تمكّن فريق من برنامج التعليم الطبي في الجامعة الافتراضية السورية من الفوز بالمرتبة الثانية في المؤتمر العلمي الدولي الرابع الافتراضي، بعنوان "التنمية المستدامة وآفاق تحقيقها في الشرق الأوسط"، عن بحث حمل عنوان "استراتيجية مقترحة لتقليل وفيات الفريق الطبي بكوفيد 19 باستخدام نموذج كوتر لإدارة التغيير".

محاور المؤتمر

الدكتورة "ميسون دشاش" محاضرة ومديرة برنامج التعليم الطبي في الجامعة الافتراضية السورية، وباحثة مشاركة في البحث الفائز تقول لمدوّنة وطن: «الأبحاث المشاركة في المؤتمر هي 40 بحثاً لباحثين من مختلف الجنسيات، وبلغ عدد الأبحاث المشاركة من "سورية" 29 بحثاً، فيما بلغ العدد الإجمالي للباحثين المشاركين 82 باحثاً تنوّع عملهم بين بحوث إفرادية أو بحوث جماعية كفريق، وهناك أربعة محاور أساسية في المؤتمر هي؛ محور بحوث البيئة والطاقة، محور البحوث الطبية والصحية، محور بحوث علم النبات والتربة، محور بحوث الوراثة والبايوتكنولوجي والأغذية، وجميعها تصبُّ في أهداف التنمية المستدامة».

بأنه البرنامج الوحيد الذي يضم الاختصاصات الأربعة، ومن الكوادر التدريسية والتدريبية من وزارات التعليم العالي والصحة والدفاع والداخلية، والدفعة الأولى من هذا البرنامج هي قيد التخرج، والأمل معقود عليها في الارتقاء بالتعليم الطبي وجودة المؤسسات الطبية إذا تم استثمار هذه الكوادر بالشكل المناسب

وتتابع بالقول: «يتم تدريب طلاب الماجستير في مقرر القيادة الإدارية للتعليم الطبي في برنامج ماجستير التأهيل والتخصص، على وضع استراتيجية بشكل جماعي تفيد حل مشكلة صحية في "سورية" أو مشكلة في الكليات الطبية بما ينعكس بشكل إيجابي على واقع الصحة في المجتمع، ويشكل البحث جزءاً من هذا المقرر حيث بلغ عدد الأوراق البحثية المقدمة من قبل برنامج التعليم الطبي خمس أوراق بحثية لعشرة باحثين وكانت ورقتنا البحثية هي الفائزة بالجائزة وهي موافقة للنشر في مجلة "العلوم الحديثة والتراثية" ومجلة "Journal of Genetic and Environmental Resources Conservation " بشكل مجاني لذا تعدُّ الجائزة مادية ومعنوية بآن واحد».

د."ميسون دشاش"

تفاصيل أكثر

البحث الفائز

وفيما يتعلق بتفاصيل البحث وأهميته تضيف: «يتضمن البحث تصميم استراتيجية لإنقاص وفيات الفريق الطبي بكوفيد 19 في العالم، من خلال تطبيق نموذج "كوتر" الذي يعتمد بشكل رئيسي على ثماني مراحل متدرجة بطريقة منهجية تركز على تصميم رؤية واضحة يتم تنفيذها من قبل عمل جماعي وتشاركية في العمل، بما يحقق هدفي التنمية المستدامة الثالث المعني بالصحة والرفاه، والرابع المعني بجودة التعليم الطبي، وتأتي أهمية البحث من خلال تسليط الضوء على تدريب الكوادر الطبية لوضع استراتيجيات وخطط عمل ومؤشرات، تساهم في قياس مدى تحقيق المؤسسة لأهدافها وفق جداول زمنية محددة، وضرورة وجود تشاركية بين جميع الكوادر الطبية في مجالات الطب وطب الأسنان والصيدلة والتمريض للنهوض بالقطاع الصحي، كما تبرز أهميته على الصعيد الدولي في تمكن "سورية" وباحثيها من المشاركة وبشكل فعال في وضع استراتيجيات لمكافحة فيروس كوفيد 19 كبقية الباحثين في العالم، وفي مقدرة باحثيها على إنجاز بحوث علمية مميزة تنال التقدير الدولي خصوصاً في مؤتمر دولي يسلط الضوء على آفاق تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهذا دليل على الإصرار والمقدرة على تجاوز جميع العقبات رغم كل الظروف التي يمر بها بلدنا الحبيب».

عمل تشاركي

ويتميز برنامج التعليم الطبي في الجامعة الافتراضية، حسب قول الدكتورة "دشاش": «بأنه البرنامج الوحيد الذي يضم الاختصاصات الأربعة، ومن الكوادر التدريسية والتدريبية من وزارات التعليم العالي والصحة والدفاع والداخلية، والدفعة الأولى من هذا البرنامج هي قيد التخرج، والأمل معقود عليها في الارتقاء بالتعليم الطبي وجودة المؤسسات الطبية إذا تم استثمار هذه الكوادر بالشكل المناسب».

وترى "دشاش" التي تشغل منصب مديرة مركز القياس والتقويم في وزارة التعليم العالي أيضاً الذي يعنى بجودة مخرجات الجامعات بما فيها الكليات الطبية والتحقق من تلبيتها لمتطلبات المستفيدين وتسليط الضوء على الثغرات والخلل في البرامج الطبية، أنه من الممكن الاستفادة من نتائج البحوث العلمية جميعاً في برنامج التعليم الطبي في الجامعة الافتراضية ولكن الأهم بحسب رأيها، أن تتم إعادة النظر في جودة التعليم الطبي والمناهج والبرامج الحالية في الكليات الطبية وأن يتم تطويرها وفق التوجهات العالمية الحديثة بما ينعكس على صحة المجتمع.

نواة العمل

من المشاركين في البحث التقت "مدوّنة وطن" بالدكتورة "دانا الأحمد" خريجة كلية الصيدلة، وطالبة ماجستير في برنامج التعليم الطبي في الجامعة الافتراضية السورية التي َأوضحت: «إن القيادة الإدارية وإدارة التغيير هي واحدة من مهارات خريجي التعليم الطبي وهي محور أساسي في دراستنا، حيث بدأت الفكرة أثناء إحدى محاضرات د. "دشاش" في مقرر الإدارة والقيادة الإدارية في التعليم الطبي، بطرح الفكرة عن وضع استراتيجية لتقليل عدد وفيات الأطباء.. وقد نال هذا المقترح رضا الجميع، وبدأنا العمل كفريق وكنا من عدة محافظات، واتجهنا لاختيار نموذج لإدارة التغيير في الحالات الطارئة، وكان النموذج الأمثل لاعتماده في المنظومات الصحية وحالة الوباء هو نموذج "كوتر"».

تعاون فريق العمل وتكامله ساعد على إنجاز البحث وحول ذلك تتابع د."الأحمد" قائلةً: «كان العمل على البحث متكاملاً ومنظماً كما لعبت عدة عوامل دوراً في إنجاحه وهي أننا من عدة محافظات وندرس عدة اختصاصات طب وصيدلة، ونعمل في مجالات متنوعة؛ موظف حكومي بقطاع الصحة، صيدلي مجتمع، طبيب مشفى، طلاب اختصاصات، جمعتنا الجامعة الافتراضية تحت سقف واحد لذا تنوعت وجهات النظر فكانت نقطة قوة في بحثنا وكان لكل منا حصة ضمن مجال خبرته وتم تنسيق العمل بجهود كبيرة من د."دشاش"».

تحديات

وفيما يتعلق بالصعوبات أثناء البحث تتابع قائلةً: «التحديات التي واجهتنا هي أمور قد تواجه أي منا في أي مرحلة منها الكم الهائل من المعلومات المتجددة بشكل يومي عن كوفيد19، ناهيك عن المصادر المشتتة غير الموثوقة، ولكن بالنهاية تمكنا من الوصول لمراجع معترف بها ومعلومات حديثة من نشرات صادرة عن هيئات محلية ودولية ومنظمات كمنظمة الصحة العالمية.. كما أن اجتماعاتنا كانت افتراضية فبرغم مرونة العمل الافتراضي إلا أنه شكل تحدياً بسبب ظروف الإنترنت والكهرباء، إضافةً إلى صعوبة الوصول إلى معلومات تابعة لمجلات علمية ومواقع متخصصة بسبب العقوبات الاقتصادية على "سورية"».

يذكر أنّ اللقاء أجري بتاريخ 6 حزيران 2021 واستمر المؤتمر الافتراضي من السابع والعشرين إلى التاسع والعشرين من أيار عام 2021 بإشراف منظمة النخلة البيئية والزراعية العراقية، وبلغ عدد الدول المشاركة إحدى عشر دولةً هي "سورية"، "العراق"، "مصر"، "اليمن"، "السعودية"، "المغرب"، "تونس"،

"الجزائر"، "إيطاليا"، "الهند"، أمريكا "، ويتألف الفريق البحثي من الدكتورة الباحثة "ميسون دشاش" وطلاب الماجستير وهم: د."دانا الأحمد" خريجة صيدلة من جامعة "حلب"، د."شيرين حيدر" طبيبة نسائية خريجة جامعة "دمشق"، الصيدلاني "أغيد خليل" خريج جامعة "تشرين"، الصيدلانية "نشوى خريط" خريجة جامعة "حلب"، الصيدلانية "نهاوند الحلبية" خريجة جامعة "حماة"، والصيدلانية "رنيم محمد" خريجة جامعة "الأندلس".