«استفاقت قدراته الأدبية متأخرة بعض الشيء، لكنها كانت قد نضجت فاجتاحت الصمت والفطرة والسجية، وتآخى فيها العقل والموهبة والأصالة». هذا ما كتبه الدكتور "فرح سليمان المطلق" في تقديم مجموعة الأديب "سهيل الذيب" القصصية "الكاتب والشرطي".

بدوره تحدث لموقع eSyria الأستاذ "يوسف الحريب"، رئيس المركز الثقافي العربي في "المزة" عن تجربة "سهيل الذيب" الأدبية، فقال: «الأستاذ "سهيل الذيب" هو أديب متمكن بحكم أنه شاعر وروائي وقاص وصحفي أيضاً، فالقصة التي يكتبها يتفاعل الجمهور معها، دليل أنه يعرف ما يكتب ويعرف ما يريد، ويعرف من أين تؤكل الكتف، إن كان باللغة أو بالكتابة، وهو صاحبة تجربة طويلة».

الأستاذ "سهيل الذيب" هو أديب متمكن بحكم أنه شاعر وروائي وقاص وصحفي أيضاً، فالقصة التي يكتبها يتفاعل الجمهور معها، دليل أنه يعرف ما يكتب ويعرف ما يريد، ويعرف من أين تؤكل الكتف، إن كان باللغة أو بالكتابة، وهو صاحبة تجربة طويلة

كما علق الروائي "عبد الإله الرحيل" رئيس اتحاد كتاب ريف "دمشق" بالقول: «دخل "سهيل الذيب" الكلمة من أوسع أبوابها وفي ذات الوقت من أصعبها وقف ليدخل وهو يصرخ شعراً لأنه صار على حافة اليقين، لأن الكثرة الكاثرة من البشر قد وضعت أصابعها في آذانها فهي لا تريد أن تسمع صرخة حزين أو مقهور ولكنها تريد أن تسمع تآوهات مغناجة».

يوسف الحريب

ويضيف الدكتور "ممدوح أبو الوى" مدرس في جامعة البعث- "حمص"، عضو اتحاد الكتاب العرب: «يستخدم "سهيل الذيب" في تقنيته السردية تداعي الذكريات التي استخدمها الروائي "مارسيل بروست" في رواية "البحث عن الزمن المفقود" وكذلك يستخدم تقنية البعد النفسي أو تيار الوعي وهذه اشتهر بها "ديستويفسكي" وكذلك المونولوج الذي استخدمه الروائي الإنكليزي "جيمس جويس" وأهم ما في كتاباته الثنائية الضد بين الخير والشر والجمال والمقبح إلى ذلك فأسلوبه سهل واضح بسيط رغم أنه مغرق في اللغة الفصيحة».

أما الأديب "سهيل الذيب" فقد تحدث مجيباً عن تأخره في نشر نتاجه الأدبي بالقول: «أنا أكتب منذ زمن طويل، ولكنني لا أنشر، فتأخرت بالنشر، ولولا أحد أصدقائي الذي أجبرني على أن أخرجها، وإلا لما كنت أريد النشر، فأنا كنت أخجل من أني قد أكون قد كتبت أدباً أقل من المستوى الذي يليق بالحالة الإبداعية التي تحترم ذائقة المتلقي».

د. ممدوح أبو الوي

وبالنسبة لكتاباته عن الحب، الأمومة، القضايا الكبرى، يقول:«يجب ألا يكون هناك حاجز بين الأدب وأي شيء، الممنوعات وغير الممنوعات، وإلا لن يكون الأديب مبدعاً، إذا أراد المسير على الطريق المستقيم الذي ورثه الأولون، فهو بذلك لن يبدع شيئاً، يجب أن يحرث الأرض حراثة حتى يخرج الأدب الجديد، فكثيراً ما أسأل نفسي إن قدمت القصة ولم تؤدي لشيء، فلماذا أكتبها؟؟ يجب أن أقدم شيئاً جديداً، ليس من الضروري أن يكون كل شيء جديداً، إنما من الضروري وجود الجديد، حتى يعرف الناس الأديب ويهتمون به، كيلا يكون مثله مثل غيره، فآلاف الناس مروا على هذا الطريق ولم يضعوا بصمة».

وأجاب عن معنى حصوله على جائزة "المزرعة- 2009" التي لها مكانتها المهمة كجائزة أدبية في سورية، وعن كونه كاتباً لم يكن معروفاً بالحقل الإبداعي الأدبي، بالقول: «عنت لي أنها أهم حدث في حياتي، وأمر عظيم، فهذه من الجوائز التي لا توجد فيها الواسطة، أنا لم أنشر قصة لأنني أخجل من نشر القصة، أخشى أن تكون أقل من المستوى، ولفترة طويلة لم أنشر، ولكن بعدما رأيت ما ينشر وجدت أنني يمكن أن أكون مثلهم أو أكثر بعض الشيء، وأن لدي شيء يمكن أن يُقرأ، فعنت لي كثيراً، وخصوصاً أنها كانت أول مرة يخطر ببالي أن أبعث مادة لمسابقة، وإذ بها تفوز بالمرتبة الأولى، وهذا أمر جميل، وغير كثيراً في حياتي، وعنى لي كثيراً، وأشكر كثيراً القائمين عليها الذين يدفعون الكثير من المال فقط لنشر الثقافة والعلم والإبداع».

د. فرح سليمان المطلق

وأوضح عن مرد استخدامه السخرية أسلوباً في كتاباته: «إنها ليس قضية إخراجية، السخرية أسلوب للكاتب، لكن ليس كل أسلوبي ساخر، رغم أنني كنت محرراً في مجلة "جيش الشعب"، وقالت لي إحدى الزميلات، "سخريتك كسيف ذو حدين، أحياناً تؤذي كثيراً وأحياناً نضحك منها كثيراً"، فهي جارحة ومداوية بنفس الوقت، فأنا أكتب بهذا الأسلوب لأنه أولاً أقرب إلى الناس، هذه الحالة ليست طبيعية، كثيراً ما نرى بعض الناس تضحك ولكنها من الداخل مجروحة، أو من شدة البكاء نجد من يضحك على مبدأ "شر البلية ما يضحك"، يمكن أن أكون قد وفقت في بعض الأحيان، وهذا ليس أسلوبي الدائم، رغم أنني أفكر أنه يجب أن أكتب به، لأنه يساعدني وأنا متمكن منه».