بإصرار كبير وقدرة عالية على التحصيل الأكاديمي، استطاعت الدكتورة "سوسن العقاد" أن تدرس طب الأسنان وترفد معارفها العلمية بتعلم الترجمة الفورية، تاركةً بصمةً هامةً في ترجمة ودبلجة المؤتمرات والأبحاث العلمية بما يحقق الفائدة للطلاب والباحثين.

عن دوافعها لدراسة طب الأسنان وحبها لهذا المجال تقول لـ "مدوّنة وطن": «نشأت في عائلة تحب وتختص بهذا المجال، والدي ووالدتي طبيبا أسنان وأردت دراسته لأنني أحببته بفضلهما منذ الصغر، وبعد حصولي على الإجازة تخصصت في مداواة الأسنان وعلاج الجذور، واخترت هذا الاختصاص لأنه دقيق جداً ويتطور باستمرار، وحديثاً أصبحت المعالجات تتم تحت التكبير المجهري ما أدى إلى رفع نسب النجاح والحفاظ على الأسنان داخل الفم لأطول فترة ممكنة».

نشأت في عائلة تحب وتختص بهذا المجال، والدي ووالدتي طبيبا أسنان وأردت دراسته لأنني أحببته بفضلهما منذ الصغر، وبعد حصولي على الإجازة تخصصت في مداواة الأسنان وعلاج الجذور، واخترت هذا الاختصاص لأنه دقيق جداً ويتطور باستمرار، وحديثاً أصبحت المعالجات تتم تحت التكبير المجهري ما أدى إلى رفع نسب النجاح والحفاظ على الأسنان داخل الفم لأطول فترة ممكنة

عملت "العقاد" كمترجمة في عدة لقاءات ومؤتمرات علمية، وعن هذا العمل تقول: «شغفي لإثراء التعليم الطبي باللغة العربية دفعني لترجمة العديد من المقالات في طب الأسنان، كما أنني المترجمة الفورية للكثير من المؤتمرات والفعاليات العلمية الدولية في طب الأسنان منها: المؤتمر العلمي الدولي التاسع عشر لنقابة أطباء الأسنان عام 2018، المؤتمر الدولي الأول لطب الوجه والفم التجميلي في الجامعة "السورية الخاصة" 2019، المؤتمر الأول لـ "ستايل ايتاليانو إندو" في "سورية" 2020.

في العيادة

كما أقوم بدبلجة اللقاءات العلمية على صفحة كلية طب الأسنان في جامعة "دمشق" حيث قامت عمادة كلية طب الأسنان في جامعة "دمشق" باتخاذ منحى معاصر بتقديمها لقاءات علمية مع أطباء متميزين عرب وأجانب من جميع بلدان العالم على صفحات التواصل الاجتماعي للكلية بهدف رفع مستوى الطلاب والوصول بهم لأعلى درجات التميز، لذلك بدأنا العمل على دبلجة المحاضرات الإنكليزية للغة العربية لتكون هذه التجربة الفريدة الأولى في "سورية"».

وتتابع: «تعدُّ مهنة الترجمة الفورية من أصعب المهن نظراً لأنها تفرض على المترجم ضغطاً كبيراً فهي تتطلب سرعة البديهة، تركيزاً عالياً، وذاكرة قوية، لكن على الرغم من صعوبتها فهي ممتعة وفيها نوع من التحدي وإثبات الذات، واستطعت تجاوز الصعوبات بالتدريب المستمر، التطوير الذاتي، التحضير والتعمق في المعلومات والتركيز على الترجمة الطبية التي هي أساس دراستي وعملي، فاستطعت الجمع بين المجالين في وقت واحد».

أثناء الترجمة

من جهته "هاني العقاد" طالب في كلية "طب الأسنان" في السنة الرابعة جامعة "دمشق" يقول: «ما يميز د. "سوسن" أنها سباقة في هذا المجال إذ أنها أول من افتتح هذا الباب الأكاديمي بحيازتها إجازةً في طب الأسنان ودبلوماً في الترجمة باللغة الإنكليزية، وانطلقت في درب نقل العلم النافع لأطباء الأسنان والطلبة ليواكبوا كافة مستجداته باللغة العربية، إن مهنة طب الأسنان ودراستها من أصعب المهن كونها تحتاج لسنوات دراسة طويلة وكمية معلومات طبية مكثفة ومهارة عالية، وقد استطاعت إضافة كل هذا الكم من العمل والدراسة لتحقيق تحصيل علمي آخر مميز، فمن الواضح مدى شغفها بعملها ودراستها».

ويتابع: «دبلجتها للمؤتمرات الطبية العالمية تساعد الكثير من أطباء الأسنان على تجاوز ما يواجهونه في فروقات اللغة، واستطاعت أن تشق طريقاً لتوفير هذه العلوم لكل الناطقين باللغة العربية وبالمصطلحات الصحيحة المعرّبة، بالإضافة إلى نقلها للمحاضرات التي تقيمها جامعة "دمشق" - كلية طب الأسنان بالتعاون مع جامعات عالمية في "إسبانيا" و"الولايات المتحدة" وغيرها، إنّ كمّ الأعمال المتميزة التي قامت بها، جعلها تترك بصمة في هذين المجالين، وأنا كطالب أحتاج لمواكبة وحضور المؤتمرات لتنمية معارفي وأواجه صعوبة لكونها باللغة الإنكليزية أما المحاضرات المعرّبة التي تقدمها فقد خلقت مفهوماً جديداً مفيداً جداً ساعدني على تجاوز هذه العقبة».

د. "أنس عبده" المنسق العلمي

بدوره الدكتور "أنس عبده" المنسق العلمي في كلية طب الأسنان جامعة "دمشق" يقول: «بدأنا في شهر آذار الماضي مشروع التعليم عن بعد في الكلية بإدارة عميد الكلية الدكتور "أسامة الجبان" نستعين من خلاله بالباحثين والخبراء في الدول المتقدمة، الذين يستخدمون اللغة الإنكليزية، ونتوجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي لكل طلاب كليات طب الأسنان في القطر، ونعلم أن الطلاب في السنوات الدراسية الأولى يواجهون ضعفاً باللغة الإنكليزية، وللوصول لشريحة أوسع من الطلاب استعنا بالدكتورة "سوسن" لأنها قادرة على إعطاء صياغة قابلة للفهم، وقادرة على ترجمة اللغة الطبية، هي طبيبة ودرست الترجمة، بادرت للمشاركة في هذا العمل التطوعي وبدأنا بتنزيل المحاضرات التي تقوم بترجمتها ثم يتم تحميلها على صفحة "فيس بوك" ولاقت صدىً واسعاً».

ويتابع: «أسلوبها وأداؤها في الترجمة جميلان جداً، وعملها أقرب إلى الدبلجة حيث يتم تحميل المحاضرات بصوتها باللغة العربية، وحتى اليوم دبلجنا خمسين محاضرة نستهدف من خلالها طلاب كليات الأسنان والدراسات العليا الذين يبلغ عددهم حوالي خمسة آلاف وعلى الصفحة يصل الحضور لمئة ألف متابع.

عُرفت الدكتورة "سوسن" طالبة مواظبة ومتميزة ومجتهدة، استطاعت التوفيق بين الترجمة وطب الأسنان هي إنسانة مبدعة ومتميزة، نشأت في بيئة متعلمة تحب كل جديد، وعززت دراستها لطب الأسنان بدراسة اللغة، لم تفوت أياً من ورشات العمل أثناء السنوات الدراسية عندما كانت من طلابي، وكانت علاماتها جيدة دوماً، بفضل خامتها المتميزة ومتابعة عائلتها».

يذكر أنّ الدكتورة "سوسن العقاد" من مواليد "دمشق" عام 1991، حاصلة على بكالوريوس في الترجمة والترجمة الفورية من كلية الآداب بجامعة "دمشق" عام 2013، وعلى بكالوريوس في طب الأسنان عام 2014، وحاصلة على "البورد السوري" في اختصاص مداواة الأسنان عام 2020.

ويشار إلى أن اللقاء مع د. "سوسن العقاد" أجري بتاريخ 20 تشرين الأول 2020 في كلية طب الأسنان بجامعة "دمشق".