أقيم في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة أمسية شعرية أحياها الشعراء: مصلح عبد الصالح الأشقر والشاعر الشاب نوار جلال طالب، بحضور عدد كبير من الضيوف ومتذوقي ومحبي الشعر.

بدأت الأمسية بكلمة ترحيبية من السيدة نهلة محفوظ بشاعرنا مصلح عبد القادر الأشقر والضيوف الكرام.

انتقل الميكرفون إلى الشاعر مصلح يصاحبه عزف على العود يتلو الشعر بأبهته الزاهية متبحراً بين القوافي والأوزان ليرسم لوحات مذهلة من الشعر الذي يتفنن في حبكه ويستلذ في سبكه ويلقي أكثر من قصيدة منها: رسالة من طفل بغزة إلى أبيه واصفاً معاناة أطفالنا هناك، ومن الأدب المهجري سوسنتي، ثم وقف احتراماً عند قراءته لقصيدة: بردى أيقونة الشعراء، بعدها ألقى قصيدة بعنوان: احتفالية واحدة في المركز الثقافي بأبو رمانة، وفيروز في دمشق، ليكون الختام مع قصيدة: دمشق العاصمة.

من الحضور

ثم اعتلى المنصة الشاب الشاعر والصحفي نوار جلال طالب الذي حملنا إلى القدس بشعره الملتزم مصوراً المعاناة بكلمات شعرية مصفوفة فألقى: خلف بوابة القدس، وآخر الأخبار، ليعود إلى العاطفة والحب: بدعوة وحمام وحنين، أما قرون من عجين فكانت عن الحال العربي بشكل عام، ومن الوطن ما قتل، هي قصيدة وعود من أجل المصلحة العربية والختام كان مع وجع دمشقي وهي عنوان ديوانه الأخير.

الشاعر مصلح الأشقر فلسطيني الأصل من مواليد قرية السموع بلواء الجليل، عام 1940، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة الزاوية في بلدة صفد.

هاجر مع من هاجر من سكان قرية السموع– سنة 1948- إلى جنوب لبنان ثم إلى دمشق عبر بيروت، وقد اكتوى بوطأة المعاناة مع أهله وأهل قريته حيث قطعوا المسافات مشيا على الأقدام وقطعوا الجبال هربا من بطش الصهاينة.

درس في دمشق ثم درّس فيها والتحق بالبعثة السورية المتجهة إلى الجزائر للمساهمة في تعريبها.

كتب ديوان «السنديانة» وتحدث فيه عن نضال الجزائر وحرب التحرير وبعد إحالته على التقاعد، كتب الجزء الأول من ديوان (الجليل) في دمشق، وكتب قصيدة طيور بلا حدود خلال زيارة لمدينة ماديسون.

وقد حلق في سماء الشعر من خلال وصفه لمدن فلسطين: صفد– وادي الطواحين– عين الزيتون– الظاهرية– السموع– وميرون؛ كما وصف: عكا- حيفا- خان يونس.

ومن أعماق رماد النكبة انبثقت أعماله لترسم بمداد النور صورة الأرض المغتصبة ومعاناة أهلها المتواصلة منذ ما يزيد على نصف قرن.