حتى لا ننسى فلسطين، ولكي تبقى دائماً في القلوب والعيون رغم الشتات والتهجير، مؤسسة العودة للثقافة الفلسطينية نظمت في 9/6/2008 بالمركز الثقافي (مخيم اليرموك) الأسبوع الثقافي الأول تحت عنوان " الوطن على مرمى قصيدة "،

بمشاركة من الأدباء والشعراء والروائيين الفلسطينيين في الشتات الذين لبوا الدعوة وقدموا من مختلف الدول العربية للمشاركة والتأكيد أن قضية فلسطين ستبقى القضية المركزية والأساسية لدى الفلسطينيين والعرب رغم التهجير والبعد عن الوطن الأم وتتابع الأجيال وتواليها.

eSyria تواجدت هناك وأجرت اللقاءات التالية:

أ.د. أحمد صيام

الأستاذ الدكتور أحمد صيام، إمام المسجد الأقصى السابق، والمحاضر في الجامعة الإسلامية قال: " للقدس والأقصى نضارة تجتمع عليها الأمة الإسلامية والعربية، فالأمة اليوم مشتتة متفرقة ولا تجتمع إلا على الأماكن المقدسة التي تلامس كيان الروح لدى كل إنسان مسلم كان أو مسيحي، فمكة المكرمة والمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، والقدس والأقصى في فلسطين، ومن هذا المنطلق نحن نعول على الأجيال القادمة الصاعدة في تحرير الأرض والإنسان".

وحول الدور الذي يلعبه الأدباء والشعراء في دعم القضية أضاف " شاعر واحد بعث برسالة إلى القائد صلاح الدين الأيوبي بثلاث أو أربع أبيات من الشعر جعلته ينتفض ويثور ويقود جيشاً إلى الأقصى لطرد الغزاة وتحرير القدس، فما بالك ونحن آلاف من الكتاب والشعراء والأدباء نكتب إلى أمتنا لنوقظها من سباتها ونشجعها، ونكتب إلى ولاة أمورنا نشد على أيديهم ونقف خلفهم حتى تحرير الأرض المقدسة من الغرباء عنها، وهذا حاصل بإذن الله".

الشاعر عبد الغني التميمي

وعن أهمية وحدة الصف الفلسطيني في هذا الظرف قال " في الحقيقة.... كنت أخاطب طلابي في الجامعة الإسلامية ذات يوم فقلت لهم:

(رص الصفوف عقيدة أوصى بها الإله نبيه... ويد الإله مع الجماعة والتفرق جاهلية ) فلا أهلنا في الضفة الغربية فتحاويين أو غير ذلك، ولا أهلنا حماسيين أو جهاديين قادرين على تحقيق أهدافنا ما لم يكونوا يداً واحدة في مواجهة أعدائهم، وهم قادمون لا شك في ذلك فالأخوان في البيت يغضب بعضهم من بعض وتنشأ بينهم خلافات تطول أو تقصر إلا أنهم يبقون أخوة ولا يمكن التفريق بينهم، والآن وفي هذا الوقت بالذات مختلف الفصائل الفلسطينية تطالب الأمة العربية براب الصدع الفلسطيني وممارسة ذات الدور الذي لعبته الدول العربية في لبنان لراب الصدع هناك، فعليها ممارسة دورها الحقيقي للتوفيق والجمع بين مختلف الفصائل الفلسطينية من خلال العودة إلى طاولة الحوار المشترك".

الروائي خليل عودة

(عبد الغني أحد التميمي) يحمل الجنسية الفلسطينية ومقيم في المملكة العربية السعودية أتى إلى سورية للمشاركة في الموسم الثقافي الأول، سألناه عن الدور الذي يلعبه الأدب في هذه الظروف فقال " لا شك بأن للأدب دور كبير، وأعتقد أن الأمة العربية والإسلامية تمتلك مخزوناً كبيراً في مختلف المجالات الإنسانية، ومنها المخزون الثقافي المتمثل في الشعر والأدب والقصة وغير ذلك من الفنون الأدبية، والأصل أن على الأمة العربية في مثل هذا الظرف التي تعيشها أن تستنفر وتستخرج كل طاقاتها لمواجهة المشروع العدائي الذي يغير على هذه الأمة هادفاً إلى تغيير قيمها وثوابتها، ومن هذه المخزونات الكبيرة والمؤثرة إعلامياً وفي إثارة المشاعر الإنسانية، الشعر الذي يحمل في أبياته ناراً متوقدة تبعث في النفوس الغضب وتحرضها لتكون صفاً واحداً في مواجهة الأعداء."

وحول السبب في اختيار عنوان " الوطن على مرمى قصيدة قال: " هو عنوان أدبي شعري المقصود به أن القصيدة الصادقة الأصيلة تقصر وتلغي المسافات بين الإنسان الفلسطيني في أي ارض كان وبين وطنه، ليبقى على تواصل مع أهله وشعبه رغم كل العوائق والحواجز التي تحول دون ذلك".

(خليل إبراهيم عودة)، روائي فلسطيني مقيم في الأردن قال عن مشاركته " هي قراءة قصصية في هذه المرحلة الحرجة التي تمثل حالة تعبوية في ظل مجموعة من الظروف الصعبة التي وصلنا إليها، ونتمنى أن تتجاوزها أمتنا العربية عبر الإيمان بوحدة المصير المشترك والروابط الأخوية التي تجمع مختلف الشعوب العربية وتؤلف بينها".

وعن الدور الذي يلعبه الإنسان الفلسطيني في المهجر قال " من أوائل المهمات للإنسان الفلسطيني في المهجر أن لا ينسى وطنه الأم، أن لا ينسى فلسطين رغم الفراق والشتات، وأن يقوم بتربية أولاده تربية تكون فيها مركزية فلسطين في عقولهم وقلوبهم هي الأساس في التناول التربوي معهم، بحيث يبقيهم على اتصال دائم مع وطنهم حتى لو كانوا بعيدين عنه، إلا أنهم يعيشون المعانات مع أهلهم وشعبهم بروحهم وإرادتهم وتصميمهم على العودة إلى أرضهم، فهذه المهمة الأولى والأكثر أهمية حتى لا نضيع في أنحاء العالم وفي الشتات وتضيع قضيتنا والأجيال القادمة تنتهي إلى البوار والضعف، كما يتمنى ويسعى إليه قادة الكيان الغاصب الذين عولوا على مبدأ تتابع الأجيال متأملين في نسيانهم لقضيتهم، ولكننا الآن نقاتل ونقاوم الجيل الثاني أو الثالث منهم وسنظل نقاوم حتى النصر والتحرير".

وعن القصة التي يشارك من خلالها في الموسم الثقافي أضاف " تتناول القصة بشكل أساسي قضية العودة إلى أرض الوطن رغم المعانات والتهجير وقسوة الحياة، فالعودة إلى فلسطين لا بد منها في يوم من الأيام مهما طال الزمن أو قصر، فالظلم لا يدوم ونور الحق لابد أن يشرق من جديد".

تجدر الشارة إلى أن فعاليات الموسم الثقافي الأول مستمرة عبر عدد من الندوات والمحاضرات التي يلقيها مجموعة من الأدباء الفلسطينيين من مختلف الدول العربية وذلك في إطار إحياء الذكرى الستين للنكبة في فلسطين.