«السيدة "لينا" من الناس الذين يمكن أن يكونوا مهتمين بالثقافة والأدب، وهذا شيء جيد في مجتمعنا، وأنا أثمن هذا الأمر، والاهتمام به، فهي تقدم دراساتها ليست متخصصة ولكنها تأخذ موضوعاً معيناً وتتطلع إليه وتلخصه، ونتيجة هذا الجهد تعطيه للجمهور بالأمسيات الأدبية وفي المراكز الثقافية، وهذا أمر جيد، ونتمنى لهذه الظاهرة أن تزيد». هذا ما تحدث به الدكتور والشاعر "علي عباس"، مدير مشروع الاستمطار لموقع eSyria.

أما الأستاذ "يوسف الحريب"، رئيس المركز الثقافي العربي في "المزة"، فقد قال: «سمعت مختارات من "لينا عريج" تتراوح بين الخاطرة والقصة، عندها العديد من المحاولات، طبعاً لي مآخذ لغوية بشكل عام، لأن الأدب لا يتحمل الأخطاء اللغوية، ونتمنى لها التوفيق في المستقبل».

سمعت من "لينا" أشياء كتبتها، أجادت في نقل الإحساس الصادق من خلالها

الكاتبة والروائية "منيرة حيدر"، تقول: «سمعت من "لينا" أشياء كتبتها، أجادت في نقل الإحساس الصادق من خلالها».

د. علي عباس

بدورها تحدثت السيدة "لينا عريج" مجيبة عن الأدب الأنثوي، بالقول: «الأدب يحتمل التصنيف لصيغة الأدب الأنثوي، ولكن لا أن نكتب ضد الرجل إن كنا إناثاً، فالأدب الأنثوي ليس ضد الرجل، فتطور المرأة تطور يتماشى مع التطور الفكري للرجل، مثلما طرح "قاسم أمين" و"سعد زغلول"، الذين ساعدوا بموضوع تحرر المرأة، وإن لم تتحرر المرأة لن يتحرر المجتمع ككل، فالمرأة هي نصف المجتمع، وهي التي تلد وتعد الرجال، فإن لم تعد هؤلاء الرجال إعداداً قوياً يواجه تحديات المجتمع والحياة، فسيعود هذا لنقص في الوعي بها وبه على السواء، فرجال الوعي والمعرفة ساهموا بنهضة المرأة، كما حدث في سورية مع الأديبة "كوليت خوري" و"نازك العابد" التي أدى وقوف أهلها وزوجها بجانبها إلى نهضتها بطريقة غير عادية، وأطلقت عليها الصحف الغربية "جاندراك" العرب، لأنها وجدت دعماً من قبل زوجها وأخيها وأبيها».

وعن تجلي النفس الأنثوي فيما تكتب، تقول: «أنا كتبت خواطر وقصة قصيرة جداً وليس شعر، تلمح الحزن بالخواطر والقصة، وتلمح الانتظار، الكثير سبق وأن قالوا أنهم لمحوا الانتظار والصبر والحلم في قصتي القصيرة، وقد عبرت في الأمسية الأخيرة عن هذا الأمر، وكان واضحاً ومكرراً بأكثر من خاطرة وقصة، هناك حزن وانتظار وصبر:

منيره حيدر

ألف عام

منذ ألف عامٍ انتظرتك.. وريدي يضيق بدمه

منديلي يعتصر من دمعي.. أيامي تضج من الضجر

وردتي بين يدي.. عنك تسأل...

أمسياتي حزينة.. تاجي كاذب يهوى الفخار

ويموت من لوعة الانتظار».

أما عن الجنوح نحو القصة القصيرة جداً، فتقول: «أولاً أنه منفذ شخصي، فهناك حاجة داخلية تعبر عن نفسها بصيغ مختلفة، من الجميل أن يكون التعبير بعفوية، عندما يكون بهذا الشكل أعتقد أن تقبل الجمهور سيكون أكثر، بأي شيء يمكن أن يفعله المرء من المهم أن ينطلق من القلب ويصل إلى القلب مباشرةً دون أي حواجز... كما أقول في قصة "همسة":

التقيا على شاطئ البحر بعد شوقٍ شديدٍ

تعانقا.. تلامسا.. اتفقا على حب لم تشهده العصور من قبل

همسَ في أذنها: أحبك.. أحبك... أحبك.... أحبك قبل أن أولد.

همست في أذنه واحمرار الخجل اعتلى الوجنتين:

سأبقى أحبك إلى ما بعد موتي.

بعد أيام من زواجهما لم يبق من الهمس إلا قشور فولٍ مرمية على شاطئ البحر».

وأجابت عن الحالة التي تخرج فيها الخاطرة أو القصة القصيرة: «تخرج الخاطرة أو القصة القصيرة نتيجة ظروف معينة ونتيجة معاناة، عندما نكون بحالة سعادة نكتب بسعادة، ولكن دائماً الكتابة بالأسى والحزن والمعاناة هي الكم الأكبر، أنا كتبت الحزن على "ليال"، الصحفية التي اغتالتها الأيدي الغادرة بحرب تموز عام 2006، وامتزج الحزن مع القوة مع الأسى، فنحن نستقوي من خلال وفاة المتميزات، والصبر تميز عندما كتبت خاطرة "الانتظار"، هذه فيها صبر وحب وأسى».

وتتابع: «التأثر بالقصة القصيرة أو الخاطرة يكون عندما تمس شغاف القلب أو حدث مهم بالحياة، فأنا كتبت خاطرة من وقت طويل ولم تعجبني، قررت إلغاءها وكانت موجودة في دفتري، قرأها أحدهم فأعجب بها وتساءل عن عدم رغبتي بنشرها، عرضتها على أكثر من شخص أيضاً قالوا أنها جميلة وفيها تميز، بالنسبة لي يمكن أن أكون قد خرجت من الحالة النفسية التي كنت تحت تأثيرها، فلم تعد تعني لي شيئاً، ولكن عندما قرأها غيري ومسته بشكل شخصي رآها جميلة».

وتضيف: «تطرقت إلى الجانب الأدبي في عام 2000، معتمدة على رصيد ثقافي منذ نعومة أظفاري، حيث كنت أطالع باستمرار بمجالات متعددة، وأركز على الجانب الاجتماعي والجانب الفلسفي أكثر من غيرهم، من ثم أحببت دخول نطاق المراكز الثقافية، ، نتيجة تشجيع كبير من أصدقاء جيدين، كان هناك تردد بالبداية ثم بدأت رويداً رويداً، وأصبحت ألقي المحاضرات في المراكز الثقافية، أكثر ما أكتبه يتناول الناحية الاجتماعية والفلسفية بما يهم المرأة والطفل، ثم تطرقت البحث في حياة الشعراء منهم "الحطيئة"، "أبو العلاء المعري"، "أبو القاسم الشابي"، وعن "البحتري"، و"المتنبي"، عملت دراسات عنهم، وعن عدة شعراء آخرين أيضاً، اهتممت بجانب الشعر وبحياة الشعراء، بداياتهم وانطلاقاتهم، الظروف التي عاشوها، ومعاناتهم. وحديثاً دخلت مجال القصة القصيرة جداً، أحسستها لطيفة، وبنفس الوقت تحتاج لتكثيف في الحدث».

وقالت مجيبة عما إذا كانت الإطلالة على حياة الشعراء قد تقدم إضافة: «عندما نطلع على حياة الشاعر فهذا يضيف لنا الكثير على صعيد المعرفة الإنسانية في المجال الإبداعي، وأهم إضافة هي معرفة ظروف المعاناة التي عاشها كل شاعر والاستخلاصات الحياتية، فالشعر في معظمه وليد المعاناة، ومعاناة معظم الشعراء هي التي خلقت منهم الشاعر، ولا يمكن للشاعر أن يكون شاعراً إلا إن عاش معاناة حقيقية وقاسية كما حدث مع "أبو القاسم الشابي" عندما كانت تونس تحت الحكم الفرنسي، فالمعاناة صقلت موهبته، إضافة إلى اهتمامهم باللغة والقرآن الكريم، فـ"أبو القاسم الشابي" حفظ القرآن الكريم بعمر 9 سنوات، كل هذا أهله ليكون شاعراً متميزاً».