لم تمنعه دراسته للهندسة الزراعية من الاهتمام بموهبته في مجالي الشعروالنقد الأدبي، بل استطاع بكل ثقة أن يحجز لنفسه مكاناً في رحاب الأدب.
عنه قال الأديب "غسان ونوس": «له لغة ثرّة تشفّ أحياناً، وسلاسة وإيقاع محبّب ومنوّع في نموذجي "التفعيلة والعمودي"، وعلى الرغم من أن موضوعاته مألوفة وقريبة ومعيشة في الأغلب، فإن في بعضها خصوصية مرصودة بعاطفة وظُرف ونظر، وقد تَمَثَّلَ الشاعر بحيويّة بعض حالات الطبيعة وعناصرها لعرض مشاعره التي تحلّق حيناً، وأفكاره التي تدبّ غيرَ بعيد أحياناً كثيرة وهذا ما كان في مجموعته الشعرية "قبلّ حبيبتك الغاضبة"».
له لغة ثرّة تشفّ أحياناً، وسلاسة وإيقاع محبّب ومنوّع في نموذجي "التفعيلة والعمودي"، وعلى الرغم من أن موضوعاته مألوفة وقريبة ومعيشة في الأغلب، فإن في بعضها خصوصية مرصودة بعاطفة وظُرف ونظر، وقد تَمَثَّلَ الشاعر بحيويّة بعض حالات الطبيعة وعناصرها لعرض مشاعره التي تحلّق حيناً، وأفكاره التي تدبّ غيرَ بعيد أحياناً كثيرة وهذا ما كان في مجموعته الشعرية "قبلّ حبيبتك الغاضبة"
مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 21 كانون الأول 2013م الشاعر والناقد الأدبي "قيس حسين"، وكان الحوار التالي:
** كان الشعر مطراً تغلغل في ترابي منذ بدايتي، اللغة الأولى للإنسان كانت بلا شكّ مجازية والمجاز عنصر الشـّعر، أغاني أمي في المهد كانت ومازالت سرير التأمـّل لروحي وفيها غناء الشـّعر، كان تأمـّلي وشرودي منذ الطفولة ومعاناة مدرّسيّ معي، والتأمـّل واحة الشـّعر، منذ البدء كنت بيد الشعر ومازلت، أنا لا أمسك اللغة من ناصيتها ولا الشعر من ضـُبـْعيه ولا المعنى من عنقه هذه الأشياء هي التي لا تعتقني أبداً.
** عندما تكون القراءة فعلاً وليس مجرّد انفعال -وهذه حالة قارئنا الغالبة للأسف- عندها تصير كتابة القارئ فعلاً، كتابتي تقوم بلا جدران مسبقة الصنع وبلا قناعات مغلقة؛ فحين تنغلق القناعات يجف الإبداع.
** أكتب الشعر الذي يشاكس هواجس الإنسان وتطلـّعاته، قصائدي من أشكال شعريـّة متنوِّعة من العمود والنـّثر والتـّفعيلة ولا علاقة للحداثة أو عدمها بذلك.
** يزعجني أن يقول شاعر مهما علا شأنه لا أكترث بالقارئ، لا شاعرَ لا يكترث بالقارئ، وكلّ قصيدة أكتبها تسألني عن قرّائها، كما تسأل الغيمة الرّيحَ عن رحلتها، أصدرت مجموعة شعريـّة واحدة عنوانها "قبـِّلْ حبيبتك الغاضبة"، ولي مشاركات عديدة على المنابر الثقافية المحليـّة، قصائدي في مجموعتي التي صدرت وفي الثانية التي أتلهـّفُ لإصدارها ذات مضامين متنوِّعة فلكلِّ قصيدةٍ حالتها ويجب أن تكون كذلك، فبين سأضحك أضحك حتـّى أمازج دمع الثـّكالى بماءِ الطـّرب، وبين دعيني أرفـِّهْ ضميري بدمعٍ على راحتيكِ يسيلُ غزيراً رحلة روحٍ أين منها تغريبة بني هلال أو سيف الزّير سالم.
** لا بدّ للشاعر من امتلاك ذكاءٍ فطري وقدرة على المحاكمة العقلية، الكاتب الذي يرى ويحكم ويقدِّر كما يفعل الآخرون، ليس بشاعر مهم مهما حليَت أشعاره ومهما اشتهر اسمه لأنـّه يبتعد عن مجالات الفعل في التأثير على الأفكار والرّؤى، لا بدّ للشاعر من حساسية فنيّة وتمكن لغوي ولا بدّ له من ثقافةٍ متنوّعة.
** التـّراث هو الإبداع الذي صنع ما هو جميل، هو ليس العلاقات التي كانت من قبل ولا الأشياء التي صـُنـِعت من قبل، التراث هو روح الإبداع التي أنجزت ذلك الجمال، التـراث الذي يفيدنا هو الروح الجميلة للماضي بعد تصفيتها، هو في كتاباتي الرّئةُ التي تتنفـّس هواء الحاضر.
** الإبداع هو تجاوز السائد بمركبٍ أفضل وأكثر إنسانيةٍ وفرحٍ وثقة ، القارئ الحقيقي شريك للشاعر الحقيقي في الإبداع وقد يفوق إبداع القارئ في قراءته إبداع الشاعر فيما كتبه، المؤلم أن نرى قارئاً سلبياً يتغنى بشعرٍ رديء؛ عندها ماذا نقول؟
** هذا يتعلق أوّلاً بالمبدع وكيفية تعامله مع النقد هل بتأملٍ أم بانفعال، فليس المبدع هو من يلقي ثماره و يمشي، أعتقد أنّ الناقد هو من يفعل ذلك، من يحرص على كتاباته، يبحث عن النقد ويمعن النظر فيه لدى الجمهور ولدى النقاد.
** لو يقدر المجتمع الإبداع حق قدره لكان أكثر رقيـّاً وسموّاً، وكل الحضارات العظيمة كان لها أدبها العظيم، المجتمع يرتقي أوّلاً بالشعر وبالفلسفة والحضارة العظيمة يصنعها مجتمع عظيم.
** أطمح أن أصطاد كل قصيدة يمكن أن تطير في سمائي وأضعها في أحد أقفاصي، فالقصائد التي لا يصطادها البشر ستموت غيظاً.
يذكر أن الشاعر والناقد الأدبي "قيس حسين" من مواليد "صافيتا" محافظة "طرطوس" عام 1975، يحمل شهادة الهندسة الزراعية اختصاص حراج وبيئة، له أكثر من مئتي مقالة في الشأن الثقافي خصوصاً في النقد الأدبي.
من بعض أشعاره:
"أقُوْلُ لِعَقْلِيْ:
تعال وقَلِّمْ أظافِرَ رَفْضِكَ..
قَبِّلْ شِفاهَ جَمِيْعِ العُقُولْ..
وقاتِلْ بكَ الفِكرة الغاصِبَهْ..
وبَدِّدْ ظَلامَكَ مِنْ نُوْرِ فَهْمٍ
ومِنْ نُوْرِ حُبٍّ
وسلّمْ على فِكْرةٍ لَمْ تَصِلْها
فتلكَ حبيبتكَ الغاضِبهْ
وعانِقْ طُقُوْسَ جَمِيْعِ الفُصُوْلْ
ومَتِّنْ صِلاتِكَ مَعْ كُلِّ مَعْنىً".