مشروعٌ فنيٌّ وُلِد من رحم الألم، والجرح الكبير الذي تعرضت له "سورية"، حيث قدّم مجموعةٌ من السوريين تراثهم بأصالةٍ واضحةٍ وخاماتٍ مميّزة بأعمارٍ مختلفة، ليوجهوا رسالةً للعالم بأنّ هذا الوطن هو مهد أوّل نوتةٍ موسيقيةٍ وُجدت في التاريخ.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 4 تشرين الأول 2020 قائد فرقة "جوى" الأستاذ "يوسف إبراهيم" حيث حدثنا عن الفرقة وبدايتها وقال: «"جوى" عبارة عن مجموعة من الشباب السوري أصحاب مواهب في مجالي الغناء والعزف، يحملون كمية من الفن الثقافي السوري الأصيل ومن موروث الثقافة العربية والآرامية والسريانية المولودة في هذا البلد العظيم، حيث تقوم الفرقة بإعادة توزيع بعض الأغاني التراثية والفلكورية وصياغتها بأسلوب فني وتقني عالي المستوى موزع على أربعة أصوات بشرية (سبرانو - آلتو - تينور - باص) وتقديمها بأسلوب هارموني جذاب ومبدع».

كانت هناك تحديات تواجهنا أهمها قلة الدعم أو بالأحرى انعدامه، فكل الأعمال كانت تقام بمجهود شخصي وتطوعي مني ومن عناصر الفرقة، وأيضاً صعوبة الحصول عى أماكن للتدريب وطريقة حجز المسارح لأنّ الفرقة غير تابعة لأي جهة رسمية

يتابع: «كانت بدايات الفرقة داخل الحرم الجامعي، بحكم أن كل كادر الفرقة من طلاب الجامعات السورية، بدأنا عام 2015 وتدربنا ضمن جامعة "دمشق"، كان عددنا ما يقارب 15 شاباً وشابة ومن ثم بدأنا نستقطب كوادر جديدة من الذين يتمتعون بخامة جيدة وإحساس مرهف، هذا ما يتعلق بأمور الغناء، أما بالنسبة للعزف، فقد بحثنا عمن يجيد العزف على الآلات الموسيقية بشكل محترف، ثم قدمنا أكثر من حفلة ضمن إطار الجامعة كان منها حفلة في مدرج رئاسة الجامعة، وحفلات في مدرج "الباسل" بكلية الهندسة المدنية عام 2015، ونالت الفرقة بحضورها وتنوع برامجها إعجاب شرائح كبيرة من الشباب، ما شجع عدداً منهم على الانضمام إلى الفرقة.

يوسف ابراهيم

وفي عام 2016 بدأ مشروع الفرقة يكبر ويخرج عن نطاق الجامعة، وأيضاً عددها يزداد ويتنوع، وفي عام 2018 تلقينا دعماً من مؤسسة "القدس الدولية السورية" الممثلة بمديرها د."خلف المفتاح" ومن هنا أصبحت الفرقة تكبر حتى أصبح عددها حالياً 60 شخصاً من كورال وموسيقيين».

وعن مشاركات الفرقة قال: «قدمنا حفلات على مسرح "الحمرا" كان لها طابع وطني واجتماعي من خلال وصلة تآخٍ ديني، إسلامي ومسيحي، وبلغات عربية وسريانية بعنوان "سورية لك السلام"، بالإضافة لحفل في مجمع "دمر" الثقافي بطابع طربي منوع، كما قدمنا عدة حفلات ضمن كرنفالات ومهرجانات منها مهرجان "الشام بتجمعنا" في حديقة "تشرين"، وفي عام 2018 قدمنا حفلاً على مسرح الأوبرا بـ"دار الأسد" للثقافة والفنون في "دمشق" بعنوان "للقدس سلام آت"، وأيضاً قدمنا حفلاً بعنوان "عترابك يا شام" تحت رعاية مؤسسة "القدس الدولية السورية"، وفي عام 2019 قدمنا حفلاً بعنوان "توفيق زياد 25 عام على الرحيل" في ذكرى وفاة الشاعر الفلسطيني "توفيق زياد"، حيث قدمنا العديد من الأعمال الغنائية التي كانت من أشعاره، إضافة إلى عدة حفلات في محافظة "القنيطرة" في العام ذاته».

أثناء الحفل

وعن الصعوبات التي واجهت الفرقة قال: «كانت هناك تحديات تواجهنا أهمها قلة الدعم أو بالأحرى انعدامه، فكل الأعمال كانت تقام بمجهود شخصي وتطوعي مني ومن عناصر الفرقة، وأيضاً صعوبة الحصول عى أماكن للتدريب وطريقة حجز المسارح لأنّ الفرقة غير تابعة لأي جهة رسمية».

وختم "إبراهيم" بالقول: «تطمح "جوى" إلى المساهمة في نشر الفن والثقافة الموسيقية السورية والعربية في المجتمع، بالإضافة لإحياء التراث الموسيقي والتغني بموروث وطننا "سورية" الغني بكل أنواع الفنون الغنائية والموسيقية، وتقديمه بالأسلوب الحرفي والراقي الذي يليق بمخزون وطننا الثقافي».

حفل الفرقة

"نزار حافظ" عضو نقابة الفنانين قال: «انسجام الفرقة مع المايسترو الأستاذ "يوسف" أحد أسباب نجاحها، علماً بأن جميع أعضاء الفرقة هم هواة وليسوا محترفين، لكن أنا أقول هم جميعهم محترفون لأن القطع الغنائية التي يقدمونها صعبة مثل الدور والموشح والقصيدة، أي هي قوالب غنائية صعبة التنفيذ».

أما المايسترو "نزيه أسعد" قائد الفرقة "الوطنية للموسيقا الشرقية" فقال: «عندما أستذكر حفلات فرقة "جوى" تخطر في بالي فكرة مهمة وهي أن هذا الجيل فعّال ويسعى لتوطيد الموسيقا الحقيقية وإظهارها بأسلوب جذاب وأنيق، وهذا الجيل مهمته حساسة فيها الكثير من الحذر وطبعاً هذا ما قامت به فرقة "جوى" بكادرها الشاب الأنيق، وحققت خطوات متقدمة على صعيد الشباب، حيث نرى بين تفاصيل عملها على المسرح همة الشباب وحيويته وحبه لما يفعل والأهم من كل ذلك إيمان عناصر الفرقة المطلق برسالة الموسيقا العربية بشكل عام والموسيقا السورية على وجه الخصوص، وبالتأكيد ربان السفينة عادة تكون عليه مسؤولية مضاعفة وله دور مهم في سير الحركة وهذا ما حققه الأستاذ "يوسف ابراهيم" الذي بذل جهوداً كبيرة لمساعدة الفرقة على الوصول إلى مختلف الشرائح».