يعتبر الشاعر "طعان تجرة" من أبرز شعراء الشعر الزجلي المتحرر من الأوزان والبحور.

موقع مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ "23/3/2013" الشاعر الزجلي "طعان تجرة " الذي تحدث بالقول: «أنا من ضيعة صغيرة من ريف دمشق تحب الشعر كثيراً، و"معلولا" صبية ككل الصبايا تعشق الوقفة على المرايا وتعشق الوقفة أمام الشعر رفيقته بالأعياد والأعراس والأحزان، فعندما كنت صغيراً كنت أرافق شعراء الضيعة أينما كانوا وكنت أتأثر بما يقولونه وكنا أنا وشباب الضيعة نقلدهم وهكذا بدأ المشوار بخطوة قصيدة على درب الموهبة. والشعر بالنسبة لي هو لغة المشاعر، والإحساس كالفكرة يجب أن تترجم بالكلام كي نستطيع فهمه، الشعر هو اللغة التي يتكلم فيها الإحساس حتى يصل للذي يريده، أما الزجل فهو الشعر الذي يرافقنا بكل الأماكن في الأرض والحقل والمراكز الثقافية ويتكلم مع الناس دون كلفة ومن هنا يكون أقرب من القلب، والشاعر الحقيقي لا يستطيع الجلوس على برج عالٍ ويكتب الشعر إلا إذا أحب أن يكتب للمشتري عن القمر، فالزجل هو نسج نبض الشارع وأوجاع الناس وأفراحهم، وبرأيي الشاعر يكتب لكثير من الناس ممن يقرؤون شعره ويمكن أن يكتب لنفسه وأن يجد من يقرأ له، ويقول باللغة المحكية "انا بستنجي بتعب على بستاني وبتمنى الكل يتضيّف منو الكـْرمّ ع الدرب تفضلوا"».

إن جمعية الزجالين كانت كالحديقة التي جمعت أصناف الورود وقربتها من بعضها، وقد قامت بعدة نشاطات وأمسيات وحفلات وهي تعطينا الشرعية لأنها الجهة التي تمثلنا بالدولة

وعن الرابط بين الشعر الزجلي والشعر القديم والحديث وحضور القصيدة الزجلية وجمهورها يتابع: «الشعر هو شعر بكل الأحوال القديم والحديث، والشعر هو كأي شيء موجود في الحياة والمفروض أن يتطور، وهكذا أصبح الشعر الحديث محرراً من كثير من القيود التي كبلته منذ زمن كضيق الأوزان والقوافي حتى بالأفكار وطريقة تقديمه للمتلقي، وبرأيي الشعرهو ذاته لكن التطور كان من نصيبه وهذا شيء جيد بالتأكيد، نعم القصيدة الزجلية موجودة في كل منزل وكل قلب ولا يمكننا فصل شعر الزجل عن أغاني السيدة "فيروز" ومسرحيات الرحابنة حتى أغاني السيدة "أم كلثوم" فأغلبيتها مكتوبة باللغة المحكية، ومن هنا فالشعر المحكي موجود بكل زاوية من زوايا البيت العربي ويمكننا القول إن القصيدة الزجلية استطاعت أن تكسب جمهورها».

الشاعر طعان بأحد حفلاته

ويتابع: «الكثيرون من الناس يخلطون بين المنبر الزجلي وبين شعر الزجل وإذا كان السؤال عن المنبر وحوارات الشعر فأنا أقول إن شعبيته قلت كثيراً والمشكلة بالشعراء وليس بجيل الشباب، فكل شيء لا يتطور ينتهي ولابد من إعادة النظر بتقديم الشعر المنبري بعد أن خف وهجه من الجو المسرحي الذي يمثله، أما إذا كان السؤال عن القصيدة المحكية فاستطيع أن أؤكد لك أن جمهورها أكبر بكثير من جمهور القصيدة الفصحى على الرغم من صعوبتها بالقراءة بسبب ارتباط كتابتها باللهجة التي يتكلم بها الشاعر، وأن ما يميز الشاعر من غيره من الأشخاص أن الشاعر هو الذي يتقن لغة الإحساس والإحساس بحاجة لترجمة كي يستطيع التعبير عنه، فالشاعر هو من يمزج الحلاوة بالألم والوجع والنقاء بالحزن وهكذا يكون متقناً للغة الإحساس ويجسد حالة الشاعرية والشعر عندي هواية وليس مهنة كما أنني أحب المطالعة لجانب محبتي لمهنتي صناعة المجوهرات التقليدية، وأؤكد أنني لم أستطع تكوين ثروة مادية بقدر الثروة المعنوية التي حصلت عليها وهي محبة الناس».

ثم أضاف: «لي الكثير من الجولات المنبرية مع الكثير من الشعراء والحمد الله وبشهادة كبار النقاد كان أغلبها ناجحاً وبالنسبة للإلقاء كان لي أمسيات بمعظم المراكز الثقافية بسورية، أما خارج القطر فشاركت بأمسيات في لبنان إضافة لبعض الحفلات الزجلية».

الشاعر طعان تجرة بأحد مشاركاته

أما عن دور جمعية الزجل وما تقدمه للشعراء الزجالين فيقول: «إن جمعية الزجالين كانت كالحديقة التي جمعت أصناف الورود وقربتها من بعضها، وقد قامت بعدة نشاطات وأمسيات وحفلات وهي تعطينا الشرعية لأنها الجهة التي تمثلنا بالدولة».

قال للشام:

عم يسألوني ليش بيتك

ياريت فيكي تجاوبي عني

وتخبريهن

كيف نقيتك

من كل حوريات هالجنة

قوليلهن شو عامل مشاوير

ع دروبك الشربت من دموعي

قوليلهن كلما حمر التوت

يقلو تعال بتكمل الجَمّعة

وكيف ع دارك قبل ما فوت

ببرم بدق بوابك السبعة

بقطف التوت نجوم بتلالي

خضرة السما

ورقة بعد ورقة

وبنده يا مال الشام يا مالي

الشاعر سمير هلال

وبيحسدوني الناس ع الرزقة..

الشاعر الزجلي "سمير هلال" قال عنه: «إن من يعرف الشاعر "طعان" عن قرب يمكنه أن يشعر بالانسجام الكبير بين شخصيته وكتاباته، هو الإنسان الشاعر صاحب القلب الطيب والأخلاق العالية، إنه قيصر الشعر لأن حرفه امبراطوري، كمش ريشة الدهشة ورسم قصائده بألوان الجمال، ومن دون خلاف مع الكلمة والقافية تخرج معه الكلمة لوحة من السهل الممتنع ».

  • يذكر أن الشاعر "طعان تجرة" من مواليد معلولا 28 كانون الثاني 1974.