ألقت الدكتورة عاطفة الفيصل في المركز الثقافي العربي بالعدوى، محاضرة عن شاعر الشام: شفيق جبري بحضور عدد من أعضاء اتحاد الكتاب العرب، وجمهور من المهتمين، والطلبة .

د. الفيصل ( أستاذة جامعية في كلية الآداب– جامعة دمشق– اختصاص أدب حديث، صدر لها كتابين : صورة المرأة في الرواية السورية، والحركة الشعرية في سوريا... لها عدة مقالات تخصصية في الصحافة السورية...)

شفيق جبري :

ولد في العام 1898م في حي الشاغور بدمشق، حصل على الشهادة الثانوية عام 1913 من مدرسة الآباء العازاريين ، أتقن اللغة العربية، والفرنسية، وألم بالإنكليزية ...نشأ في ظل الحكم العثماني، وعاش العديد من الأحداث التي أثرت في وعيه،وشخصيته أثناء الحرب العالمية الأولى، وما خلفته من مآسٍ ودمار، إعدام جمال بشا السفاح لأحرار العرب عام 1916في ساحة المرجة بدمشق، معركة ميسلون، والاحتلال الفرنسي لسورية عام1920، ثم المقاومة السورية للاحتلال وصولاً إلى الاستقلال 1943م، والجلاء التام للقوات الفرنسية 1946، مروراً بالحرب العالمية الثانية... عمل موظفاً في دائرة المطبوعات عام 1918، ثم تولى رئاسة ديوان وزارة المعارف 1920، وانتخب عضواً في المجمع العلمي العربي 1926،ثم عين أستاذاً بكلية الآداب فعميداً في الجامعة السورية ،وبقي في منصبه إلى العام 1958م.... له مؤلفات كثيرة منها: أنا الشعر ، وأنا النثر، وهما من أروع ما خلفه جبري، له ديوان شعر (نوح العندليب)، فضلاً عن مجموعة من الدراسات، والمحاضرات... توفي جبري عام 1980م عن عمرٍ يناهز اثنين وثمانين عاما، ًودفن في مقبرة باب الصغير بدمشق ...

فبعد أن قدمت د .الفيصل نبذة عن حياة الشاعر، بدأت بقراءاتٍ شعرية تعود إلى مراحل مختلفة من حياته، وعملت على تحليلها، والتعليق عليها...

اتجاه جبري في الشعر : حاكى جبري في شعره الشعراء الأقدمين....وكان ذلك اعتراف منه بعبقرية الأجداد، فهو بالتالي يريد أن يوطد جذور التراث الخالد... جبري يؤمن إيماناً كاملاً بالتجديد في الأدب و يرى أن مسألة التجديد طبيعية جداً فالحياة تتجدد باستمرار، وكذلك الأدب فهو مرآة الحياة ، فلا بد أن يصنع شرطاً أساساً للتجديد، وهو المحافظة على روح اللغة، وعبقريتها... هكذا يمكننا أن نطلق على جبري تسمية الأديب الأصيل...)

جبري و دمشق:

تغنى جبري بأمجاد دمشق ، وماضيها العريق ، وطبيعتها الساحرة، عشقها واعتبرها رمزاً لبلاد الشام... شعره الوطني ينزف دماً...و لم يخمد لهيب الحماس في شعره ، والحث على النضال،ومواصلة الكفاح لإحراز النصر...

عاش جبري في الشام، وشاركها أفراحها ،وأحزانها،فقد كانت ترزح تحت نير الاحتلال الفرنسي الغاشم ...وحين تحقق الجلاء... كان جبري البلبل الذي صدح وغنى أفراح العيد، ولذلك لقب بشاعر الشام، وهو الذي أنشد لمناسبة الجلاء:

حلم على جنبات الشام أم عيد لا الهم هم ولا التسهيد تسهيد.

أتكذب العين و الرايات خافقةٌ أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد.

لو ينشد الدهر من أفراحنا ملأت جوانب الدهر في البشرى الأناشيد.

اختتمت د. فيصل محاضرتها بقراءة المزيد، والمزيد من شعر جبري مركزة على رومانسيته, وبساطة ألفاظه، وعمق معانيه.

تفاعل الجمهور مع المحاضرة، ففي العديد من المرات كان الحاضرون، لاسيما المسنون منهم يرددون مع الدكتورة أبيات جبري التي يحفظونها عن ظهر قلب.... إنه الحب للشام، وشاعرها.

في نهاية المحاضرة دار نقاش بين الدكتور إحسان الهندي، و د.الفيصل حول اتجاه جبري الشعري، كما ناقش الحضور ميل جبري إلى التجديد، وضوابط هذا التجديد من وجهة نظره.

انطباعات:

د يوسف عبد الأحد(عضو اتحاد الكتاب العرب): أتيت للمحاضرة حباً بالشاعر جبري، وقد عرفته من خلال أخي نويل الذي ترجم رباعيات الخيام، وقدّم لها شفيق جبري آنذاك.

د . إحسان الهندي : مثل هذه المحاضرات جيدة، وضرورية، لكن الأهم الترويج لها عبر الإعلام، والعمل على التنسيق نشاطات المراكز الثقافية بشكل أفضل، وتنويعا، وتوزيعها على مدار الأسبوع بشكلٍ متوازن.

الصحفي سمير المحمود : كانت المحاضرة ممتعة تم الإعداد لها بشكل جيد...تتمتع الدكتورة عاطفة بقدرة جيدة على الإعداد، و الاختزال، وتقديم المعلومة بشكلٍ سلس.

د . الفيصل لeDamascus:

هناك تقصير كبير في تسليط الضوء على الشاعر شفيق جبري... هذه أول محاضرة ألقيها عنه، إلا أن حبي له، و إعجابي بشعره يعود إلى زمنٍ بعيد... أدعو الباحثين لتناول هذا الشاعر الكبير من خلال الدراسات، ورسائل الماجستير، والدكتوراه فهو بمصاف شعراء كبار من رتبة : أمير الشعراء أحمد شوقي ، و بدوي الجبل...