الأسلوب والأدب والقيمة، عمل نقدي بامتياز، فيه إشكالية الشعر ومزاياه، وتأويله، وروافد النقد الأدبي، والنص والمحتوى، وقيمة الرواية التاريخية، والكوميديا الإلهية، والصوفية وماهيتها.

«في القيمة والأدب والأسلوب، يطرح الناقد "يوسف سامي اليوسف" أسئلة كثيرة ويجيب على أسئلة عديدة، منها لماذا تتردى معظم الكتابة الأدبية اليوم، وهل لدينا مسرح جدير بأن نقدمه للعالم، ولماذا ليست لدينا رواية أو قصة من شأنها أن تفرض احترامها وقيمتها على أي قارئ خبير بفن الرواية والقصة؟».

في القيمة والأدب والأسلوب، يطرح الناقد "يوسف سامي اليوسف" أسئلة كثيرة ويجيب على أسئلة عديدة، منها لماذا تتردى معظم الكتابة الأدبية اليوم، وهل لدينا مسرح جدير بأن نقدمه للعالم، ولماذا ليست لدينا رواية أو قصة من شأنها أن تفرض احترامها وقيمتها على أي قارئ خبير بفن الرواية والقصة؟

الحديث كان للناقد الأستاذ "أحمد علي هلال" لموقع eSyria بتاريخ 7/3/2012 وتابع بالقول: «على الأرجح أن تلك الأسئلة وسواها، ما انفكت تشغل بال الناقد "يوسف سامي اليوسف" ليطرح ما يشغله حقاً في راهننا الإبداعي بطيفه الواسع، ولاسيما على الشعراء المحدثين وهذه الأسئلة تتصل بسؤال كبير هو سؤال القيمة في تواتره على المستوى الدلالي والبلاغي في انفتاحه على نظرية الأدب والممارسة النقدية، لكن الأهم الذي يؤلف بين جزئياته فضلاً عما يلتحم به من نظرية في النقد الأدبي تعلي من شأن المعيار فالأسلوب والأدب والقيمة في ثلاثيتهما، استئناف لشواغل الناقد "اليوسف" على مستويات منها وظيفة الناقد الأدبي، الشعر العظيم، الشعر والحساسية، والمبدأ الصوفي وعلاقته بالشعر الحديث، ويتقاطع الكاتب في هاجس نبيل هو البحث في جوهر نظرية النقد الأدبي، وفي التأصيل للمعيار والقيمة، القيمة بوصفها الغاية الأخيرة لوجود النص الأدبي، والبحث عنها هو الغاية العليا للناقد الأدبي، وعليه فإن وظيفة الناقد الأدبي كما يقول الناقد "يوسف سامي اليوسف": "التعرف على مدى أصالة هذا النقل وصحته وجودته فالأصالة عنده هي القيمة حصراً، لطالما كانت وظيفة النص الأدبي هي نقل ارتسام الحياة على شاشة الروح"».

الناقد أحمد علي هلال

واعتبرت الأديبة "توفيقة خضور" الأسلوب والأدب والقيمة عمل يحمل قيمة معرفية متطورة بقولها: «ما يتضمنه عمل الناقد "يوسف سامي اليوسف" في منجزه النقدي قيمة ثقافية نقدية فهو متأصل بالمعرفة الوجودية والإنسانية ويحمل رؤية نقدية مختلفة مع كثير من النقاد في اختلاف المفاهيم بين الشكل والمضمون، فهو يصرح بأن النقد الأدبي هو علم القيمة، أو الدراية باستصدار حكم القيمة الناضج، وهو ما أراه الغاية النهائية لهذا النقد، كما أراه إنجازاً لا يقوى عليه إلا الأقوياء وحدهم، وثمة مجموعة عمليات لا محيد من إنجازها في ابتغاء البلوغ إلى حكم القيمة العادل، وهو أيضاً يشير إلى النظر في الأسلوب ومستواه وسماته وحجم الطاقة المودعة فيه أن يكون واحداً من أبرز تلك الأنشطة التي ينبغي على النقد أن ينهض بأوزارها، وذلك لأن النص الأدبي لغة ولا يملك أن يكون سوى لغة فحسب، ولكن يجب التنويه بأن لغة الأدب لا تنفصل البتة عن محتواه، وهذا يعني أن ثمة صلة دائرية بين الأسلوب والمضمون، أعني صلة تأثر وتأثير، فالمضمون يحدد اللغة التي تحتاج إليها، واللغة تحدد المضمون الذي تعبر عنه، والناقد "اليوسف" هو صوفي بامتياز وشأنه شأن جل الصوفيين الذين يؤكدون أن العقل لا يفضي إلى أي مكان يمكن لنا أن نعول عليه، ما يميز عمل الأسلوب والأدب والقيمة اللغة المتينة الجزلة، التي يحافظ فيها الناقد على رتابة خاصة بمنهجيته الذاتية، وربما عنوان عمله الأسلوب، هو جزء من أسلوبه المميز به في كتابة النقد، بثقافة واسعة يجمع فيها مقاربات وتقاطعات لثقافات أخرى متأثراً ومعجب بالشاعر "دانتي" وبالكوميديا الإلهية».

أما الناقد الدكتور "عاطف البطرس" فرأى أن الأسلوب والأدب والقيمة، اعتمد وفق أسلوب الناقد "يوسف سامي اليوسف" إلى مرجعية بقوله: «مما لاشك فيه جهد الناقد ومثابرته ومواجهته للثقافة بثقافة، بغية أن الثقافة ليست معزولة، وأمثلة العمل كثيرة في منجزه الثقافي وهذا يترك وضوحاً جلياً بتأثير الناقد بثقافتين الثقافة العربية، والإنكليزية بوصفه مدرساً للغة الإنكليزية جمع الناقد "اليوسف" في عمله مقالاته العشر لكنه وضع قيمة الرواية التاريخية ضمن سياق النص، والتي هي خارجه تماماً، حاولت اكتشاف المرجعيات التي أسس الناقد عليها عمله لنجد الصوفية، والشعرية، المفاتيح لشخصيته وقراءاته، فهو صوفي بامتياز، وهو مزيج من الصوفية الإسلامية، والتصوف، ومن المدرسة الانكليزية الرومانسية، فهو متأثر بمسألة الروح والنفس والتأثير والتلقي والخيال، بمعنى أنه حاول أن يلاقح بين ثقافتين وهو يدين الاغتراب ويعلي من مكانة الروح والنفس والرقي بها، ويعتبر أن أهم سمة من السمات الصوفية السمو بالنفس إلى حد التماهي مع خالقه، والصوفية ليست كما جاء في الكتاب أبعد ما تكون عن الواقع والتاريخ، والصراعات وهي تميل إلى التجانس والتآخي والسلوك، والتماهي والتآخي بين النفس البشرية شرطية تعيش بين ظهرانيها، إن أحد أهم مفاتيح الكتاب المرجعيات وأخطر ما جاء بهذا الكتاب النزعة الشكلية، إن الثورة الشكلية لا قيمة لها، النص عنده هو محتوى وليس مضمون والمحتوى وهو تحدث عن المحتوى، إذ لا يوجد قضايا كبرى مثل الاغتراب، نحن نعيش الشيء، الاغتراب، السلعة، السوق، ولكن ثمة سؤال من هو سبب الاغتراب ومسؤولية الاغتراب، وما أسلحة المواجهة؟».

الناقد الدكتور عاطف البطرس

وحول الشكل قيمة معيارية تابع الناقد الدكتور "عاطف البطرس" بالقول: «لايقوم الشكل بلا المضمون وهناك محتوى الشكل، والشكل ليس زينة وزخرفة، والشكل قيمة معيارية عالية في إنتاج الأدب، وهناك اتجاه على انهيار السرديات الكبرى، والكل متأثر بأجزائه والجزء يلامح الكل، ما تم من انجاز في الشعر لا قيمة له في عمل الناقد "اليوسف"، ولكن الم تتغير الحياة ووسائل الاتصالات والنفس، وسياق المتغيرات، إن التقليد والثبات هو موت للفن والأدب وأن التطور والتغير والتبرير هو التطور والحياة، والأدب يمكن أن يقوي عزيمة الإنسان ويسمو بالإنسان، كان محقاً الناقد "اليوسف" عن القيمة والمعيار، وعدم المساواة بين القيم وقيمة المعايير، أخيراً لا أعتقد الناقد "اليوسف" يملك منهجاً نقدياً لأن العرب لا يملكون المنهج النقدي خاصة أن للمناهج أنواعاً "مادي، نفسي، تاريخي" وغيرها، كذلك لدى العمل أحكام قاتلة مثل الحكم على الشعر، لكنه عمل يقرأ بشكل جيد ويغني المكتبة العربية بمعلومات نقدية ذات قيمة معرفية».

العمل النقدي