كاتبة سورية شابة تحاول أن تصنع لنفسها كياناً خاصاً من خلال قلمها الجميل وروحها الجميلة.. كاتبة وضعت تجربتها الأدبية الأولى، إيماناً منها بأنَّ القلم هو السبيل الوحيد والفريد للكاتب ليفرغ مكنونات ذاته.

للتعرف أكثر على الكاتبة الشابة "إيلين الخوري" ومعرفة تفاصيل رحلتها الأدبية التقيناها في موقع eSyria بتاريخ 8 أيار 2012 وحدثتنا عن بداية مشوارها مع الأدب قائلة: «أحببت الكتابة منذ نعومة أظفاري فجذبتني الكلمات والعبارات في القصص والكتب التي كنت أقرؤها، فقط نشأت في منزل يهوى القراءة والأدب، وساعدني تشجيع أهلي الدائم على محبتي للقراءة وعشقي للكتابة، فصارت حياتنا اليومية مسرحاً أستقي منها مواضيعي وأصيغ من خلالها أشعاري وأعبر من خلالها عن مشاعري».

رحلة الذاكرة تمتد حسب مساحة عمر الإنسان ومحطات حياته التي يتوقف عندها

وتضيف: «ذكريات كثيرة تمرُّ بحياتنا بعضها يحمل المرارة، لن أقول ليتها لم تكن في عداد حياتي بل عندما أتذكرها أرسم ابتسامة وأشكر الله فلولاها لم يكن لي رصيد مشاعر أترجمه إلى مفردات».

الكاتبة إيلين الخوري بجانب مكتبتها

وعن بدايتها مع الكتابة قالت "الخوري": «كتبت تجربتي الشعرية الأولى عندما كنت في العام التاسع من عمري، قبلها كان لي محاولات ولكنها في حدود قدراتي اللغوية في السنوات الأولى من العمر، وكتبت في صغري شعراً مغنى، وكنت ألقيه في المناسبات العائلية والمدرسية، وكانت أمي أول من يسمع قصائدي وأشعاري وشجعتني كثيراً وساعدتني في رحلتي مع الكتابة».

وقالت عن علاقتها مع الكتابة: «الكتابة هي روحي التي تزهر حروفاً وكلمات توجد لي حياة أبدية.. الكتابة هي نوع من الإسقاط لما يضج بدواخل الإنسان على الورق».

غلاف الكتاب الأول -رحلة ذاكرة

وحدثتنا الكاتبة "الخوري" عن نفسها قائلة: «فتاة في هذا الكون الواسع، وجميعنا يدري ماذا تعني كلمة فتاة وما تحمل بين طياتها، فلن أتكلم بلساني بل بلسانٍ ذكوري يعلم كم تملك الفتاة من مشاعر دفينة داخلها تتفجر في كثير من الأحيان لتعبر عن أروع الأشياء أو ربما عن أكثرها تعقيداً».

وأضافت: «أنا فتاة سورية وأفتخر ببلدي وحضارتي العريقة وبمجتمعي السوري المتميز الذي رافقني في كلِّ أشعاري وقصائدي».

السيدة سحر محجوب

وبالنسبة لأبرز الكُتاب الذين أثروا فيها قالت: «كما أن الطعام الذي يحوي بعضاً من المواد الغذائية يبني الجسم ويفيده مهماً، كذلك كل ما يقرؤه الإنسان من كلمات تعمل على زيادة الحصيلة الثقافية والمعرفية لديه، فلكل كتاب نكهة خاصة به ولكن من أبرز الكتاب الذين أقرأ كتاباتهم هم "محمد قرانيا، أحلام مستغانمي، فريد دحدوح" وغيرهم أقرأ للكثيرين».

وقالت عن تجربها الأدبية الوحيدة: «لم أكن أعلم يوماً أنَّ ما كنت أكتبه في دفتر مذكراتي سيقرؤه الناس، ولكن كما أنَّ ولادة الطفل أروع شيء في الدنيا بالنسبة لأبويه، وكذلك كان كتابي الأول "رحلة ذاكرة" بالنسبة لي، رغم أنني لم أحمل به تسعة أشهر فقط، بل حملته زمناً لا أستطيع أن أقول متى بدأ ومتى سينتهي، ولكنها تجربة أفخر بها كثيراً، وأفكر ملياً أن يكون لكتابي هذا إخوة أيضاً».

وتابعت تقول: «رحلة الذاكرة عبارة عن مجموعة من الخواطر النثرية التي كتبتها ولكل منها قصة مختلفة عن غيرها».

وفيما يتعلق بالأدب الشبابي في سورية قالت: «إنَّ الأدب ليس وقفاً على فئة عمرية معينة، ولطالما كان حظ الشباب من النتاج الأدبي كبيراً منذ القدم، لكن مع الأسف يوجد نظرة أنَّ أدب الشباب أدب مبتدئ ضعيف يفتقر إلى مقومات الأدب وهي نظرة خاطئة طبعاً، فعبد الباسط الصوفي مثلاً ترك نتاجاً شعرياً وأدبياً ضخماً قبل أن يُفارق الحياة وهو في الثامنة والعشرين من العمر، وطرفة بن العبد كتب واحدة من أبرز معلقات الشعر الجاهلي في مطلع العشرينيات من عمره».

وتابعت: «والشباب بحكم مواجهتهم لمشكلات الحياة المعاصرة هم الأقدر على إنتاج الأعمال الأدبية التي تخاطبهم وتعبر عن مشاعرهم ومشكلاتهم».

وأضافت الخوري: «من جهة أخرى، يجب ألا نطلب أن تكون الأعمال الأدبية الشابة كلها ناضجة ومكتملة، ولا أن يكون الأدباء الشباب جميعاً كتاباً عظاماً، لسبب بسيط هو أنَّ مثل هذا المطلب غير متحقق في الأدب كله، سواء أكان أدباً شاباً أو غير شاب».

وعن رأيها بكتاب "رحلة الذاكرة" قالت مدرسة اللغة العربية السيدة "سحر محجوب" التي قرأت الكتاب: «رحلة الذاكرة تمتد حسب مساحة عمر الإنسان ومحطات حياته التي يتوقف عندها»، وعن عناوين الكتاب قالت: «عناوينه فيروزية بدءاً من "الله معك يا هوانا"، ومروراً بـ"دبنا وما تبنا"، وانتهاءً "كبيرة المزحة"» وتابعت تقول: «إنَّ المحب يرى حريته المطلقة في تحقيق سعادته وكماله، وبما أن وجوده اجتماعي ومتطلباته في الحياة متعددة لكون حياته عبارة عن معاناة يبدؤوها وحيداً ثم ثنائياً ثم ثلاثياً مع الله، فالوعود والعهود سرعان ما تذوب مع طلوع النهار والشمس في كبد السماء».