رغم أنّ العمل في منحلة أمر شاق بالنسبة لشابة، وقلّما تجرأت عليه الفتيات، إذ ليس من السهل العمل ساعات طويلة تحت أشعة الشمس مع ارتداء البدلة الواقية للنحل، إلا أن ذلك لم يمنع المهندسة الزراعية "رانيا شامية" -التي لم يكن لديها أي خوف من النحل ولسعاته- من العمل، بل تجد هذا العمل ممتعاً ومختلفاً بالنسبة لها، وهذا ما ترغب به وتبحث عنه لتثبت تميزها، بالإضافة إلى عملها الإنساني والتطوعي بتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة ومتلازمة "داون" لتشكل معهم فريق "متلازمة الحب"، فأثبتت نفسها بكل جدارة وأصبح لديها اسم ومكانة في المجتمع.

تقول "شامية" إنها بدأت هذا العمل خلال سنوات دراستها الجامعية، مستفيدة من خبرتها العلمية ودراستها الأكاديمية لمعرفة كل شيء عن عالم النحل وتطوير مهارتها بتطبيقها عملياً في مزرعة لتربية النحل واستخراج العسل، وبدأت بتسويق العسل الذي تنتجه عبر الإنترنت ليكون مصدر رزق لها، ما مكنها من الاعتماد على نفسها منذ أن كانت طالبة.

وتضيف:« إنها وإضافة إلى ما سبق لم يقتصر طموحها على عملها في مجال تربية النحل واستخراج العسل؛ وإنما سخرت خبرتها الرياضية لتدرب عدداً من أصحاب الاحتياجات الخاصة ومتلازمة "داون"، وأسست فريقاً معهم منذ عدة سنوات بهدف تقديم كل إمكاناتها لخدمة هذه الفئة من المجتمع ومساعدتهم للاندماج بالمحيط الخارجي وتدريبهم على الرياضة والرقص الرياضي للقيام بفعاليات على المسرح، وتتمنى أن تصبح مهنة لهم يوماً ما، كما أن عملها الإنساني حمل رسالة محبة حاولت من خلالها أن تثبت للجميع أن هؤلاء الأشخاص يستطيعون القيام بالكثير من الأمور، ولا يحتاجون معاملة خاصة بهم بل إنهم أشخاص طبيعيون وصادقون، وقامت بالعديد من حملات التوعية لتصحيح العديد من الأفكار الخاطئة تجاههم.

"رانيا" أثناء عملها بمجال تربية النحل

وعن برنامج تدريب فريقها أشارت "رانيا" إلى أن برامج التدريب تبدأ بحركات تساعد الجسم على الليونة واللياقة البدنية، وخصوصاً أنها عملت كمدربة من قبل الاتحاد الرياضي في مجال رقص الزومبا واللياقة، وبعدها تبدأ بتحفيظ المتدربين الحركات الرياضية والرقصات التي صممتها، والتي ترفع من مستوى تركيزهم الذهني وتساعدهم على الاستمرار بنشاطهم بشكل طبيعي، وبلغ عدد فريقها حوالي 16 شاباً وصبية من متلازمة "داون" وصم وبكم وشلل دماغي، شاركت معهم بعدة عروض في "ساحة الأمويين" في "يوم السلام العالمي" عام 2019، وبفعالية في "يوم حماية الطفل"، وأخرى في خان "أسعد باشا" حيث قدموا عرضاً راقصاً مميزاً، كما قامت مع فريقها بزيارة أطفال مرضى السرطان، بالإضافة إلى المشاركة بفعاليات ثقافية في مراكز ثقافية في "دمشق".

من جهته المتطوع" علي ميهوب" قال عنها: «"رانيا" شابة طموحة ومعطاءة، قدمت الكثير من جهدها وخبرتها، ورغم الصعوبات التي واجهتها استطاعت النجاح بعملها الإنساني الذي لاقى ترحيباً كبيراً من قبل الناس، فحبها وتقديم المساعدة باستمرار كانا الطريق لدمج تلك الفئة مع المجتمع بشكل صحيح.

أثناء التدريب

يذكر أنّ "رانيا إبراهيم شامية" مواليد "دمشق" عام 1997، خريجة هندسة زراعية عام 2020، وتدرس حالياً الماجستير في علوم الاقتصاد الزراعي.

أجري اللقاء بتاريخ 1 كانون الأول 2020.

"رانيا" مع فريقها