"دمشق" وللمرة الأولى تقدَّم بهذه الصورة المثيرة والأخاذة المضطربة، تكتب عنها ولها الكاتبة والصحفية "سعاد جروس"، حيث ترصد تحولاتها بماضيها وحاضرها، في كتاب حمل عنوان "زقاقيات دمشقية".

موقع "eDamascus" وبتاريخ 29/11/2011 ألقى الضوء على تجربة "جروس" في هذا الكتاب الذي هو إضاءة على هذه المدينة العريقة صاحبة الألقاب الكبيرة تاريخاً وحاضراً، من قبيل "حصن الشام، باب الكعبة، جنة الأرض، الفيحاء، الغناء العذراء، شام شريف" وغيرها من الألقاب.

تطلّب مني نبش كل ما كتبته بين عامي 1996 و2009، واختيار ما يبدو مناسباً، ثم إعادة صياغته في محاولة لتخليصه قدر الإمكان من الآنية التي تسم المقال الصحفي، وتدقيق المعلومات

تقول السيدة "أنعام بريدك" عن تجربة "جروس "في كتاب "زقاقيات دمشقية": « "جروس" قدمت في فصول الكتاب، جولة صحفية ـ استكشافية واستذكارية، أدواتها الرؤية، العلم، الملاحظة، الحكاية، الأثر، الشارع، اللغة، الموروث الشعبي، والحاضر المتمدن، وأخذتنا بين الماضي القريب والمهيب، وحيوية الحاضر لمدينة "دمشق" الضاجة بالحركة والتغيير، إلى الأسواق الدمشقية وزقاقاتها، ومقاهيها، حيث خاضت في لجى المهن والحرف السورية المنقرضة، وتوقفت عند المهن الحديثة، وتذوقنا معها الطبيخ الشامي في البيوت والمطاعم وعلى ضفاف بردى، ورأينا تخالط المسلمين والمسيحيين في عاداتهم وطقوسهم».

زقاقيات دمشقية

أما الروائي "فواز حداد" الذي كتب مقدمة الكتاب، يقول: «كتبت "جروس" هذا الكتاب عن "دمشق" على طريقتها، كما هي موجودة على الأرض يختلط فيها الماضي بالحاضر، فالتاريخ في جنباتها، تسلّلت إليه الحداثة مصحوبة بأحياء عشوائية، فكان كتابها نفحة من هنا ونفحة من هناك، تأخذنا إلى الأسواق، وتتجوّل بنا في الشوارع، وتزيح دخان النراجيل عن المقاهي، وتتعبّد في المساجد والكنائس، وتغوص في المهن والحرف "السورية"، ونستمع معها إلى نداءات الباعة الجوالين، وتخالط المسلمين والمسيحيين في طقوسهم، ولا تنسى "يهود دمشق" قبل أن يرحلوا وما تركوه خلفهم بعد الرحيل».

ويوضح الناقد والأديب "موسى سعود" رأيه بالكتاب قائلاً: «في البداية، كانت فكرة المؤلِّفة بأن تقتصر الاختيارات على التحقيقات التراثية، لكنها وجدت فائدة في ضم تحقيقات ترصد التحولات الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع الدمشقي كجزء مما طرأ على المجتمع السوري عموماً من تغيرات، فكانت إلى جانب موضوعات عن الأسماء الطريفة والأحياء الشهيرة، مواضيع عن المقاهي والتسوّق والسهر وغيرها».

ضمن ندوة كاتب وموقف

ويضيف "سعود": «لم تنظر "جروس" إلى "دمشق" على أنها مدينة استثنائية أو خارقة بين المدن، فلم تؤطرها بالغرابة والألغاز، أو تمنحها مزيداً من الأسرار المختلفة، ففي "دمشق" ما يكفيها ولا تحتاج إلى الادعاء ولا توسل الأحاجي».

وعن التحقيقات التي أجرتها الكاتبة عن الأماكن، يضيف "سعود": «جاءت التحقيقات الأولى عن الأماكن التي طالما تغنى بها الأدباء والشعراء، رأتها عين المحب عن سابق تصور، فخطّها هاو يكتب مشاعره وتفاعله مع ما قرأ ومع ما يحلو لمزاجه، لينشرها في صحف، أما التحقيقات اللاحقة فقد جاءت بعين راصد لظاهرة ما مستجدة، وما كان ذلك تحولاً بل تطوراً فرضته متطلبات المهنة».

سعاد جروس

ويتابع "سعود": «كانت قناعات "جروس" تزداد بأن "دمشق" ليست مدينة جميلة بأحيائها القديمة المتكئة بعضها على بعض، ولا بطابعها الأثري الموغل في القدم، بل بتراثها الاجتماعي المستمر، والذي يتجلّى في علاقات حميمة بين الناس، بكل ما تعنيه من دماثة ولطف وظرف، تجعل التعامل سلساً مريحاً، فهي مدينة قد لا نقع فيها على منظر معماري مبهر في صناعته، ولا أثر تاريخي أكثر بهاءً مما هو موجود في عواصم أخرى عريقة، بل قد تبدو منهكة أمام عواصم البلور الناهضة على الرمال، إنما هي مدينة تتميّز بمجتمعها المستقر، المتصالح مع تنويعاته المتناقضة، ما يجعله نموذجاً فريداً في العيش والتعايش، فما يتوافر في المجتمع الدمشقي لا يتوافر في غيره وهو التقاء الخصوصية المدينية مع الحميمية الريفية في فضاء جاذب يتّسع للجميع».

أما الكاتبة الصحفية "سعاد جروس" فتقول عن كتابه "زقاقيات دمشقية": «هذا الكتاب جولة صحافية في أزقّة "دمشق" وفضاءاتها، لكنه أيضاً جزء من حياتي، فتشوبه شبهة شخصية لا أنكرها ، فلا غرابة أن يجذبني الماضي تارة فأتورّط في الحنين، وطوراً تأخذني حيوية الحاضر فأغرق في تفاصيل التحوّلات المستمرة، وأحياناً تبدو جولاتي أشبه برحلة للتنقيب عن بعض ملامح "دمشق" ما قبل الإصابة بحمى السياحة حتى إلى ما بعد حلول عصر الاستهلاك من خلال عدد من التحقيقات الصحافية لا يجمع بعضها ببعض سوى الوفاء لـ"دمشق"».

وتضيف "جروس" فتشير إلى الكتاب بأنه: « تطلّب مني نبش كل ما كتبته بين عامي 1996 و2009، واختيار ما يبدو مناسباً، ثم إعادة صياغته في محاولة لتخليصه قدر الإمكان من الآنية التي تسم المقال الصحفي، وتدقيق المعلومات».

الجدير بالذكر كتاب "زقاقيات دمشقية" صادر عن شركة "رياض الريس للكتب والنشر".

الطبعة الأولى 2011، عدد الصفحات 260 صفحة من القطع الوسط.

الجدير بالذكر أيضا "سعاد جروس" صحفية وكاتبة سورية، إجازة في الصحافة من كلية الآداب جامعة دمشق 1996، عضو اتحاد الصحفيين العرب 1997.

عملت مراسلة جريدة الشرق الأوسط اللندنية منذ 2007 ، وهي كاتبة مقال أسبوعي وتحليل سياسي في مجلة الكفاح العربي اللبنانية منذ 2004 ومراسلة دمشق وكاتبة زاوية يومية في جريدة الكفاح العربي اللبنانية. 2002 ـ 2004 و محررة في مجلة النقاد اللبنانية الصادرة عن شركة رياض الريس للنشر بيروت 2002 ـ 2004 و مراسلة صحفية ومديرة مكتب دمشق لمجلة النور الصادرة في لندن عام 1996 ـ 2004 ومديرة تحرير مجلة شبابلك الشهرية الصادرة في دمشق2004 ـ 2005.

سبق وعملت صحفية متعاونة في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية عام 1995

(جريدة تشرين ومجلة تشرين الأسبوعي والثورة السورية، مجلة العربي، مجلة نزوى العمانية، مجلة مدى )

من أعمالها:

  • مجموعة شعرية بعنوان (رمان) صادرة عن دار رياض الريس في بيروت 2008

  • مجموعة شعرية (هكذا احبه) عن دار رياض الريس في بيروت2010