النشاطات والمشاركات الأدبية، ماذا عنها؟
  • ** بالنسبة للمشاركات -الحمد لله- هناك نشاط مستمر، أنا أحاول التواصل بشكل دائم من خلال النت أو الأمسيات الشعرية واللقاءات الأدبية؛ لأنني أثق أن كل لقاء ممكن أن يضيف إليّ شيئاً جديداً.

  • ماذا عن أهم إصداراتك الشعرية؟
  • ** صدرت لي باكورة أعمالي، وهي بعنوان "ترانيم الياسمين" عام 2013، والحمد لله لاقت قبولاً جميلاً من القراء والنقاد، وحالياً أقوم بالتحضير للمجموعة الثانية التي هي بعنوان "أنثى المطر".

  • الملاحظ من كتاباتك تأثرك بعدد من الشعراء، برأيك من الضروري أن يتأثر الشاعر بغيره؟
  • ** التأثر الأكبر من خلال كتاباتي كان بالشاعر الكبير"نزار قباني" الذي أعتبره حالة لن تتكرر، كما تأثرت بالكاتبة الجزائرية "أحلام مستغانمي"، والأديبة السورية "غادة السمان".

  • تنوعت طقوس الكتابة بين الأدباء فهل لديك طقس معين للكتابة؟
  • ** أميل إلى الهدوء المغلف برداء الليل الخالي إلا مني، وشعاع القمر المزركش بسحر الثريا، وقنديلي السارق من الماضي سحرَ العِتقْ الدمشقي المعانق وجهَ قهوتي الراقدةُ أمام ناظري تعكس لمعة عينيّ الشاردتين، تلك الطقوس هي ملهمة جداً لي.

  • ما هي أهم خطواتكِ لصقل موهبتكِ الشعرية؟
  • ** اهتماماتي محصورة فعلياً بعالم الأدب كالقراءة والكتابة ومواكبة كل جديد في هذا الفضاء الرحب، حالياً أهتم بموضوع اللغة العربية وأنوي البدء بدورات في اللغة وعلم العروض، إضافة إلى دورة في فن الإلقاء، وهذا سيساعدني في الخطوات القادمة، أتمنى أن تُصقل موهبتي الشعرية فأنا مازلتُ أعتبر نفسي هاوية تسعى لإيصال حرفها، والأهم العمل على تطويره لترك بصمة مميزة خاصة بي.

    عنها قالت الشاعرة "نيلا النجار": «نزارية العشق درويشية القضية، تحمل تمرد "أحلام" وشموخ "غادة السمان"، ورقي "نازك الملائكة"، تكتب بانفعال إنساني وعاطفي بحت، تحاور السطور وتلد أجمل الأحاسيس، تحملت عبئاً كبيراً انطلاقاً من وجع وطنها، ولكونها أنثى تحارب وتدافع عن وجود الأنثى وحقوقها لم تغفل أبداً عن تنوع موضوعاتها وأفكار نصوصها وصورها الإبداعية التي تُنصِبها وبكل جدارة، شاعرة خلّاقة مثابرة نشيطة، دائمة الحضور حيثُ استطاعت سبيلاً لأي نشاط أدبي».

  • يذكر أن، الشاعرة "هناء داوودي" من مواليد "دمشق" 1968، حاصلة على الشهادة الثانوية الفرع الأدبي، حالياً هي ربة منزل متفرغة للأسرة والكتابة.
  • من كتاباتها:

    "سآتيكَ بلهفة عاشقة، تلتمس شذاكَ بعد طول غياب، تفترش سجاجيد الياسمين، لتقضي ما فاتها من فروض هواك".

    "ها أنا في العقد الرابع من الحب، مقيدة بحلم لم يكتمل، ألملم أقاصيص العمر، والروح، كطفلة تُطارد فراشات الشوق في حقول الحنين".