لم يقتصر إبداعه على الهندسة المدنية، بل استطاع وبجدارة أن يثبت حضوره في محافل الأدب العربي، وأن يصل إلى المرتبة الأولى بجائزة الشارقة للإبداع لأدب الطفل للعام 2014م.

هو المهندس الشاعر "سائر إبراهيم" الذي تحدث عنه الأديب "غسان ونوس" فقال: «موهبة الشاعر "سائر إبراهيم" أصيلة متجدّدة، لغته ثرّة عذبة، وإيقاعاته محبّبة، وصياغاته سلسة وشفيفة، هو مُذْنِبٌ بإهمال شعريّته حيناً، انشغالاً بمتطلّبات الحياة التي لا ترحم، وأشياء أخرى، وهو مذنب متلبّس أحياناً كثيرة، بالقبض على جمرة الإيداع وعليه ألّا يلقيها لأيّ سبب، إلّا أداءً يتميّز به تمثّلاً وملامح، ما زلنا ننتظر الكثير مما لدى الشاعر "سائر إبراهيم"، وما نأمل أن يعطيه حقّه دفقاً وعمقاً وتحليقاً».

موهبة الشاعر "سائر إبراهيم" أصيلة متجدّدة، لغته ثرّة عذبة، وإيقاعاته محبّبة، وصياغاته سلسة وشفيفة، هو مُذْنِبٌ بإهمال شعريّته حيناً، انشغالاً بمتطلّبات الحياة التي لا ترحم، وأشياء أخرى، وهو مذنب متلبّس أحياناً كثيرة، بالقبض على جمرة الإيداع وعليه ألّا يلقيها لأيّ سبب، إلّا أداءً يتميّز به تمثّلاً وملامح، ما زلنا ننتظر الكثير مما لدى الشاعر "سائر إبراهيم"، وما نأمل أن يعطيه حقّه دفقاً وعمقاً وتحليقاً

كما قال عنه الأديب "أحمد يوسف داود": «أعتقد أن الشاعر "سائر إبراهيم" هو واحد من أهم شعراء جيله في "سورية"، ومنذ قراءة أولى قصائده عام 1997 فاجأتني مقدرته على إنجاز بناء قوي تعبيرياً، وتصويرياً للقصيدة مع إحكام الربط الدلالي المتصاعد إلى غاياته العليا دون شطح أو حشو أو خلل، يجيد تطويع لغته الشعرية ليحقق للصورة فرادة تبدو معها كأنما هي مبتكرة تماماً، ولهذا تتمتع القصيدة عنده بالحيوية والدينامية وبالمتعة التي بتنا نفتقدها في غالبية ما ينشر تحت العنوان المظلوم "شعر"».

في إحدى مشاركاته

مدونة وطن "eSyria" كان لها الحوار التالي مع الشاعر "سائر إبراهيم" بتاريخ 16 آذار 2014:

  • ما العلاقة بين الهندسة والشعر؟
  • مشاركاً برثاء أحد الشهداء

    ** كلاهما يهدف إلى البناء وتقديم الأجمل، وتجسيد المتخيّل واقعاً يفيد الإنسانية، ولكل أدواته في ذلك ولكن الهدف واحد، فالهندسة من "هندس" وهو فعل يدل على البناء والتأنق أي إنها فعل جمالي بحت يهدف إلى تطوير الإنسانية من خلال العمل الدقيق والخيال المترجم إلى واقع، والشعر هو عملية خلق وبناء من خلال الفكرة والكلمة، والهدف منه بث الحياة والجمال وبناء النموذج الإنساني الأفضل.

  • ماذا عن البدايات مع الكلمة والشعر؟
  • فاكس حصوله على المركز الأول بجائزة الشارقة 2014.

    ** البدايات كانت منذ الطفولة المبكرة في المرحلة الابتدائية، حيث لمس المدرسون فيّ الفصاحة والجرأة وعذوبة التعبير، ما قدم لي الفرصة للمشاركة في عدة أنشطة ومسابقات، امتدت بعدها إلى المرحلة الثانوية فالجامعية، وكان للاحتكاك والمنافسة التي أتاحتها لنا منابر الشبيبة والطلبة دور كبير في إثراء التجربة وتحفيز الموهبة، إلى أن وصلت إلى ما هي عليه الآن.

  • ركزت في كتاباتك على أدب الأطفال، ما الرسالة التي أردت إيصالها من ذلك؟
  • ** اتجهت إلى كتابة أدب الأطفال في مرحلة متأخرة من تجربتي الشعرية، وذلك بعد أن أصبح احتكاكي بالأطفال يومياً من خلال البيت أو الروضة التي أسستها في مدينتي، ووجدتُ أن أطفالنا يتمتعون بمواهب متميزة وجرأة كبيرة وذكاء لافت، وأن هذه الطاقة الهائلة الموجودة لدى أطفال اليوم يجب أن توجّه بالشكل الصحيح، فكتبت لهم مسرحيات مثلوها في احتفالات الروضة وقصائد ألقيت في عدة مناسبات، وأيقنت من خلال تفاعلهم مع ما أكتب أن هذا الجيل يستحق منا الاهتمام والتعب وتقديم الأفضل، لما يتمتع به من طاقة وموهبة ستصبح سندنا الأساسي في المستقبل، ومن يريد أن يرى مستقبلاً أفضل له ولوطنه عليه أن يبدأ منذ اليوم من خلال العمل على أفكار ومواهب وإبداعات الأطفال وما أكثرها.

  • لغة الخطاب للطفل تحتاج إلى أسلوب وبراعة معينة، ما هي برأيك أهم الأمور التي يجب أن تتوافر في لغة خطاب الطفل؟
  • ** حقاً، فالكتابة للطفل هي أصعب أنواع الكتابة، فهي تحتاج إلى الوضوح والبساطة والشفافية، وفي الشعر تحديداًعليك غربلة المعاجم إلى بضع كلمات قريبة من عقل الطفل وتفكيره، وأن تضعها ضمن قالب موسيقي رشيق وبسيط يسهّل دخولها إلى أذني الطفل ودون أن يؤثر ذلك في نوعية الفكرة المقدمة أو طريقة إيصالها حيث تحقق الهدف والعبرة المرتجاة منها.

  • حدثنا عن مشاركتك وحصولك على المركز الأول بجائزة إبداع الشارقة في "أناشيد الأزهار".
  • ** أنا لم أكتب للجائزة وأغلب النصوص الموجودة في مجموعة "أناشيد الأزهار" مكتوبة بمراحل مختلفة ومقدمة من قبل الأطفال، وكنت أنوي طباعتها وتلحينها من خلال إحدى دور النشر للأطفال وتوزيعها على الرياض والمدارس، ولكن عندما قرأت الإعلان عن مسابقة الشارقة للإبداع وهذه جائزة مهمة في تاريخ أي أديب شاب وجدت في نفسي القدرة على المشاركة في مجال أدب الطفل، فقمت بجمع هذه القصائد وتدقيقها وإرسالها إلى المسابقة بعد تحقيق كافة الشروط المطلوبة، وبعد نحو 3 أشهر تم إبلاغي بنتائج لجنة التحكيم، حيث فازت مجموعتي بالجائزة الأولى، وسيكون التكريم أواخر نيسان القادم في الشارقة ضمن برنامج عمل ورشة الشارقة للإبداع العربي، وبعدها ستتم طباعة المجموعة على حساب المؤسسة وتوزيعها في مختلف الدول العربية.

  • ما هي أهم المهرجانات التي شاركت فيها؟
  • ** بدايةً مهرجانات الشبيبة في مختلف المحافظات، ومن ثم المهرجانات الجامعية في عدة جامعات، وبعدها النشاطات الدورية لاتحاد الكتاب في عدة فروع، إضافة إلى نشاطات المراكز الثقافية ومهرجانات وزارة الثقافة منها: "عمريت - الشيخ صالح العلي، صيف طرطوس، الربيع".

  • ما هي أهم الجوائز التي حصلت عليها؟
  • ** حصلت من خلال مشاركاتي على العديد من الجوائز منها: "الجائزة الأولى في مسابقة اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية 1999م، الجائزة الأولى في مسابقة الأقصى الشعرية دمشق 2001م، جائزة رابطة الخريجين والجامعيين الشعرية حمص 2002م، جائزة مسابقة المجلة العربية - السعودية 2003م، جائزة مسابقة نقابة المهندسين الشعرية 2004م، الجائزة الأولى لمسابقة دار سعاد الصباح للإبداع الشعري على مستوى الوطن العربي عن المجموعة الشعرية "حنين" الكويت 2004م، الجائزة الثانية في مسابقة الشاعر "عمر أبو ريشة" السويداء 2013م، الجائزة الأولى في مسابقات الشارقة للإبداع العربي 2014م".

  • كيف تنظر إلى الكتابة؟ وهل لك خصوصيـّة ما بطريقة التـّعامل معها؟
  • ** الكتابة فعل عفوي وليست عمل يومي بالنسبة لي، ودائماً أعطي القصيدة الوقت الذي تحتاجه لتنضج وتتخمر، وبالنسبة لوقت الكتابة فلا أعرف متى ولا أين لأن القصيدة عندما تأتي لا تحتاج إلى مواعيد، وتجتاح المكان والزمان، ولكن الفعل الأدبي يحتاج إلى المتابعة، والمطالعة، والاحتكاك، والحضور الدائم في ميادين الكلمة.

  • هل ترى أن الإبداع الأدبي قادر على لعب دور إيجابي في حياة الناس؟
  • ** بالتأكيد، فالناس بحاجة إلى فسحة من الضوء والأمل في عالم متسارع استهلاكي، والأدب هو هذه الفسحة، كما أنه الحامل الأساسي للقيم الإنسانية والوجودية، والمعبر عن هواجس الناس وأحلامهم وخيباتهم وهو قادرعلى تغيير أفكارهم والسير بهم نحو الأفضل عندما تكون المادة المقدمة ثرية ومحفّزة.

  • برأيك ما هو المطلوب من الجهات المعنية تجاه أدب الطفل؟
  • ** في ظل الأزمة التي تعصف بالعقول والمفاهيم التي كان الجزء الأهم منها ثقافياً ومعرفياً، لا بد من العمل على ترميم ما تهدم في النفوس وتدعيم ما قد هوى من قيم، والجيل الأكثر تأثراً هو جيل الأطفال، لذلك علينا التوجه إليه بكل الإمكانيات لإعادة بناء الصورة السليمة في داخله للإنسان والوطن، وبالتأكيد دعم أدب الطفل وأساليب وصوله وطرائق تقديمه العصرية هو واجب لسد الفراغ في حياة وأفكار أطفالنا، حيث هناك الكثير من وسائل الجذب البصرية والاستهلاكية الفارغة المضمون ستقوم بسد هذا الفراغ إن لم نقم نحن بذلك.

  • مشاريعك المستقبلية في مجال الكتابة والأدب؟
  • ** لديّ مجموعة شعرية جاهزة للطبع بعنوان "قمح الكلام" وحتى الآن متردد باختيار جهة النشر، وهناك مجوعة شعرية أخرى كتبت خلال الأزمة توضح البطولات والتضحيات والآثار النفسية والإنسانية للأزمة، ولا أعرف متى سترى النور، كما قمت بمساعدة أساتذة وأدباء كبار بتأسيس جمعية ثقافية فكرية بعنوان "إبداع للثقافة والفنون" في "طرطوس"، وهي في مراحل الترخيص الأخيرة، وسيكون لها دور بارز في ربط الثقافة بالمجتمع وإحياء دورالفكر في ردم الفجوات وتقريب المتباعدات.

  • يذكر أن الشاعر "سائر إبراهيم" يعمل مهندساً مدنياً، وهو من مواليد محافظة "طرطوس" عام 1976.