أحد أعلام الزجل في سورية والوطن العربي، أبياته تتناول الوطن والعمل والأرض، موهبته وعشقه لترديد أبيات الزجل ظهرت باكراً؛ فلم يهمل هذه الموهبة بل عمل على تعزيزها.
إنه الشاعر "فؤاد حيدر" عنه قال الشاعر الزجلي "محجوب حيبا": «فؤاد حيدر" شاعر زجلي كبير نهض بهذا الشعر على مستوى الوطن العربي بكامله وقد تفرد بقصائد رائعة الجمال من خلال الوحدة الفكرية المتماسكة وكل قصيدة من قصائد دواوينه تحكي قصة معبرة صادقة.
فؤاد حيدر" شاعر زجلي كبير نهض بهذا الشعر على مستوى الوطن العربي بكامله وقد تفرد بقصائد رائعة الجمال من خلال الوحدة الفكرية المتماسكة وكل قصيدة من قصائد دواوينه تحكي قصة معبرة صادقة. كتب للوطن وللشهادة والشهداء للعمال والفلاحين، في قصائده وطن الصبر وخبز المحبين، يدندن من زمن الفينيقيين والكنعانيين، كتب الموال والأغنية والعتابا والقصيدة الزجلية وتفرد بها وله عدد من الدواوين في هذا المجال
كتب للوطن وللشهادة والشهداء للعمال والفلاحين، في قصائده وطن الصبر وخبز المحبين، يدندن من زمن الفينيقيين والكنعانيين، كتب الموال والأغنية والعتابا والقصيدة الزجلية وتفرد بها وله عدد من الدواوين في هذا المجال» .
موقع eSyria التقى الشاعر "فؤاد حيدر" بتاريخ "26/3/2012" بدكانه في دمشق وكان الحوار التالي:
** لقد حباني الله موهبة فطرية وعيت عليها عندما كنت في الحادية عشرة من عمري كتبت قصيدة باللغة الفصحى وأثارت إعجاب ودهشة كل من حولي وبالأخص خالي وهو مدرس للغة العربية، وعقب ذلك غادرت قريتي بجبل الشيخ وقدمت إلى دمشق بقصد الدراسة ولكنني للأسف ولظروف اقتصادية صعبة لم أتمكن من متابعة دراستي وتوجهت للعمل، ورغم عدم التحاقي بالمدارس تمكنت من الحصول على الشهادة الابتدائية والإعدادية ومن ثم البكالوريا دراسة حرة.
وانتسبت للجامعة في لبنان لأدرس الأدب العربي وتمكنت من الدراسة لمدة سنتين فقط، ثم تركت الدراسة لظروف قاهرة أيضاً، وخلال هذه الفترة تولعت بالشعر الزجلي لأنني عندما تركت المدرسة تولدت لديّ حسرة وشعوراً بأنني غير متمكن من كتابة الشعر الفصيح واتجهت لكتابة الزجل وركزت اهتمامي على صياغة قصائد حول الوطن والإنسان، وحتى عندما أكتب الغزل أجد نفسي في نهاية المطاف أكتب عن الوطن، باختصار شغلتني طوال العقود السابقة القضايا الإنسانية ومازالت تشغلني حتى هذه اللحظة.
* ما هو تعريفك للزجل؟
** هو لغة العامة يتناقلونه في حياتهم اليومية، هو شعر شفاف يدخل القلب بسهولة ويتقبله السامع لحلاوة كلماته هو سر الحياة اليومية التي نعيشها بجميع قواعدها
** برأيي المشاعر موجودة عند كل إنسان ويترجم هذه المشاعر عن طريق الكلمة، ولكن الشاعر يفوق الناس العاديين في التعبير والإبداع والقدرة على الإمتاع من خلال أبياته الشعرية، والفرق طبعاً هو في الموهبة التي حباها الله لأناس محددين دون سواهم، هناك أساتذة في الأدب العربي يعرفون نظرياً بحور الشعر وقواعد اللغة ولكنهم لا يمتلكون الموهبة لذلك نجد أنهم لا يستطيعون صياغة بيت شعري واحد.
** أبرز المحطات هي زيارتي للبنان عقب إقناع كل من سمعني بأنني أكتب وأغني قصائد زجلية جميلة، هناك في لبنان الناس يهتمون بشعر الزجل وشعرائه أيضاً، فخلال إقامتي لمدة أربع سنوات في لبنان فوجئت بكم هائل من الجوقات الزجلية، واستفدت من وجودي هناك وتعرفت على عدد كبير من الشعراء منهم الشاعر "خليل روكز وزغلول الدامور وخليل شحرور" .
** عقب عودتي من لبنان أسست جوقة الشلال السورية مع ثلاثة شعراء آخرين، وكنا في عام 1976 نلتقي مع شعراء زجل لبنانيين ونعقد جلسات زجلية، وأيضاً هناك محطة هامة وهي تقديمي في الإذاعة السورية لبرنامج ندوة الزجل واستمر من عام 1965 حتى عام 1972.
واستطعنا أن نؤسس في عام 1971 جمعية شعراء الزجل، وانتسب إليها الكثير من الشعراء ومع مرور الوقت اقتنعت أن الإبداع عملية فردية فتركت الجوقة وعزفت عن الغناء وتفرغت لكتابة القصائد الزجلية في المناسبات الوطنية والقومية وقدمت الكثير من الأمسيات الشعرية في المراكز الثقافية.
** نعم استطاعت القصيدة الزجلية أن تأخذ مكانتها في نفوس شريحة واسعة من الناس والسبب يعود برأيي إلى أن أغلبية المجتمع من شرائح عادية غير مثقفة ووجدت أن فهم واستيعاب اللهجة المحكية أسهل من القصيدة باللغة الفصحى التي تحتوي على كم كبير من الألفاظ والكلمات الصعبة، ولكن هذا لا يعني أن قصيدة الزجل لا تحمل أفكاراً عميقة بل على العكس قد تكون الفكرة لدى شاعر الزجل أعمق من الفكرة عند الشاعر الفصيح.
** ليس بالضرورة ففي الجوقات يكون مع شاعر الزجل آلة موسيقية "ناي، عود" أما بالإلقاء العادي فمن غير الضروري وجود آلة موسيقية لأن الشعر موسيقا، وبالنسبة لي أقلعت عن الغناء منذ عشرين عاماً ومن وجهة نظري بالإلقاء تصل أكثر للمتلقي لأن الغناء يصرف انتباه المتلقي عن جمالية النص والفكرة.
** من خلال الجمعية أسسنا أربع جوقات وأقمنا الكثير من الحفلات في المراكز والصالات الخاصة ولكن للأسف ليس لها عوائد مالية مجزية.
** صدر لك ديوان شعري بعنوان "شموع" وآخر بعنوان "بيادر" ولدي عدد هائل من القصائد المخطوطة إذا أردت أن أطبعها تحتاج لعشرة دواوين، ولكن وضع الكتاب الذي يرثى له وانصراف الناس عن القراءة هما سبب عزوفي عن طبع دواوين جديدة.
** شاركت في مهرجان للشعر الشعبي في ليبيا وآخر في الإمارات والأردن، إضافة للأمسيات التي قدمتها في دول أمريكا اللاتينية للمغتربين السوريين على مدار ستة أشهر وكان ذلك بمهمة رسمية من وزارة الخارجية، وتركت قصائدي صدى طيباً لدى المغتربين لأنها تتمحور حول الوطن وأهميته والشوق إليه.
** برأيي من المفترض أن يكون بحالة أفضل رغم أنه خطا خطوات رائعة ونتيجة نضالٍ طويل وصل لمرحلة جيدة ،ولكن في مجال الأدب لايوجد حدوداً للطموح وهدف الشاعر دائماً إحراز تقدم أكبر وأهم.
** الجمعية تناضل لتقديم شعراء الزجل والترويج لهذا النوع من الشعر وتعريف الناس به ويتم ذلك من خلال إقامة الأمسيات في المراكز الثقافية وخاصة بالمناسبات الوطنية والقومية إضافة لتخصيص موقع للجمعية ننشر على صفحاته القصائد الوطنية وغيرها ننقد من خلالها السلبيات ونبرز الايجابيات.
** أهدي للشام حبي شعراً لأنها تسري في عروقي دماً.
وقد كتبت عن الشام:
ياشام مهما الشعر فيك هام وجن بسماكِ وجوك السامي
بيضل وصفك عالفكر أحلام ويوم المنى تحقيق أحلامي
وللشعر أنت الفكر والإلهام وللحب قلب من الوفى دامي
* ما هي طموحاتك؟
** أطمح كشاعر أن أكتب القصيدة التي لم أكتبها حتى الآن.